مصريات يبتكرن طرقا جديدة لتحسين دخل الأسرة

مهاراتهن جذبت الزبائن على مواقع التواصل الاجتماعي

من الإكسسوارات المشغولة يدويا والمسوّقة عبر «فيس بوك»
TT

تحت وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة وأعباء الحياة المتزايدة، التي تتطلب تعاونا ومشاركة بين الزوج والزوجة، أقدمت نساء مصريات على استغلال مواهبهن في صنع المشغولات اليدوية وبيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتمدات، بذلك، طريقة جديدة لزيادة دخل الأسرة، من خلال وسائل سهلة ومبتكرة لا تحتاج إلى الكثير من الجهد والعناء.

المعروف أن المرأة تعدّ تقليديا «العمود الفقري» للبيت المصري، فبجانب إدارتها للمنزل وتربيتها للأطفال، فإنها تعمل أيضا لمساعدة الزوج على تأمين حياة كريمة للأسرة، وعادة تستثمر أيضا مواهبها في صنع أعمال يدوية وبيعها. و«أيام زمان» كانت هذه المشغولات اليدوية إما تُقدم كهدايا للأصدقاء أو الأقارب، أو تبقى قطعا فنية يتزين بها البيت المصري.

ومن ثم، خلال فترة ماضية، كانت هذه المشغولات تباع تحت سقف مشروع الأسر المنتجة، الذي تبنته الحكومة المصرية لحقبة من الزمن. إلا أنه مع دخول مواقع التواصل الاجتماعي حياة المصريين بقوة غدا الترويج التسويقي لهذه المنتجات أسهل من ذي قبل. وصارت السيدات، سواء كن من ربات البيوت أو الزوجات العاملات، يقصدن هذه المواقع لإيجاد مشترين محتملين لمشغولاتهن اليدوية، بأمل الحصول على عائد مادي يساعد في تغطية احتياجات المنزل من مستلزمات الأطفال وغيرها من الاحتياجات اليومية للبيت.

اليوم تعد الصفحات والمواقع الإلكترونية التي تحمل عبارة «صنع يدوي» أو «Handmade»، الأكثر زيارة ومصدر جاذبية للنساء والفتيات الباحثات عن مأكولات أو أدوات زينة ذات طابع خاص، دون غيرها من المنتجات المتاحة في متاجر البائعين المعتادين. وتقول نادين برسوم، وهي طبيبة تعمل في مستشفى قصر العيني بالقاهرة، موضحة: «أصنع هذه المشغولات بجانب عملي كطبيبة، ولقد فتحت لنفسي موقعا إلكترونيا وصفحة على موقع (فيس بوك) لهذا الغرض». وأكدت نادين، التي تضم صفحتها دعاية لأصناف عدة من حلوى المناسبات والأعياد، تتراوح أسعارها ما بين 25 جنيها مصريا إلى 250 جنيها (50 دولارا تقريبا)، أنها نفّذت هذا المشروع الصغير بناء على إلحاح أصدقائها وصديقاتها بأن تحول تجربتها الشخصية في إعداد حلوى أعياد ميلاد أطفالها، إلى عمل خاص يعود عليها بربح وفير.

ومن جهة ثانية، قالت هبة عادل، وهي ربة منزل وصاحبة إحدى الصفحات على «فيس بوك» للترويج لمنتجاتها أيضا، عن تجربتها: «قررت أن أستغل وقت فراغي في عمل الحلويات والكب كيك المغطى بالشوكولاته والفواكه الجذابة للأطفال، مع خلطها بعصير الخضار التي لا يستسيغ الأطفال تناولها في الطعام العادي».

وأردفت عادل أنها تعرض حاليا تلك المنتجات والمخبوزات اليدوية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «لجذب الأمهات إلى شراء الحلوى المعدة يدويا، التي تعتبرها الأمهات أكثر أمانا وصحة من حلوى المحلات التجارية».

ولا يقتصر العمل اليدوي الخاص على ربّات البيوت والزوجات فقط، بل يشمل أيضا - بنسبة عالية - الفتيات اللواتي يكملن دراساتهن في المدارس والجامعات، ويبحثن في الوقت ذاته عن فرصة عمل تساعدهن على زيادة دخلهن اليومي، وتتيح فرصة أكبر لشراء احتياجاتهن، من دون الحاجة للضغط على ميزانية الأهل في البيت.

نرمين الشايب، مثال على الجامعيات المنخرطات في هذه التجربة، وهي تنشط في إنتاج مشغولات الإكسسوار اليدوي، وخلال لقاء معها، قالت: «أقوم بهذا المشروع الصغير مع إحدى صديقاتي منذ أيام الدراسة بكلية الفنون الجميلة، وكنا في البداية نعمل في نطاق ضيّق بين الأصدقاء. ولكن مع نجاح المشروع والتوسع في استخدام الأحجار والمعادن، أصبحنا نعرض منتجاتنا في المعارض والكرنفالات».

وأشارت نرمين إلى أن نجاح ذلك المشروع يرجع إلى هوايتها للعمل اليدوي قبل البدء في تحويل الموهبة إلى عمل موجّه للربح.

روجينا نظمي، أيضا تجيد عمل الديكور والإكسسوارات بالسيراميك، وقد انطلقت في مشروعها الخاص قبل خمس سنوات، واعتمدت عليه كليا كوسيلة دخل شهري. وأوضحت روجينا أن شهرة صفحتها على الـ«فيس بوك» وصلت إلى عدد من الدول الأوروبية، واليوم لديها زبائن في بريطانيا وبلدان أخرى يقبلون على شراء منتجاتها اليدوية باستمرار.

وبالإضافة إلى العمل اليدوي في مضمار الإكسسوار والزينة الذي يحصد إعجاب جميع الفتيات والنساء، تحترف شابات أخريات، حديثات التخرج، مشاريع صغيرة من نوع مختلف تتخصص، مثلا، بتزيين الأفراح وحفلات الزفاف والخطوبة. وهنا أيضا يجري الترويج والتسويق لهذا النوع من المشاريع الخدماتية إلكترونيا عبر صفحات الـ«فيس بوك»، وهنا لا بد من التذكير بأن العمل اليدوي لأي منتج له قيمته الخاصة وطابعه المميز، مقارنة بالمنتجات داخل البازارات التجارية، وبالتالي تزيد القيمة المالية تقديرا لجهود الصانع ومخيلته التصميمية وتنفيذ يديه.