بغداديون يحتفلون بالطبيعة في المهرجان الدولي الرابع للزهور

زوار المهرجان لـ «الشرق الأوسط»: نتمنى أن تحل لغة الزهور محل النزاعات السياسية

جانب من مهرجان الربيع الدولي للزهور في بغداد («الشرق الأوسط»)
TT

ارتدت العاصمة العراقية بغداد حلة الزهور والرياحين في أجمل بقعة فيها، بافتتاح المهرجان الدولي السنوي الرابع للزهور أول من أمس، على أرض متنزه الزوراء، بمشاركة 20 دولة عربية وإقليمية وأجنبية، إضافة إلى أكثر من 40 جناحا محليا وأجنبيا، وضمن مشاركات تميزت هذا العام بالفن الإبداعي على مساحات شاسعة في لوحات فنية مثيرة لأنواع نادرة من الورود والنباتات.

حفل افتتاح المهرجان الذي رعته أمانة بغداد ويستمر على مدى 7 أيام، تميز بإضافة لمسات جديدة عبر انتخاب أنواع مميزة من الزهور والنباتات المحلية والمستوردة، من دول محلية وأجنبية ونسقت على شكل لوحات تشكيلية حازت على إعجاب الزوار الذين تقاطروا لالتقاط الصور التذكارية معها، في حين تشابهت ألوان أرض الاحتفالية المزدانة بالزهور مع سمائها التي سطعت بألوان الألعاب النارية.

يقول الوكيل البلدي لأمانة بغداد نعيم الكعبي لـ«الشرق الأوسط»: إن «دورة هذا العام تميزت بمشاركات دولية جديدة من كل من الولايات المتحدة الأميركية وآيرلندا وهولندا وإيطاليا واليونان والهند إلى جانب مشاركة الدول العربية سوريا ومصر والسودان، والتي استقطبت جمهور الزائرين، وعرضت أجنحة الدول والشركات المشاركة في المهرجان أنواعا مختلفة من الأشجار والزهور ونباتات الزينة والأسمدة والبذور والآليات والمكائن الحديثة.

وعن هدف المهرجان أكد الكعبي: «ما ترجوه الأمانة عبر المهرجان هو نقل صورة جميلة إلى العالم عن بغداد السلام والمحبة وجذب الشركات والمستثمرين فضلا عن خلق حالة من التنافس بين الدوائر البلدية».

منظمو المهرجان أعلنوا أن هناك مسابقة كبرى لاختيار أفضل وأجمل التصاميم، وسيجرى الإعلان عن نتائجها لاحقا ضمن خطوة مهمة لتحفيز القطاع الزراعي في البلاد على تطوير قدراته والاطلاع على تجارب المختصين.

أما عشاق الزهور من زائري المتنزه فقد عبروا في أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط» عن سعادتهم بقدوم أيام المهرجان كي يبتعدوا عن أخبار خلافات السياسيين ونزاعاتهم لأجل الفوز بالمناصب وتوجيه الاتهامات لبعضهم، ويقول الحاج جمعة ناظم من سكان منطقة الشعب (شمال بغداد) «مشاهدة الزهور وألوان الطبيعة هنا تبعث على نسيان كل خلافات السياسة وسوء الخدمات» وتمنى أن تحل لغة الزهور محل خلافات القائمين على السلطة كي يتمكنوا من تجميل وجه بغداد المتعب.

إحدى الزائرات وتدعى أم تبارك، ربة بيت اصطحبت ابنتيها وراحت تلتقط الصور التذكارية قرب سفينة كبيرة صنعت من الزهور كانت موضوعة في باحة مكان الاحتفال وقالت: «فرصة المهرجان مناسبة كي أشتري أنواعا جديدة من الزهور والنباتات لحديقتي المنزلية»، وراحت تسأل عن إمكانية ملاءمتها لأجواء الصيف في العراق التي تتسم بالجفاف وشدة الحرارة.

أما الموظف حاتم نصار، 45 عاما، وأحد زوار المهرجان فقال: «فوجئت اليوم بلوحات بارعة الجمال من الزهور والتنسيق الذي رافق المهرجان ومستوى المشاركة للدول العربية وجمال أجنحتها وما احتوته من نباتات متميزة وزهور نادرة» وأضاف: «نتمنى أن تتواصل الأمانة في حملتها لتجميل بغداد لتكون مشابهة للجمال الذي زرعته في متنزه الزوراء».

وتعد حديقة الزوراء التي أقيم على أرضها المعرض في دورته الرابعة أكبر حديقة عامة خضراء في بغداد شيدت عام 1974 وهي تضم مدينة ألعاب وحديقة للحيوانات تحتوي على نحو 900 نوع من الحيوانات من مواطن أميركية وأفريقية وآسيوية وعراقية، ومسطحات مائية ومساحات خضراء واسعة ومرافق ترفيهية وبرج الزوراء الذي يصل ارتفاعه إلى نحو 54 مترا والمتوقف حاليا لأسباب تقول عنها إدارة المتنزه إنها أمنية.