السجاد المصنوع آليا ينافس السجاد الإيراني التقليدي بقوة

حلت آلات صبغ الخيوط ونسج السجاد وأجهزة الكومبيوتر محل أيدي النساء والفتيات

صناعة السجاد اليدوي في إيران أصبحت تواجه منافسة قوية في السنوات الأخيرة من السجاد المقلد المصنوع في آسيا (رويترز)
TT

رغم شهرة السجاد الإيراني العالمية والإقبال عليه من محبي اقتناء السجاد فإن صناعته التي تقدر قيمتها بنحو نصف مليار دولار أصبحت تواجه منافسة قوية في السنوات الأخيرة من السجاد المقلد المصنوع في آسيا والذي يغرق الأسواق وبسبب تلك المنافسة أصبح تجار السجاد اليدوي يعانون كسادا متزايدا بعد أن كان السجاد العجمي في وقت ما ثاني أهم الصادرات الإيرانية. كما أصبح الإيرانيون يفضلون شراء السجاد المنسوج آليا والمستورد من الهند والصين وتركيا والمغرب والذي يباع بأسعار تصل إلى عشر أسعار السجاد العجمي المصنوع يدويا. وحسب «رويترز» فقد انخفضت قيمة صادرات السجاد من 480 مليون دولار في عام 2006 إلى 420 مليون دولار في 2008 وإلى 400 مليون دولار في 2010.

وحسب تقرير تلفزيوني لوكالة رويترز فقد ردت إيران على تراجع صادراتها من السجاد بإحلال التكنولوجيا الحديثة محل طرق نسج السجاد التقليدية.

وكانت أصفهان هي الأولى من بين عشر محافظات التي تبنت هذا التحول الجذري حيث حلت آلات صبغ الخيوط ونسج السجاد وأجهزة الكومبيوتر محل أيدي النساء والفتيات في تلك الصناعة العريقة. وفي جامعة الفنون بمدينة أصفهان يضع الطلاب تصميمات جديدة لرسوم السجاد تنفذ باستخدام الكومبيوتر.

من جانبه قال على رضا ذاكر أصفهاني محافظ أصفهان لـ«رويترز»: «سجاد أصفهان يواجه تحديات كبيرة. لكننا نستطيع أن نلمس تلك التحديات والتهديدات في قطاعات أخرى أيضا».

لكن برفيز اطمئنان الذي يملك مصنعا للسجاد المنسوج يدويا في طهران قال إن ثمة ركودا في صادرات السجاد الإيراني التقليدي.

وقال لـ«رويترز»: «السوق راكدة جدا. لا شيء يصدر على الإطلاق أو إذا كان يصدر فبكميات قليلة جدا. عندما يتم التصدير لا تأتي أخبار (من الخارج).. يتم الشراء ويحول المال إلى إيران. والآن يشترون أقل بسبب مشكلات الصباغة وما إليها. إلا إذا كان بعض الإيرانيين في الخارج يشترون بعض السجاد بسبب روابطهم التقليدية».

ولكن علي أوفتاده تاجر السجاد في أسواق طهران ذكر أن مواجهة المنافسة تقتضي تغيير الأنماط الحالية وتبني التطوير.

وقال «الأسواق متعطشة لفرص جديدة وتصميمات جديدة وألوان جديدة. إذا أردنا دخول هذه المنافسة فالحاجة تدعو إلى تنويع الألوان والتصميمات والمنتجات وحتى الأحجام لنتمكن من النجاح على المستوى الدولي».

ورغم ذلك لا يزال كثير من المنتجين يستخدمون الطرق التقليدية في صنع السجاد وصبغ خيوط الصوف في مصانع وورش صغيرة.

وقال محمد تفته تاجر السجاد في العاصمة «السجاد المنسوج يدويا بالتصميمات الجديدة الذي يصل إلى السوق هو سجاد كاشان الذي نتاجر فيه. المشترون يحضرون ويقولون إنهم يريدون الأصلي. إذا كان التصميم تقليديا.. التبريزي على سبيل المثال.. فهو ليس تصميم كاشان الأصلي. هذا أمر شائع هنا وإذا ذهبوا إلى مكان آخر فالأمر مماثل».

ولا يزال كثيرون يرون أن السجاد الإيراني المصنوع يدويا بجودة عالية والذي قد يصل ثمن القطعة منه إلى عشرات الآلاف من الدولارات هو عنصر الجذب الرئيسي في تلك الصناعة العريقة.

يعتبر السجاد الإيراني أو العجمي من أقدم الأنواع ومعروف بارتفاع أسعاره إذ يعد من أغلى السجاد، وتتمّ حياكته بالصوف والحرير والقطن ويصل عدد عقده في بعض الأنواع إلى مليون عقدة، وتعكس نقوشه الحضارة الإيرانية من المتاحف والمساجد والقصور.