مراكش تروّج لـ «صناعة كرة القدم» في القارة الأفريقية

مقاولات متخصصة في بناء الملاعب وتسويق العشب الاصطناعي.. ضمن المعروضات

جانب من إحدى مباريات للصغار ضمن فقرة للترفيه والتنشيط الرياضي في فعاليات «فوت إكسبو 2011» (تصوير: عبد الرحمن المختاري)
TT

بعدما استقبلت مراكش، «درة» الجنوب المغربي، عدة معارض عالمية، جاء الدور أخيرا على رياضة كرة القدم كي ينظّم لها معرض في المدينة العريقة التي تعتبر بحق عاصمة السياحة المغربية. وفي المدينة التي يبدو أن المفاجآت الجميلة، التي تقترحها على عشاقها وزوّارها ليس لها حد، رفعت في شوارع مراكش، التي تبعد عن شواطئ البحر بمئات الكيلومترات، لافتات كتبت عليها عبارة «البحر في مراكش».

تظاهرة «فوت إكسبو 2011»، تناولت واقع «صناعة كرة القدم في أفريقيا» وآفاقها، وشهدت مشاركة عارضين ونجوم كرة سابقين ومهتمين من 11 دولة شعار «من أجل أفريقيا في العالم.. تطلعات كرة القدم الأفريقية». ولقد نظمت التظاهرة، التي تواصلت فعاليات دورتها الأولى، على مدى أربعة أيام، بمشاركة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (اتحاد كرة القدم) ووزارة الشباب والرياضة المغربية والاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بهدف «المساهمة في تنمية وتطوير كرة القدم في «القارة السمراء» وتبادل التكنولوجيا والمعرفة والخبرات والكفاءات وكل ما له صلة بالممارسة الكروية الاحترافية».

عبدو مفيد، المدير التجاري للمعرض، قال لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معه، إن «هناك عدة دوافع كانت وراء تنظيم التظاهرة، أبرزها خيار اعتماد نظام الاحتراف في عدد من البلدان الأفريقية، مع ما يتطلبه ذلك من تبني سياسة ناجعة، تمكن الأندية والدول من أدوات تفعيل هذا الخيار، بشكل يساعدها على تطوير البنيات الرياضية التحتية، القادرة على التطبيق الأمثل لنظام الاحتراف، والاستقبال والتنظيم الجيد للتظاهرات الكروية الكبرى في مختلف بلدان القارة».

وأوضح مفيد أن «اختيار المغرب لتنظيم هذه التظاهرة يعود إلى عدة أسباب، أبرزها موقع البلاد الاستراتيجي واستقرارها السياسي، إضافة إلى علاقاتها الجيدة مع مختلف دول المنطقة، كما أن سياستها التسويقية الاقتصادية جعلت منها مركزا جيدا للاستثمار، فضلا عن أنه انخرط في تطبيق نظام الاحتراف، كما صار يتوفر على بنية تحتية مهمة تشمل الملاعب الرياضية والفنادق والنقل ووسائل الاتصال المتطورة، والتي تسمح له، في الوقت الراهن، باحتضان أرقى التظاهرات الرياضية، محليا وقاريا وعالميا».

كذلك ذكر مفيد، في هذا السياق، عددا من التظاهرات العالمية التي أسند تنظيمها إلى المغرب، أخيرا، مثل الإقصائيات الأفريقية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 في كرة القدم، بعد اعتذار مصر، إلى جانب أن المملكة ستنظم كأس الأمم الأفريقية 2013 لأقل من 23 سنة، ونسختي 2013 و2014 لمسابقة كأس العالم للأندية، وكأس أمم أفريقيا 2015. وشدد على أن تنظيم كل هذه التظاهرات «يتطلب من المغرب استثمار واستغلال آخر التطورات التي تعرفها صناعة كرة القدم العالمية، في مجال البنيات التحتية والإشهار (الإعلانات) والتسويق، وغيرها، وذلك حتى يكون في الموعد وينجح في تنظيم ما أسند إليه من تظاهرات». وحول المعرض، قال: «رغم أنه مخصص لصناعة كرة القدم، ويروم تعريف الفاعلين في أفريقيا بآخر ما وصلت إليه صناعة كرة القدم العالمية، فقد خصّص هامشا كبيرا من برنامجه للترفيه وتغذية فضول الزوار العاديين، خاصة في ما يتعلق بالتنشيط والتفرّج على مباريات في كرة القدم، فضلا عن معرض لصور المنتخبات ونجوم الكرة السابقين وعرض بعض الكؤوس التي يتم التنافس للفوز بها».

ولم يستبعد مفيد تنظيم الدورة الثانية من التظاهرة في إحدى الدول الأفريقية، طالما أن «فوت إكسبو»، وهي فكرة مغربية، يتوجّه نحو أفريقيا ويحمل همّ تطوير صناعة كرة القدم في القارة السمراء، ويرفع شعار «من أجل أفريقيا في العالم.. تطلّعات كرة القدم الأفريقية».

من جهة ثانية، تميّز المعرض بمشاركة عدد من الفاعلين في الساحة الرياضية العالمية، بينهم، بصفة خاصة، ممثلون عن بعض اللجان المنظمة لبعض التظاهرات العالمية، مثل كأس العالم والألعاب الأولمبية وبطولة أوروبا للأمم وكأس العالم للأندية وكأس أفريقيا للأمم.

كذلك عرف المعرض، الذي أقيم على مساحة أربعة آلاف متر مربع، مشاركة فاعلين ومتدخلين في مجال الكرة المستديرة، يمثّلون المقاولات ومكاتب الهندسة والجماعات المحلية والأندية والجامعات والجمعيات الرياضية، إضافة إلى لاعبين محترفين سابقين معروفين من أوروبا وأفريقيا، وتضمن أروقة لشركات ومقاولات متخصصة في بناء الملاعب وتسويق العشب الاصطناعي والخدمات والإضاءة وتدبير مراقبة وحراسة الملاعب، وغيره.

وتضمن برنامج التظاهرة ثلاث ندوات أطرها متخصّصون في صناعة كرة القدم، تمحورت مواضيعها حول «إنشاء الملاعب وكيفية تدبيرها في ما بعد»، و«تدبير الأندية الاحترافية»، و«الفوز في أفريقيا مع أفريقيا - اللاعب الأفريقي بأوروبا». كما وفّرت أربعة فضاءات للمهنيين والزوار: فضاء خاص بأروقة العرض، وفضاء للندوات، وفضاء «فوتي»، على شكل معرض خصص لعرض كؤوس وصور اللاعبين والمنتخبات، خاصة من المغرب وأوروبا، إضافة إلى فضاء «بي تو بي»، المخصص للقاء وتبادل الآراء والخبرات بين المهنيين والفاعلين المهمين في مجال صناعة كرة القدم.

وفضلا عن الأهمية التي اكتستها الأروقة واللقاءات التي عقدت بين المهنيين والفاعلين في مجال صناعة كرة القدم، شدّ فضاء الترفيه والتنشيط، الذي برمجت في فقرته مباريات ومسابقات في كرة القدم، شارك فيها صغار وشبان ولاعبون سابقون مشهورون، جمهورا متنوعا، شمل العموم من المراكشيين والسياح، استمتعوا، على الخصوص، بمهارات وآمال الصغار وبما تبقى في أقدام نجوم الكرة السابقين من متعة الساحرة المستديرة.