ازدهار ملحوظ في السعودية لمهنة الاعتناء بالقطط

بعضها مزود بشرائح دولية لحمايته من السرقة

عبيد الدوسري منهمك في تنظيف قطة («الشرق الأوسط»)
TT

عبيد الدوسري، شاب سعودي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره يعمل بحرفية تامة في أحد المحلات المتخصّصة في الاعتناء بالقطط بجنوب العاصمة السعودية الرياض، التي تقدم خدمات قص الشعر وتنشيفه وتنظيف الأسنان والأذنين والاعتناء بهما، بالإضافة إلى خدمات التعطير والتعقيم.

الدوسري لا يخجل من مهنته، بل يرى فيها متعة خاصة اكتسبها من خلال الخبرة والعمل في هذا المجال منذ الصغر، انطلاقا من رغبته في إشباع هويته المحببة في تربية القطط، التي يمتلك عددا لا بأس منه منها. ويوضح الدوسري أنه يقوم يوميا بغسل وتنظيف عشرات القطط وقص شعرها وتقليم أظافرها، وحتى تنظيف أسنانها ومخالبها بواسطة المنظفات الخاصة، مقابل عائد مادي جيد.

من جهة ثانية، يقول محمد قريعية، وهو مالك محل ومغسلة متخصصة للقطط، وهو أيضا من المهتمين بتربيتها، إنه يستقبل يوميا ما يزيد على 20 قطة، والآن تقدم المغسلة كل الخدمات الممكنة للقطط بواسطة عمالة مدربة على تقديم هذه الخدمات. وتابع القول إن «الزبائن في ازدياد». وأضاف قريعية «أملك شخصيا عشر قطط منها القط (أوسكار) الذي تزيد قيمته على 25 ألف ريال، وهو مزود بشريحة تعريف إلكترونية مزروعة تحت جلده تضم كل بياناته المسجلة عالميا، وهي بالتالي، بمثابة جواز سفر له في المطارات العالمية».

وعن هذه البطاقة يقول قريعية «يتكون نظام تعريف الحيوانات الأليفة من رقاقة صغيرة قابلة للزرع تحت الجلد بين عظام الكتف للقطط. وهي عمليا جهاز إرسال واستقبال يساعد مالك الحيوان المدلل في حمايته وسهولة استرجاعه عند الضياع، وذلك عن طريق الرقم الخاص الموجود في الشريحة.. والشريحة ليس لها أي تجهيز كهربائي أو بطارية أو أجزاء كهربائية، وهي مصممة للعمل لأكثر من 25 سنة ومضمونة لحياة الحيوان، كما أنها لا تتطلب أي عناية، وتبلغ تكلفة تركيبها نحو 400 دولار أميركي».

من جهة أخرى، يظهر أن ارتفاع أسعار القطط لا يمثل مشكلة أمام هواة اقتنائها، الذين هم على استعداد لدفع مبالغ إضافية كتكلفة لتربيتها وتجهيزها بإكسسوارات باهظة الثمن، أما تكلفة تغذيتها فتتراوح بين 3 دولارات و30 دولارا.

هذا، وتعد القطط الرومية الأكثر رواجا في السوق، وهي مختلفة الأشكال لعل أشهرها على الإطلاق القط الإيراني (الفارسي) الذي قد يصل سعره إلى 3500 دولار، وأهم ما يميزه السيقان القصيرة والرأس المستدير والعيون التامة الاستدارة والواسعة. وفي الفترة الأخيرة انتشرت تقليعة جديدة في أوساط الشباب والفتيات وسيدات المجتمع المخملي السعودي، وأصبح جزءا من مستلزمات الأناقة أو الزهو اقتناء كلب أو قط أو نوع من أنواع الطيور ذات الأشكال اللافتة، وصار مألوفا منظر هؤلاء الشباب أو الفتيات وهم يمضون جل وقتهم وهم يطاردون هذه الحيوانات الأليفة من محل إلى محل آخر، ويدفعون مقابل تربيتها مبالغ كبيرة.

على صعيد آخر، أظهرت دراسة أوروبية أن اقتناء قط في الطفولة ربما يحمي الطفل من الإصابة بالحساسية في المستقبل، لكن الاقتناء في سن البلوغ يزيد احتمالات أن يكون لدى جهاز المناعة رد فعل إزاء القطط وهي أول خطوة نحو الإصابة بمظاهر الحساسية. كذلك كشفت الدراسة التي شملت آلاف البالغين، عن أن الناس المصابين بأشكال أخرى من الحساسية أكثر عرضة لرد فعل لجهاز المناعة على وجود قط في المنزل. وكان الباحثون الذين أجروا الدراسة قد اختبروا أكثر من 6 آلاف بالغ أوروبي مرتين على مدى 9 سنوات وأخذوا عينات دم، ولم يكن لدى أي من المشاركين أجسام مضادة للقطط في دمائهم، مما يعني أنهم ليسوا مصابين بحساسية من شعر القطط، ويمكن قياس القابلية للحساسية من خلال وخز الجلد. والقابلية للحساسية لا تؤدي بالضرورة إلى أعراض، لكنها في كثير من الأحيان تكون إيذانا بأنواع مكتملة من الحساسية. وأصبح 3 في المائة من الناس، الذين لم يكن لديهم قطط في أي من الوقتين اللذين أجريت فيهما الدراسة، مصابين بالحساسية خلال الدراسة مقارنة بـ5 في المائة ممن اقتنوا قطا خلال السنوات التسع.