وجبة الإفطار ترفع إيرادات البوفيهات مع بدء الدراسة وعودة الموظفين في السعودية

أصحاب المطاعم: انتهت الكارثة مع زيادة المبيعات 60%

بعض طلاب المدارس يتناولون وجبة إفطار في أحد مطاعم العاصمة السعودية الرياض (تصوير: خالد الخميس)
TT

أسهمت عودة الموظفين إلى أعمالهم، والطلبة إلى مدارسهم، في السعودية، بشكل إيجابي على إيرادات المطاعم والبوفيهات التي تقدم وجبة الإفطار، حيث ارتفعت مبيعاتهم لأكثر من 60 في المائة مقارنة بما كانت عليه أثناء الإجازة الصيفية، التي أسهمت بشكل كبير في انخفاض إيراداتهم، وذلك بعد أن ألغيت وجبة الإفطار من قوائمهم اليومية نتيجة السهر واختلاف الساعة البيولوجية أثناء الإجازة الصيفية. وأسهم في الوقت ذاته شهر رمضان الذي تداخل في السعودية مع إجازة نهاية العام الدراسي، في إلغاء الوجبة الأهم، طبقا لآراء طبية من متخصصين غذائيين، ولكن ما إن عاد الموظفون والطلبة إلى أعمالهم، عادت معهم بشكل تلقائي وجبة الإفطار، التي أصبحت من أهم الوجبات التي يحرصون على تناولها، وهو الأمر الذي أنعش مبيعات تلك المطاعم التي بدأت باستعادة ما فقدته من أرباح خلال الإجازة الصيفية، بالإضافة إلى شهر رمضان الذي قضى عليها تماما.

وأكد محمد عبد الباسط، مدير سلسلة مطاعم «آبار الطائف» في العاصمة السعودية الرياض، أن بدء العام الدراسي وعودة الموظفين إلى وظائفهم أسهما بشكل مباشر في إثراء إيراداتهم اليومية، التي بدأت بالتصاعد بشكل إيجابي، وأدى إلى جني أرباح إضافية، بعد ركود حاد شهدته محلاتهم خلال الإجازة الماضية.

وأضاف عبد الباسط الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن وجبة الإفطار كانت شبه ملغاة من قوائم الزبائن، في ظل تبدل واختلاف جداول المستهلكين، الذين يقضون ليلهم في السهر ونهارهم في النوم، وهو الأمر الذي أثر على مبيعاتهم.

ويضيف عبد الباسط أن «مطاعمهم جنت ما يزيد عن 60 في المائة من الأرباح، خلال الأسبوع الأول من بدء موسم المدارس، إذا ما قورنت بالفترة نفسها خلال الإجازة الصيفية، التي وصفها بالكارثة التي تحل سنويا على إيراداتهم، وأن مبيعات الساندويتشات تحتل المركز الأول من جملة المبيعات الأخرى التي يقدمها المطعم، نتيجة سرعة تناولها للحاق بالعمل في الوقت المناسب».

من جهته، يرى صالح محمود الذي يمتلك مطعما صغيرا بالقرب من أحد المجمعات التعليمية، أن موسم الدراسة يعد من المواسم المهمة لجني الأرباح، خصوصا أن مطعمه يعتمد على وجبة الإفطار بشكل كبير في تحقيق المكاسب والإيرادات، لافتا إلى أنهم يعتمدون على ساعة واحدة فقط في اليوم لجني الربح اليومي، لا سيما أن جميع زبائنه من طلاب المدارس الذين يقصدون مطعمه لتناول وجبة الإفطار، وذلك لقربها من المجمع المدرسي القريب من المطعم الذي يمد الطلاب يوميا بوجبتهم، وجبة الإفطار.

وحول أكثر الوجبات طلبا أكد محمود أن الساندويتشات تأتي في المقدمة بلا منازع، نظرا لسهولة تحضيرها وتناولها، خصوصا «البيض والكبدة»، ومن ثم ساندويتشات مشتقات حليب الأبقار، مثل الجبن والقشدة والزبدة، وتأتي بعدها الأطباق بمختلف أنواعها، التي يترأسها ويأتي في مقدمتها الفول والعدس، إلا أن ضيق الوقت وازدحام المحل، يحد من تزايد الطلب عليها.

من جانبه، أبدى سعيد غرمان، مدير مطعم «أضواء المدينة» الواقع في حي الوزارات المكتظ بالموظفين والمراجعين، سعادته من انقضاء الإجازة الصيفية التي وصفها بالقاضية على الأرباح والمسببة للخسائر، لافتا إلى أن وجبة الإفطار عادت إلى الموائد من جديد، مما تسبب في رفع الإيرادات بشكل كبير، على حساب الموظفين والمراجعين الذين يقصدون مطعمه بشكل يومي، لتناول الوجبة الأهم في العملية الغذائية وتناول المشروبات.

وأوضح غرمان عدم اعتمادهم كثيرا على المبيعات في غير الوجبة الصباحية، وأن عملهم طوال اليوم من دون وجبة الإفطار ما هو إلا تحصيل حاصل، مبينا أن عطلة نهاية الأسبوع ذات تأثير سلبي على الإيرادات، وأنهم ينتظرون بداية الأسبوع بفارغ الصبر لجني المزيد من الأرباح.

وعادت الحياة للمقاعد الدراسية في السعودية، الأسبوع ما قبل الماضي، مستقطبة ملايين الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدراسة، بعد انتهاء إجازة نهاية العام، التي امتدت لما يقارب 3 أشهر، وهو الأمر الذي أسهم بشكل فعلي في تحريك العجلة الاقتصادية في السعودية، خصوصا في هذه الناحية، للكثير من المشاريع التي تعتمد على جيوب طلبة المدارس، والتي من أهمها تلك المطاعم والبوفيهات، التي تعتمد في إيراداتها على وجبات إفطار الطلبة والمعلمين.