قصات الشعر الغريبة .. هاجس شباب المدن المغربية

تأخذ أسماء نجوم الرياضة والفن.. ومن أشهرها «عبد الحليم حافظ» و«إلفيس بريسلي»

ليس كل ما يرونه الشباب من تسريحات ويحاولون تقليدها تلائم شعرهم وملامحهم («الشرق الأوسط»)
TT

يحرص الشباب المغربي أن تكون تسريحات شعرهم مختلفة ومتنوعة وتتجدد باستمرار، وتستلهم تسريحات الشعر أسماءها من نجوم الفن والرياضة، وهي تسريحات يختارها الشباب بعناية وطبقا لتصاميم معينة، قد تبدو أنها تقليد ومحاكاة لمشهورين، وقد تكون استثناءات في سياق القول المتداول «خالف تعرف» بحثا عن التفرد والغرابة. لكن على الرغم من ذلك، فإن هذه التسريحات على اختلافها وأشكالها لا تخلو من لمسات إبداعية من صنع حلاقين مهرة يبتكرون في مجال قص الشعر.

وتحرص معظم الأجيال الصاعدة على اختيار تسريحة شعر مميزة وتغييرها من وقت إلى آخر.

ولا تزال تسريحات تحمل أسماء مثل «عبد الحليم حافظ» و«إلفيس بريسلي» تتربع على عرش أسماء التسريحات الكلاسيكية التي تستلهم روح الماضي وأناقته، وتعكس ميل شرائح من الشباب إلى الأنماط التقليدية، في حين يختار البعض الآخر تسريحات لاعبي كرة القدم الأكثر شهرة مثل تسريحة ليونيل ميسي، لاعب نادي برشلونة الإسباني، وكريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد.

ثمة تسريحات أخرى تتنوع أسماؤها وأشكالها حسب نمط أو مظهر الشعر، ومن هذه التسريحات تسريحة «فريريج» وهو تصغير للفظة «فروج» أي الديك، وتسريحة «التكنو» وهو نوع من أنواع الرقص والموسيقى الإلكترونية التي باتت تستهوي كثيرين.

وحول أسماء هذه التسريحات وأشكالها، يقول زكريا، وهو أستاذ في أحد المعاهد الخاصة لحلاقة الرجال والنساء: «نحن لا نطلق أسماء هذه التسريحات وليس لنا أي دخل في أشكالها، فنحن ندرس الطلبة طريقة ومهارة استعمال المقص وجميع أدوات الحلاقة، وطريقة التعامل مع أنواع قصات الشعر من الخفيف إلى الكثيف ومن الرطب إلى الصلب». ويضيف: «الحلاقة فن يجب إتقانه بشكل تام حتى لا يجد الحلاق أي صعوبة في تلبية رغبة زبونه حول التسريحة التي يختارها، والحلاق بمثابة سائق يحسن القيادة لكن من يوجهه»، على حد تعبيره.

ويضيف زكريا: «معظم الشباب لا يدركون أنه ليس كل ما يرونه من تسريحات ويحاولون تقليدها قد تلائم طبيعة شعرهم وملامحهم، وأناقة التسريحة تتعلق بالدرجة الأولى بشكل الوجه (دائري، بيضاوي، رباعي، طويل)، إضافة إلى لون وطبيعة الشعر».

من جهته، يقول عادل، وله تجربة تزيد على 20 سنة في صالون للحلاقة والتجميل: «نفاجأ في كل يوم بتسريحات جديدة تحمل أسماء غريبة، وهنك شرائح كثيرة من شباب اليوم متقلبة الطباع وعبثية في اختياراتها، يحاولون تقليد المشاهير من نجوم الكرة والغناء، ومنهم من يريد أن يجمع بين تسريحتين أو أكثر. وحول تكلفة هذه التسريحات، يقول عادل إنها لا تتجاوز 50 درها مهما كان شكلها أي نحو 6 دولارات، ويبقى تحديد الثمن حسب شكل التسريحة وما تتطلبه من وقت.

ومن بين الأسماء الغريبة تسريحة «طبسيلة» والمشتقة من «الطبسيل» وهو ما يطلق على الصحن عند المغاربة، وهذه التسريحة تعرف أيضا بتسريحة «العلودي» وهو لاعب فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، وهناك أيضا تسريحة «تشويكة» أي من الشوك؛ حيث يبدو الشعر كأشواك أفقية، ويختار آخرون كتابة أسمائهم أو عبارات يفضلونها بقصات شعرهم، تكون في أغلب الأحوال أسماء نوادٍ رياضية أو رموز شركات عالمية.

التسريحات تختلف من شخص لآخر مهما تشابهت، وتختلف أسماؤها حسب كل مدينة وبلد، بيد أن اختيارها لا يخلو في أحيان كثيرة من إعجاب يغالب التقليد، وفي هذا الشأن يقول ياسين، وهو في عقده الثاني: «أهم شيء في اختياري لتسريحات شعري هو التغيير؛ لأني لا أطيق أن تكون لي تسريحة واحدة»، ويضيف: «معظم تسريحاتي أختارها بنفسي من مظاهر اللاعبين ونجوم السينما والغناء، والدافع إلى ذلك هو الظهور بشكل مختلف، ولأنه يحاكي أشخاصا أنا معجب بهم من المشاهير المتميزين».