مقبرة السرابيوم تنتظر حلة جديدة في منطقة سقارة الأثرية

بدأ العمل فيها في عهد أمنحتب الثالث واستمر حتى دخول الإسكندر مصر

مقبرة السرابيوم والرسومات الفرعونية البديعة («الشرق الأوسط»)
TT

منطقة سقارة الأثرية في محافظة الجيزة المصرية ستصبح على موعد جديد لافتتاح واحدة من أهم مقابرها الأثرية التي خضعت للصيانة مؤخرا، لتدخل ضمن خارطة الحركة السياحية بالمنطقة التي تتوالى مكتشفاتها الأثرية وقتا بعد الآخر.

من هذه المشاريع التي خضعت للترميم مؤخرا، تأتي مقبرة السرابيوم التي ينتظر افتتاحها للحركة السياحية العالمية قبل نهاية العام الجاري، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمها مؤخرا.

ومن جانبه، قام د. مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس، بجولة تفقدية لمشروع المقبرة، معلنا الانتهاء من مشروع ترميمها وتدعيمها للحفاظ عليها، وقرب افتتاحها.

وأوضح أن مشروع الترميم شمل حقن المنطقة المخلخلة بالمقبرة في سقف الممرات والحجرات لإحداث حالة اتزان وتدعيم، كما تم علاج الشقوق والشروخ بجسم المقبرة بأحدث الطرق الهندسية والعلمية وتزويدها بأجهزة تحكم في الحرارة والرطوبة.

وأكد أنه فور الانتهاء من تنفيذ الممرات المؤدية إلى المقبرة ستصبح جاهزة للافتتاح «وهذا لن يتعدى أسابيع قليلة»، لافتا إلى تركيب أرضيات خشبية وأخرى زجاجية من «السيكوريت» لمشاهدة الأرضية الأصلية لها.

ويعرف أن المصري القديم حرص من خلال إنشائه السرابيوم على إنشاء مقابر لمومياوات العجل أبيس الذي كان مقدسا في فترة الأسرات الفرعونية‏, ‏حسب معتقدات القدماء.

وجاء اسم السرابيوم من ضم اسم العجل أبيس، الرمز الحي للمدعو «بتاح»، مع الاسم الذي أطلقه عليه اليونانيون أوسرابيس، عندما اختلطت عبادة الآلهة حسب معتقداتهم القديمة، ولربط الديانة المصرية باليونانية، ولذلك سميت المقبرة أبيس بالسرابيوم‏.‏ وقد بدأ إنشاء هذه المقبرة بدءا من الأسرة الـ‏18 (الملك أمنحتب الثالث‏)‏ حتى الأسرة ‏19 (الملك رمسيس الثاني‏)‏ والأسرة ‏26 (الملك بسماتيك‏)‏ حتى الأسرة ‏30‏ في عمل استمر حتى العصر البطلمي‏، وبعد دخول الإسكندر الأكبر أي ‏(1405‏ ق‏.‏م - ‏332‏ ق‏.‏م‏),‏ كانت تتم عبادة العجل أبيس في منفاه.

وبعد وفاته كان يتم تحنيطه في معبد تم تشييده في ميت رهينة بسقارة‏،‏ وهو ما زال موجودا‏‏، ويشار إلى أنه تم اكتشاف المقبرة عام ‏1851‏ على يد العالم الفرنسي ميريت الذي كان مديرا للمتحف المصري‏،‏ وقد وجد التوابيت خالية من العجول، غير أنه لم يتبق سوى تابوت واحد مغلق لم يتمكن من فتحه سوى بالديناميت‏،‏ وتم العثور فيه على مومياء العجل ومعه بعض المجوهرات.

وخلال جولته بالمنطقة، حرص أمين على متابعة حالة المخازن المتحفية بسقارة، والتأكد من سلامة ما تضمه من آثار وتوفر وسائل التأمين اللازمة لها، لافتا إلى تميزها بأسوار عالية، حيث تمتد أساساتها لمسافة مترين تحت الأرض حتى لا يستطيع أحد الحفر أسفلها للوصول لمحتوياتها، وتزويدها بكاميرات مراقبة تعمل على مدار الساعة، وتحيطها أبواب حديدية وأقفال من الفولاذ.

وأعرب د. مصطفى أمين عن ارتياحه لما يتم من أعمال الترميم والتدعيم لهرم زوسر المدرج، الذي يعد أقدم بناء حجري في التاريخ، لافتا إلى أنها تسير وفق الطرق العلمية الحديثة والأسلوب السليم، وأن الهرم سليم تماما.