بحريني يجمع تواقيع السياسيين ويؤرخ لجمال عبد الناصر بـ600 قطعة فنية

مقتنياته موزعة في معرضين بالبحرين ومصر

صور وتوقيعات عبد الناصر وبعض مقتنياته الشخصية ضمها معرض أحمد عواد («الشرق الأوسط»)
TT

لو كنت ممن استوقف انتباهه شخصية فؤاد الطارف البحريني طالب كلية الحقوق بجامعة القاهرة في الخمسينات، الذي وظفه غازي القصيبي بطلا لروايته الشهيرة «شقة الحرية»، ثم أردت أن ترى امتدادا لهذه الشخصية بعد الألفية الجديدة، فاستغن عن خيال القصيبي واقصد مدينة عيسى بالبحرين لتقابل هناك شابا يدعى أحمد عواد.

وإن كان القصيبي أراد القول إن فؤاد الطارف طبع عبد الناصر في وجدانه فقط، فإن ثاني رؤساء مصر ستراه مطبوعا عند أحمد، على نحو 600 قطعة فنية وأثرية تتنوع ما بين صوره أو توقيعاته أو مقتنياته الشخصية أو الميداليات التي يرتسم وجهه الأسمر عليها.

يقول أحمد إنه حريص على الوصول لكل ما يتعلق بالرجل، مع أنه ولد بعد نكسة 1967 بعام واحد، مستدلا على ذلك الاهتمام بالكم الهائل من المتعلقات، التي لا تتوفر لدى أي من الهواة أو التجار لشخصية واحدة، خاصة لو كانت تلك الشخصية بحجم زعيم لكبرى البلدان العربية، موضحا: «لدي خطاب مكتوب بخط الرئيس الراحل ردا على رسالة أتته من أحد المواطنين يطلب من رئاسة الجمهورية توقيعا منه».

وذكر أحمد لـ«الشرق الأوسط» أيضا أن لديه آلاف القطع التي يقتنيها للمشاهير عموما، وهي توجد عوضا عن منزله في معرضيه بمدينة عيسى بالبحرين أو بالعاصمة المصرية. وأضاف: «كنت قد افتتحت معرضا ثالثا بالدوحة، لكن ظروفا منعتني من الاستمرار والعمل هناك».

وكشف عواد عن أنه بدأ في هوايته تلك منذ الصغر، وأنه بدأ يتاجر فيما يحتفظ به قبل نحو عقد ونصف العقد، حتى استطاع أن يقتني أكثر نحو 750 توقيعا لزعماء وقادة وفنانين.

وعلى الرغم من اهتمامه بكل ما يتعلق بجمال عبد الناصر، فإنه لم يمتنع عن الاحتفاظ بتوقيعي الملك فاروق بالإضافة إلى والده الملك فؤاد، اللذين حكما مصر قبل أن يدبر ناصر انقلابا على نظامهما في يوليو (تموز) 1952، قامت به حركة الضباط الأحرار.

وبين أحمد الذي يسمي معرضيه «عوادكو للتحف» أنه يمتلك أيضا توقيعات لقادة كبار كالرئيس الألماني الأشهر أدولف هتلر ورئيسي مصر أنور السادات وحسني مبارك والشيخ عيسى بن سلمان أمير البحرين السابق وأختام وتوقيعات ملكي المملكة العربية السعودية فيصل وخالد.

وأفاد أحمد عواد الذي كان ممثلا بمسرح البحرين الوطني بأنه ممن يعشقون حيازة مقتنيات الفنانين والفنانات، وخاصة المميزين منهم، ذاكرا على سبيل المثال أنه يمتلك مقتنيات لأول ممثل وممثلة عربية، وهما جورج أبيض ودولت أبيض كجوازي سفرهما ورخصتي قيادتهما للسيارة وخاتمي الزواج والنظارات الخاصة بهما ومحفظة جورج وأيضا جواز ابنته الكاتبة سعاد أبيض، وملخص الكتاب الذي ألفته، بالإضافة لوثائق مختلفة تخصهم.

وأضاف: «ضمن اهتمامي بهذا المجال تحديدا فإنني أحتفظ بجوازات سفر الفنان شكري سرحان والفنانة مريم فخر الدين وصور وأفيشات أفلام قديمة تعود لحقبة الثلاثينيات من القرن الماضي».

وأنت تتجول في معرض أحمد فإنك ستلحظ أن أكثر أغلفة المجلات والصحف المعلقة على الرفرف تحمل صور جمال عبد الناصر أو صورا متعلقة بالحقبة الناصرية في مصر، لكن هذا الهاوي لديه ما هو أقدم من الصحف إذ يحتفظ بأولى النسخ من صحيفة «الأهرام» المصرية، التي تعود إلى عام 1876، ومجلة «العربي»، التي صدرت عام 1958.

وذكر عواد لـ«الشرق الأوسط» أن الهواية التي بدأت منذ 35 عاما بدأت بمجرد جمع العملات والطوابع، حتى وصل إلى ما بين يديه أقدم مجموعة طوابع مالية تعود للعام 1924 لكل الدول بما فيها طابع وقع بيده عليه الرئيس جمال عبد الناصر.

ومن النوادر التي يمتلكها علبة سجائر من نوع نادر مطبوع عليها علم البحرين، وتعود ضمن المقتنيات الشخصية تخص الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة جد الملك الحالي حمد بن عيسى آل خليفة، كما أنه يمتلك صكا لعقار مصري مكتوب بخط اليد منذ أكثر من مائة وخمسين سنة، وكذلك كتب تعود إلى ما قبل القرن العشرين.

أحمد عواد، عضو جمعية البحرين لهواة الطوابع ونادي قطر لهواة الطوابع والعملات، شارك بدول الخليج في مزادات كثيرة في قطر والإمارات والسعودية والبحرين، كما أنه سوف يشارك في المزاد الخليجي الثالث الذي سيقام في البحرين في العاشر من مايو (أيار) المقبل بمناسبة اختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية بمشاركات مختلفة من مختلف دول الخليج، واعدا بوجود مواد كثيرة ومقتنيات نادرة من العملات والطوابع والوثائق والتحف.

وأضاف قائلا: «سأقدم ما لدي، إذ إنني أملك أكثر من ثلاثة آلاف قطعة مختلفة مميزة وأكثر من 400 وثيقة وأكثر من عشرة آلاف صورة للفنانين، التقطت في الفترة من 1920 إلى 1990».