«الأيدي».. منتجع في الإسكندرية ينمي روح المغامرة لدى الأطفال

يتعلمون صنع الخبز وصيد السمك والنحت والرسم وفنون الغناء والموسيقى

الأطفال منهمكون وسعداء بنشاطاتهم داخل المنتجع
TT

في بقعة متميزة بالحديقة الدولية وسط مدينة الإسكندرية، ثانية كبريات مدن مصر، يلفت انتباه الزائر منتجع ترفيهي يمتد على مساحة شاسعة اسمه «هاندز» - أو أيدٍ بالعربية – إلا أنه مختلف عن أي منتجع آخر؛ فقد روعي في تصميمه أن يجهز ببحيرات وشلالات مياه صناعية وأراضٍ زراعية وكثبان رملية وجبلية صناعية، كما أنه يضم عددا من ورش تعليم الرسم والنحت، وأفرانا للخبز الريفي المصري، وغيرها من الخدمات، وذلك بغرض خدمة الأطفال وتعليمهم حرفا يدوية وإجراء تجارب علمية مبسطة بطريقة مثيرة تحوز إعجابهم وتنمي فيهم حب المغامرة والإقبال على العلم.

رامي نشأت، مدير الأنشطة بالمنتجع، أوضح أن المنتجع أنشئ عام 2003 «لتوفير مكان جديد ملائم للطفل المصري والعربي». وأضاف أن «جميع الأماكن الترفيهية المعروفة توفر ألعابا وملاهي للأطفال، بينما قلما نجد الأماكن التي يتوافر فيها تدريب يفيد الطفل من الناحية الذهنية ويهيئه للمستقبل عمليا»، مستطردا: «وكان قرار مالكي المنتجع المباشر بتنفيذ فكرة جديدة تماما هي إنشاء منتجع سياحي ترفيهي، لكنه في الوقت نفسه يقدم فرصا لتعليم الأطفال الحرف اليدوية المختلفة من دون أن يكون التعليم مباشرا، على غرار تعليم المدارس، بل بصورة تنطوي على المغامرة والاستكشاف اللذين يعتبران المفتاح السحري لنفسية الأطفال».

وحقا، لاقت الفكرة، منذ البداية، إقبالا شديدا من المجتمع السكندري، خاصة أن المنتجع يضم ورشا لتعليم الكثير من الصناعات، يتولى فيها متخصصون مهام تعليم الأطفال، وحسب مدير الأنشطة «تحرص إدارة المنتجع على أن يزور الأطفال ورشة لتصنيع السجاد اليدوي ضمن برنامج الزيارة للمنتجع، ويقوم كل طفل بصنع سجادة صغيرة ويأخذها معه بمنزله لتكون ذكرى جميلة. أيضا توجد ورشة لتعليم الأطفال عمل أشكال يدوية بالجبس، ويتم تدريبهم على صنع الكثير من الأشكال مثل العرائس وزهريات الورد وغيرها، وهنا أيضا يحتفظ الطفل بما شارك في صنعه في نهاية اليوم ليأخذه معه للبيت كذكرى».

ويلفت نشأت إلى أن المنتجع يهتم أيضا بتعليم الأطفال وإطلاعهم على التجارب العلمية البسيطة التي تجرى أمامهم، مما يثير في نفوسهم حب المغامرة والروح المحبة للاكتشاف. ويوضح: «لدينا عدد من أجهزة الميكروسكوب، ونقوم بإحضار مياه راكدة تماما ثم نجعل الطفل يشاهد بنفسه وجود الطحالب والكائنات الحية في هذه المياه مثل (الأميبا)، مما يثير اهتمام الطفل ويجعله لا ينسى هذه المعلومات الأولية أبدا».

ويكشف نشأت عن إجراء متخصصين في المنتجع أمام الأطفال نماذج من أكثر التجارب العلمية إثارة على الإطلاق؛ حيث تجرى تجارب حية لكيفية تفجر البراكين، عبر إحضار مواد بسيطة عبارة عن مادة الكربونات وكمية بسيطة من خل الطعام، ومن ثم وضعها على فوهة جبل صغير مبني من الجبس.. ثم يوضع لون أحمر على المواد السابقة التي يحدث فيها فوران وتنطلق بلونها الأحمر لتتسبب في انشقاقات بفوهة الجبل وتكون مثل الحمم البركانية.

ولا تقتصر عملية تعليم الأطفال بالمنتجع على العلوم فقط، بل تمتد إلى الزراعة وري الأرض ورعاية الحيوانات، لا سيما أنه توجد في المنتجع أنواع كثيرة من الطيور والحيوانات، بينها البط والحمام والأرانب والخراف والماعز والبقر وغيرها.

أيضا توجد أماكن لتعليم الأطفال كيفية عمل الخبز بالأفران الريفية المعروفة في مصر؛ حيث يتعلمون كيفية إعداد العجين ووضعه بالفرن، ويتعلمون أيضا صيد الأسماك؛ حيث توجد بالمنتجع بحيرة سمكية كبيرة مليئة بأسماك «البلطي». ويرافق هذه الأنشطة كلها تدريب عملي على التمثيل والغناء والموسيقى.. ويضيف نشأت: «أيضا نقص الحكايات على الأطفال، لكن بطريقة جديدة.. ونجعلهم يرتدون ملابس الشخصيات في الحكاية ويؤدون أدوار كل أبطالها».

وتابع مسؤول الأنشطة سرده فقال: «اعتزازا بتاريخنا الفرعوني صرنا نعد أيضا أزياء فرعونية للأطفال ونشرح لهم معها كيف كانت الحياة تسير في البيئة الفرعونية القديمة، وكيف كان المصري القديم يعتمد على الزراعة ويتناول طعامه، وكيف كان شكل الأواني التي كان الفراعنة يأكلون فيها وكيفية تصنيعها... إلخ. ثم نشرح لهم كيف تمت عملية بناء الأهرام، وهذا كله في إطار تشويقي مثير».

أما عن الآباء أو الكبار بشكل عام، فيقول نشأت إنه تتوافر لأهالي الأطفال مجموعة من الأماكن الخاصة داخل المنتجع؛ إذ تنتشر فيه مطاعم ومقاه، كما توجد أيضا أماكن تتوافر فيها خدمة الإنترنت، بجانب الحدائق والمساحات الخضراء المفتوحة لقضاء أوقات استجمام للعائلات لحين انتهاء البرنامج الخاص بتعليم الأبناء.