«خلي سيارتك بالبيت».. نشاط لبناني يحث على اعتماد وسائل نقل صديقة للبيئة

ينظم في مناطق عدة بهدف التخفيف من التلوث الهوائي

المشاركون في فاعلية «خلي سيارتك بالبيت ولحقني عا صور بالبيسيكليت» يوم الأحد الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

اختارت «جمعية الخط الأخضر» اللبنانية شعار «خلي سيارتك بالبيت» كي تطلق نشاطها البيئي بهدف تشجيع اللبنانيين على استخدام الدراجات الهوائية والاستغناء قدر الإمكان عن سياراتهم التي تعتبر السبب الرئيسي في زيادة نسبة تلوث الهواء في لبنان. هذا النشاط الذي تحرص الجمعية على تنظيمه سنويا منذ عام 2005، استطاع أن يجذب محبي البيئة والمدافعين عنها بالدرجة الأولى إضافة إلى محبي هذه الرياضة ويجذب اللبنانيين الذين تزيد أعدادهم سنويا في هذا النشاط.

وفي هذا الإطار يقول مدير المشروع في جمعية الخط الأخضر فضل فقيه لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة إطلاق هذا النشاط مبنية بشكل أساسي على الواقع البيئي اللبناني المتدهور والمتمثل بالدرجة الأولى في نسبة تلوث الهواء العالية التي تلعب السيارات دورا أساسيا في زيادتها وتنعكس سلبا على صحتنا إضافة طبعا إلى زحمة السير الخانقة التي تتولى تعكير صفو يوميات اللبنانيين على امتداد ساعات النهار من دون أن ننسى سعر البنزين المرتفع، من هنا كان عملنا على نشر ثقافة استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة ولا سيما منها الدراجات، خاصة أن اعتماد اللبناني الدراجة الهوائية في تنقلاته لا تندرج ضمن ثقافة المجتمع العامة حتى إنها قد تكون معيبة بالنسبة إلى بعض الأشخاص». لكنه يلفت في المقابل إلى أن تفكير اللبنانيين فيما يتعلق بأهمية اعتماد هذا النوع من وسائل النقل شهد تبدلا ملحوظا في السنوات الأخيرة إن لناحية زيادة عدد المشاركين واختلاف أعمارهم أو من خلال النشاطات الفردية التي تقوم بها مجموعات عدة من الشباب بين فترة وأخرى في مختلف المناطق اللبنانية.

مع العلم أن التلوث في هواء لبنان قد تخطى هذا العام المعدل السنوي المحدد من منظمة الصحة العالمية بثلاثة أضعاف، بحسب الدراسة الأخيرة التي أطلقتها «الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية» والتي أظهرت أن زحمة السير هي المسبب الأول لارتفاع هذه النسبة، كما أن هذا التلوث انعكس زيادة ملحوظة في نسبة الإصابة بالأمراض الصدرية في لبنان في السنوات الأخيرة وارتفاع نسبة الوفيات بأمراض السرطان الرئوي والربو. كذلك ومن جهة أخرى، فقد أظهرت آخر الإحصاءات المحلية أن 62.4 في المائة من الأسر اللبنانية تمتلك سيارة واحدة و28 في المائة من الأسر تمتلك سيارتين على الأقل.

وبعدما تنقل هذا النشاط البيئي العام الماضي بين الشمال والجنوب وبيروت، حط رحاله يوم الأحد الماضي في مدينة صور الجنوبية حيث اجتمع عدد كبير من الشباب والشابات ضمن نشاط «خلي سيارتك بالبيت ولحقني عا صور بالبيسيكليت» وجالوا على دراجاتهم في مختلف شوارع صور الرئيسية، في حين ستكون المحطة الثانية يوم الأحد في 24 سبتمبر (أيلول) الجاري في وسط بيروت حيث سيجتمع مئات اللبنانيين من مختلف الأعمار ليسيروا معا من مجمع «بيال» في وسط بيروت وصولا إلى منطقة عين المريسة، من أجل شوارع أقل تلوثا وزحمة وصحة أفضل وهواء أكثر نقاء تحت شعار «خلي سيارتك بالبيت ولحقني بالبيسيكليت». وهنا يلفت فقيه إلى أن اختيار مدينة صور جاء هذا العام، بناء على معطيات بيئية مقلقة تشير إلى ارتفاع نسبة التلوث بشكل ملحوظ في هذه المدينة الجنوبية بحسب تقرير منظمة اليونسكو التي أعلنت عن احتمال إدراج مدينة صور في قائمة «التراث العالمي المهدد بالخطر» إذا لم يتم تدارك الأمر، وذلك بسبب زيادة عدد السيارات والعمران والمكبات العشوائية إضافة إلى التقلص الحاصل في المساحات الخضراء. أما فيما يتعلق بنشاط بيروت، فالتحضيرات تسير على قدم وساق مع عدد كبير من جمعيات لبنانية مدنية واجتماعية لإنجاح هذا اليوم الذي سيتم تأمين 1000 دراجة هوائية مجانية للمشاركين من تقديم «سوليدير»، «Beirut by bike»، كما ستكون الفرصة متاحة أمام الجميع للمشاركة على دراجاتهم الخاصة أو بوسائل نقل مختلفة صديقة للبيئة إضافة إلى خيار المشي سيرا على الأقدام، وفي المناسبة سيتم الإعلان عن خطة للنقل البري تنسجم مع مفهوم النقل المستدام وتطبيق خطة وطنية للنقل العام بما فيها تطوير قانون السير وتحسين الطرقات كي يصبح اللبناني قادرا على الاعتماد على هذه الوسائل من دون أن يتعرض للخطر.