الفتيات السعوديات يتسابقن لشرب لبن النوق.. بحثا عن الرشاقة

باعتباره غذاء متكاملا يساعد على ترميم الخلايا في الجسم البشري

لبن النوق مفضل لدى الكثيرين باعتباره غذاء متكاملا («الشرق الأوسط»)
TT

كانت النساء في القدم وسط الجزيرة العربية يتسابقن لغسل رؤوسهن ببول الإبل، لما عرف عنه من قتل البكتيريا و«القمل» وكونه مادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه، وكذا لمعالجة مرض القرع والقشرة.

لا تستغرب حاليا عندما تشاهد فتاة تقف أمام بائعي حليب النوق تطلب لبنا، أو أن تشاهد عائلة تطلب من عائلها شراء لبن النوق إذا ذهبت للتسوق في يوم ما، في الوقت الذي أصبح فيه شرب لبن النوق لدى بعض الفتيات نوعا من البحث عن الرشاقة نظرا لفوائده الجمة لصحة الشباب من الجنسين في السعودية.

ويتجلى ذلك من خلال الإقبال في السنوات الأخيرة على شرب ألبان النوق، لما لها من فوائد جمة يمكن أن يستفيد منها شاربوها طبيا حسب زعمهم، لاحتوائه على نسبة كبيرة من دهون وبروتينات ونسبة عالية من البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد. في الوقت الذي من الممكن فيه تحويله إلى لبن رائب بخضه في درجة حرارة 24 إلى 25 درجة مئوية، وللوقت دور في الوصول إلى النتيجة المرضية، فيعطى أحيانا للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

وتقول لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة ريما سلمان، إخصائية التغذية العلاجية والرياضية «إن فوائد شرب لبن النوق كثيرة، لاحتوائه على نسبة عالية من الكالسيوم منخفض الدهون. كما يعالج مرضى الروماتيزم، والحريصين على الرشاقة لعدم وجود الدهون»، مضيفة أنه توجد في لبن النوق بروتينات ومعادن خاصة لتجديد خلايا الجسم، فهو مفضل لدى الكثيرين باعتباره غذاء كاملا للجسم البشري.

ويرى عشاق لبن النوق أنه كان معروفا قديما في التداوي بما يخص المسائل الطبية، مثل أوجاع البطن والمعدة والأمعاء وأمراض الكبد، في إشارة منهم إلى استخدام بعض القبائل للبن الإبل لمعاجلة الضعف الجنسي.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مختصون في التغذية الفوائد الجمة للبن الإبل الذي اشتهر بمقاومته بعضا من الأمراض التي من الممكن أن تصيب الإنسان، مفندين ذلك باحتفاظه بالجودة لمدة 12 يوما.

وتشير فاطمة الزهراني، التي تعد من عشاق لبن الإبل، إلى أنها قد اعتادت مع طفليها شرب لبن الإبل بعد أن علمت أن المواد الصحية الموجودة فيه بمثابة علاج طبيعي لكثير من الأمراض، معتبرة أن شرب لبن الإبل لم يعد محصورا على فئة معينة أو عمر معين لشربه.

وتضيف إحدى الفتيات التي فضلت أن تسمي نفسها «أم شوق» أن شربها لحليب الإبل مع برامج غذائية أثر على جسمها ورشاقتها، وأنها اعتادت أن تشرب كأسا كل يوم فترة الصباح من الحليب والذي تمزجه أحيانا بالعسل بحثا الرشاقة والصحة، مشيرة إلى أنها قرأت العديد من البحوث التي تحدثت عن فوائد حليب الإبل في العالم العربي.

ومن غرائب التركيبة الموجودة في حليب الإبل أنه يحتفظ بجودته وقوامه لمدة 12 يوما، على عكس أنواع حليب البقر والغنم، وذلك لاحتوائه على نسبة مياه تبلغ 89.6 في المائة، وهي النسبة الأعلى في الألبان، ولوجود هرمون البرولاكتين الذي يقوم بتنشيط الأمعاء والكلى التي بدورها تقوم بعملية امتصاص مزدوجة، حيث يتوجه الماء الممتص إلى ضرع الناقة ليزيد كمية اللبن، ويتم ذلك خلال أوقات الحر الشديد.

ويؤكد خبراء التغذية أن لبن الإبل يقوي الأسنان ويعالج اللثة لاحتوائه على فيتامين ج الذي يساعد على ترميم الخلايا في الجسم البشري لوجود البروتين الذي يساعد على تنشيط تلك الخلايا.