دومينيك غيل.. مغامر إنجليزي يجوب صحارى مصر على دراجته

رحالة اختلط بالمصريين وشاركهم الطعام والشراب بعدما أعجب بـ«طيبتهم»

غيل على دراجته («الشرق الأوسط»)
TT

على غرار ما فعله الرحالة والجغرافي العربي الإسلامي الشهير ابن بطوطة، وبعدما أمضى 60 يوما على دراجته الهوائية، وصل الرحالة والمغامر البريطاني دومينيك غيل إلى نهاية رحلته في مصر. ولقد بلغ طول المسافة التي قطعها غيل 4200 كلم مر خلالها ببعض أهم مناطق الجذب السياحي في مصر، بعد انطلاقه من ميدان التحرير في قلب العاصمة القاهرة، وشملت الرحلة كلا من شبه جزيرة سيناء والصحراء الغربية ومنطقة الواحات، وجنوب مصر، وكذلك شواطئ البحر الأحمر، ومن دون أن يغفل زيارة كل من الإسكندرية والأقصر وأسوان في أقصى جنوب مصر، قبل أن يقفل عائدا من حيث انطلق، أي ميدان التحرير بالقاهرة.

استخدم غيل دراجة ثنائية المقاعد - وهي ما يطلق عليه مسمى «تاندم» - مزودة بهيكل يتيح حمل مقعدين أحدهما خلف الآخر، كما أنها مجهزة بكل الإمكانيات والمعدات التي قد يحتاج إليها طوال الطريق، ولم يعتمد غيل في الحقيقة على طاقم التصوير المرافق في أي مرحلة من مراحل الرحلة.

وعن تفاصيل هذه المغامرة، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط» قال دومينيك غيل، البالغ من العمر 30 سنة: «إن الهدف من قيامي بهذه الرحلة، وبالذات في هذا التوقيت، بينما تشهد مصر الكثير من التحولات المهمة في تاريخها عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) هو نقل صورة واقعية عن هذه المتغيرات. وكذلك التعرف عن قرب على عادات المصريين وتقاليدهم، وكيف يعبرون عنها بعفوية وتلقائية من خلال معايشتي لهم. وأيضا الاطلاع على كيفية تعبيرهم عن أنفسهم وحقيقتهم وغيرها من الأشياء التي لمستها أثناء جولتي وزياراتي لمنازلهم وأعمالهم ومتابعة حياتهم اليومية».

وأردف غيل أنه تعرف بالفعل على أشهر الأماكن السياحية المصرية، وزار الأماكن التي لا يعرفها إلا عدد قليل من السياح مما أكسبه خبرات كبيرة، مضيفا أنه لم يكتف بهذا، بل تجول «في أزقة وشوارع تنبض بعبق الحضارة المصرية وتعكس أخلاقهم. ولقد أعجبت بصورة خاصة بكرمهم، إذ دعاني بعضهم إلى دخول منزله والالتقاء بأفراد أسرته، ما جعلني ألمس في المصريين طيبة وحميمية قلما توجدان في أي شعب آخر».

وعن أهم الأماكن التي جذبته وما زالت صورها حية في ذاكرته، قال غيل في حديثه مع «الشرق الأوسط» إنه لن ينسى أبدا «قمم جبال سيناء وأعمدة معابد الكرنك بعظمتها التي لا يوازيها إلا حسن ضيافة الشعب المصري التي تثير الإعجاب في النفس». ثم ذكر أن الفيلم التسجيلي الذي صور أثناء رحلته من المقرر أن يبث على قناتي «ناشيونال جيوغرافيك» و«ديسكفري» التلفزيونيتين العالميتين.

وعند هذه النقطة يلتقط طرف الحديث السفير جيمس وات، سفير بريطانيا لدى مصر، الذي نوه بـ«إنجاز» دومينيك غيل على دراجته في جولته الطويلة عبر مختلف أرجاء مصر، وأشار إلى «أن السفارة البريطانية في القاهرة كانت السفارة الوحيدة التي لم تمنع رعاياها من السفر إلى مصر أثناء أحداث 25 يناير، بل شجعتهم على زيارة الأماكن السياحية، مثل شرم الشيخ والغردقة، لجمال وروعة طبيعة هذه المناطق».

واختتم السفير حديثه مع «الشرق الأوسط» بالثناء على «جهود هيئة تنشيط السياحة المصرية التي قدمت كل المساعدات المطلوبة والدعم اللازم للرحالة البريطاني لإنجاح هذه الرحلة، وذلك بهدف نقل صورة مطمئنه عن استقرار الأوضاع في مصر، وكذلك استثمار هذه الرحلة من خلال ما جرى التقاطه من أفلام تصويرية للترويج لسياحة المغامرات، ومعها السياحة الصحراوية التي تعد من أهم الأنماط السياحية المصرية الواعدة».

ومن جانبه قال سامي محمود، نائب رئيس هيئة تنشط السياحة المصرية، إن تجربة الرحالة والمغامر البريطاني غيل «تعد من التجارب الرائدة لتوثيق العلاقات السياحية بين البلدين، إذ تمثل سوق السياحة البريطانية أهمية خاصة للسياحة المصرية الوافدة، ويأتي ترتيبها الثاني بعد السوق الروسية». مشيرا إلى أن الهيئة «لا تدخر جهدا في دعم هذه الأنشطة، لأنها تصب في النهاية في سلة الصالح العام».