«المظهر الصويري».. تقليعة أزياء وسط شباب المغرب والأجانب

تسريحات شعر غريبة وشالات ملونة طويلة

تسريحات غريبة يقبل عليها الشباب بحثا عن مظهر مميز («الشرق الأوسط»)
TT

تتعايش وتتمازج في الصويرة (جنوب الدار البيضاء) ثقافات متنوعة ما بين الأفريقي والعربي والأمازيغي واليهودي والأوروبي. هذا التمازج أثر كثيرا في أزيائها التي لم تعد تقتصر على الجلابيب بالنسبة للرجل المغربي و«الحايك» بالنسبة للمرأة، بل أنتجت أزياء ذات «طابع صويري» محلي يبدو فيه تأثير ثقافة الهيبيين واضحا. وهذا ليس غريبا بحكم أن الصويرة كانت في الستينات والسبعينات وجهتهم المفضلة في أفريقيا.

الجميل أن المدينة لم تتخلَّ عن المنتجات التقليدية رغم انفتاحها على كل ما هو جديد، كما أن أزياءها ليست حكرا على الشباب الصويري أو المغاربة فحسب، بل اندمج فيها الأجانب وأضافوا إليها، وكادت تكون موحدة بين جميع الأجناس التي تتوافد على الصويرة، خصوصا الشباب المعجبون بـ«موسيقى كناوة»، وهي فرق موسيقية يرتدي أعضاؤها أزياء موحدة ذات ألوان متعددة، وأصبح لها جمهورها ومهرجانها السنوي في المنطقة.

وأول ما يلفت الانتباه في هذا الصدد إقبال الشباب على ارتداء ملابس فضفاضة وواسعة بألوان كثيرة ومتنوعة متناسقة وأخرى غير متناسقة، لكن اندماجها في قطعة ثوب واحدة يجعل من فوضى الألوان لوحات فريدة لا يمكن نسجها إلا في الصويرة، وتميل ألوانها في الغالب إلى الألوان الترابية الخالية من البريق.

وتعتبر الصويرة كذلك مدينة الإكسسوارات المحلية الصنع، وهذه لها طابعها الخاص وتصنع من مواد مختلفة، حيث يمكن استعمال خشب «العرعار» في صنع الأساور العريضة والكبيرة الحجم. وتعرف إقبالا كبيرا عليها من قبل الفتيات كونها تأخذ نفس أشكال الإكسسوارات التي تساير الموضة، إضافة إلى كونها مصنوعة من خشب العرعار. هذا عدا عن إكسسوارات الفضة التي تعد مدينة الصويرة رائدة في صنعها.

«المظهر الصويري» يتميز كذلك بتسريحات الشعر الغريبة التي تظهر فيها خصل الشعر ملفوفة بطريقة معينة وطويلة، تستحضر صورة المغني الراحل بوب مارلي إلى حد ما. وهي تسريحات يقبل عليها الشباب بحثا عن مظهر مميز على الشكل وغالبا ما يكونون من عشاق الموسيقى سواء موسيقى كناوة أو غيرها. وتجدر الإشارة إلى أنها تصلح للشعر المجعد، لكن هذا لم يمنع أوروبيين وأجانب شبابا وشابات من تبنيها مع إضافة بعض الشرائط والأصداف الملونة لتزيين خصلاتها حتى تتماشى مع ألوان الأزياء، وعدا ذلك يمكن وضع تسريحات مختلفة لكنها تحافظ دائما على شكل الشعر الفوضوي البعيد عن أي ترتيب أو تنسيق.

هذا «المظهر الصويري» المحلي والمكون أغلبه من منتجات محلية الصنع أضاف إليه الأوروبيون لمسات تتمثل في مزج بين المظهر الكناوي والأوروبي، مما أعطى هو الآخر سمات التحرر من كل ما هو تقليدي على شباب مدينة ترحب بكل أنواع الإبداع.

هذا، ويستعين هؤلاء الشباب بالشالات الملونة الطويلة ذات المظهر الصحراوي بلونين أو أكثر تتوزع على الشال بطريقة متدرجة، وتصلح لجميع الاستعمالات، بما فيها تزيين الشعر، فهي تناسب التسريحات الفوضوية وتعقد بأشكال مختلفة، كما يمكن أن تلف بطريقة عادية حول العنق أو فوق الكتفين وأحيانا توضع على العنق وتترك منسابة إلى الركبتين حسب طول الشال، مما يضفي مظهرا بوهيميا متميزا، خصوصا إذا تم استكماله بأقراط أذن كبيرة وملونة، أو نظارات ضخمة. المظهر الهيبي ليس وحده ما يميز الكثير من موضة شباب المنطقة، فهناك أيضا موضة «الهيب هوب»، فهي تندرج في خانة الملابس الواسعة والفضفاضة، كما يسهل مزجها بكل ما هو تقليدي أو عصري كونها لا ترتبط بأي مقاييس أو معايير معينة للحفاظ على هذا الشكل، بل هي دائما معرضة للتغيير والإبداع الشخصي الذي غالبا ما يصبح عاما إذا لقي رضا البعض.