كيف تتعامل مع موظفيك خلال شهر رمضان؟

على المديرين تجنب حدة المزاج والاجتماعات بعد الثالثة عصرا

TT

لعل أبرز الصعوبات التي تواجه الموظفين أو التنفيذيين الأجانب لدى انتقالهم للعمل في الإمارات العربية المتحدة، هي عدم إدراكهم لخصوصية المكان الجديد وثقافته على الرغم من عدة محاولات حكومية لتذليل هذه العقبة من خلال توضيح عادات وتقاليد سكان الإمارات وقيمهم الإسلامية، ومن المعروف أن شهر رمضان يشهد حالات عديدة من سوء الفهم بين الموظفين المسلمين ومديريهم الغربيين، والسبب الرئيسي عدم إدراك بعض المديرين لخصوصية الشهر وما يمتاز به لدى العالم الإسلامي ويميزه عن غيره من باقي الشهور. كثيرون من المقيمين بدولة الإمارات العربية المتحدة من غير المسلمين لا يلمون بالعديد من الحقائق المتعلقة بهذا الشهر الفضيل، وهو ما يكون سببا في عدم تمكن بعض المديرين الأجانب من مراعاة مشاعر موظفيهم المسلمين سواء العاطفية أو قدراتهم الجسدية بحكم الصيام، وخاصة أن درجات الحرارة مرتفعة جدا.

وتحاول مؤسسة متخصصة في تقديم المشورة بشأن تفهم واحترام ثقافة بلدان المنطقة تقديم نصائحها عن الممارسات الاجتماعية والثقافية التي تلائم خصوصية شهر رمضان لدى المسلمين وتقدم «مايند بودي داناميكس» Mind Body Dynamixs، المتخصصة بتقديم المشورة للشركات العالمية التي تعمل أو تعتزم دخول أسواق المنطقة، نصائح للإحاطة بممارسات الأعمال المتبعة بدول المنطقة، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الشهر الفضيل لما يكتنفها من غموض والتباس بين غير المسلمين.. فقد يسأل أحدهم هل تشربون الماء أثناء الصيام، ويسأل آخر متى تستطيعون تناول الطعام، وكل ذلك بحثا عن أجوبة لأسئلة كثيرة لم يسبق أن تعاملوا معها في بلدانهم.

وتحاول الشركة الاستشارية أن تجيب عن كل تلك الأسئلة في محاولة لجسر الهوة مع التعاليم الإسلامية وأحكام الصيام في شهر رمضان، وتنصح الشركة بتجنب اجتماعات بعد الظهر وتعتبر أن من الكياسة لمراعاة خصوصية الشهر الفضيل تجنب الدعوة لعقد اجتماعات بعد الساعة الثالثة عصرا، ففي مثل هذا الوقت من اليوم يكون الصائم قد استنفد جل طاقته، وتعتبر أن «أفضل وقت لعقد اجتماع مع الموظفين هو خلال فترة ما قبل الظهر (عند الساعة 10:00 أو 11:00 صباحا على سبيل المثال)، حيث يكون الموظفون حينئذ حاضري البديهة».

وتنصح الشركة أيضا من هم من غير المسلمين بأنه «في حال دعيتم إلى مأدبة إفطار فلبوا الدعوة، وتذكروا أن مثل هذه الدعوة دليل ضيافة وكرم ولا ينبغي تفويتها، وهذه فرصة رائعة قد لا تتكرر للتعرف عن كثب على الثقافة العربية وعادات المسلمين»، وتضيف أنه «في حال أرادت شركتكم استضافة مأدبة خلال شهر رمضان، فمن المستحسن أن تكون مأدبة سحور بدلا من الإفطار لالتزام الكثيرين بدعوات الإفطار العائلية، وقد يكون السحور خيارا أفضل وأكثر تميزا من دعوات الإفطار».

وفي ما يتعلق بالمديرين الأجانب فتنصحهم الشركة بأن ينصب اهتمامهم على أنشطة الشركة الداخلية، وتعتبر أن شهر رمضان هو الشهر الأمثل لإيلاء الاهتمام اللازم بالأنشطة الداخلية للشركة، وعقد جلسات للتشاور والتحاور مع الموظفين وتقييم مسيرة الشركة وأعمالها وإنجازاتها، وبالمثل، شهر رمضان يمثل الوقت الأمثل لتوثيق علاقة العمل مع العملاء الحاليين، ولا يقل عن ذلك أهمية اغتنام الشهر الفضيل لدعم المؤسسات الخيرية والأنشطة المجتمعية ذات الرسالة الإنسانية.

ومن أهم النصائح التي يجب أن يتبعها المديرون خلال شهر رمضان على اعتبار أن الجو حار ولا بد أن يشعر الموظفون بالإرهاق، هي تجنب حدة المزاج مع الموظفين الصائمين، وبطبيعة الحال لا تتوقع أن يكون الصائمون في أفضل أوضاعهم الذهنية التي تؤهلهم لاتخاذ قرارات مهمة أو القيام بمهام جديدة. شهر رمضان له خصوصيته الروحانية، وهو شهر صلة الرحم والأولوية فيه للعائلة والتقاء الأصدقاء.

وتوضح الشركة التي تديرها سيدة بريطانية مسلمة، أن السيدة المسلمة قد تكون غير محجبة، وليس بالضرورة أن يرتدي جميع المواطنين زيا وطنيا، فلا بأس أن تستفسر إن كان أحد عملائك أو موظفيك مسلما، وأن تستفسر كذلك إن كان صائما، وفي حال عرفت أن أحدهم غير صائم، فلا تسأله عن الأسباب، فقد يكون ذلك لأسباب صحية شخصية.

وتحاول «مايند بودي داناميكس» MindBody Dynamixs، أن تقدم المشورة للوافدين والشركات الأجنبية ممن انتقلوا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا أو منذ وقت طويل على السواء، بهدف تعميق فهم ديانة وثقافة الدولة والمنطقة، وقد اعتنقت مؤسسة الشركة الإسلام، وهي متزوجة من مواطن إماراتي، وهي تعتبر أن كل ذلك يمنحها القدرة على أن تنظر إلى ديانة وثقافة الدولة من منظور قلما توفر للآخرين.