«حجاجوفيتش» مغامر شاب يدعو شعوب العالم للتجمّع في ميدان التحرير

«ابن بطوطة» المصري رفع علم بلاده في أكثر من 200 مدينة

«حجاجوفيتش» خلال إحدى رحلاته الروسية فوق الثلوج («الشرق الأوسط»)
TT

إنه «السفير غير العادي لمصر» كما وصفته مجلة «التايم»، وهو أيضا «باعث الأمل المصري» و«السفير الشعبي» و«ابن بطوطة المصري». كل هذه الألقاب اجتمعت في الرحالة والمغامر الشاب أحمد حجاج (28 سنة) - الملقب بـ«حجاجوفيتش» - الذي بات أول مصري يرفع علم بلاده في أكثر من 200 مدينة حول العالم في 94 دولة. ولقد جاب «حجاجوفيتش» الكرة الأرضية بقاراتها الخمس، قاصدا أماكن عصيّة على كثيرين، متسلحا بمبادئ التسامح والحب، ورافعا شعار «الحرية، الفرح، السلام.. عالم واحد متحد بلا حدود»، بهدف توحيد شعوب العالم على حب مصر.

«الشرق الأوسط» التقت الرحالة المغامر الذي باشر كلامه بالقول: «أنا لا أؤمن بالحدود ولا أفرّق بين خلق الله، كلنا يد واحدة في عالم واحد محبّ لمصر». وذكر أنه في كل رحلاته حرص على الحصول على تواقيع القادة والزعماء الذين قصدهم. ومن بين الموقعين البابا شنودة البابا الراحل للكنيسة القبطية في مصر، ورئيس البرازيل السابق لولا دا سيلفا والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وكريستينا فرنانديز رئيسة الأرجنتين، ومعهم العشرات من الرؤساء والملوك. ولإضفاء جو من البهجة على رحلاته كان أحمد يرقص للحرية والفرح والسلام حول العالم لتوحيد الشعوب، وقد بدأ بالرقص منفردا، ثم الرقص مع أشخاص لا يعرفهم في الشارع وتصوير النتيجة، التي كانت أن جميع البشر في أنحاء كوكب الأرض يشعرون بالسعادة المشتركة.

حاليا يتأهب «حجاجوفيتش»، وهو اللقب الذي اشتهر به منذ رحلته الأولى وأطلقه عليه صديق له، لبدء رحلة جديدة إلى أوروبا سماها «مغامرة القارة العجوز» يواصل خلالها رفع العلم المصري في الدول الأوروبية، وذلك بعدما انتهى مؤخرا من مغامرة «البحث عن الهند بداية من اليابان مرورا بإندونيسيا»، وزار فيها على الترتيب اليابان وكوريا والصين - بما فيها هونغ كونغ ومكاو – وتايوان وفيتنام ولاوس وكمبوديا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وبورما (ميانمار) وبنغلاديش ونيبال وسريلانكا، فالهند. وهو يعتبرا أن أخطر محطة في المغامرة كانت في سيبيريا على الحدود الصينية الروسية والتي حط عليها بداية العام الحالي رافعا علم مصر في درجة حرارة دون العشرين تحت الصفر. أما حلمه الكبير فهو دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ورفع علم مصر في القدس.

خلال رحلاته الأخيرة، دعا «حجاجوفيتش» شباب العالم للاحتفال بثورة 25 يناير (كانون الثاني) في ذكراها الثانية العام المقبل في قلب ميدان التحرير بالقاهرة، كونه المكان الذي أطل منه المصريون على الحرية. وكما قال: سيشارك في هذه الاحتفالية شباب من مختلف أنحاء العالم «ليرى بنفسه ما حققه شباب مصر من إنجاز». وتابع أن «المبادرة وجدت ترحيبا في دول كثيرة».

واستطرد حجاجوفيتش قائلا: «بالفعل، أحلم بأن أجمع مئات الآلاف من الأشخاص يمثلون شعوب العالم من مواطنين عاديين وسفراء وزعماء ومشاهير من البلدان التي زرتها للتجمّع في قلب ميدان التحرير تحت شعار (جمعة الفرحة)، تذوب معها الفوارق والجنسيات والعقائد والانتماءات ليكون ذلك نواةً لحدث سياحي ضخم يعيد مكانة مصر السياحية إلى وضعها الطبيعي».

ثم أردف، إنه تلقى حقا «موافقات مبدئية» من كبار الشخصيات السياسية في الحكومة المصرية والقوى السياسية، وسيطرحها على الرئيس محمد مرسي الذي - كما قال - وعد بلقائه لتحقيق هذا الحلم «ليكون احتفالا مصريا عالميا»، معربا عن أمله في أن يتحقق هذا الحدث ويقام هذا الاحتفال.

وتابع: «الرسالة التي أريدها من رحلاتي في رفع اسم مصر عاليا في أعلى وأبعد بقاع العالم على وجه الكرة الأرضية، وهو الهدف الذي بعت من أجله شقتي ولم أتزوّج بسببه، وأملي أن أكون سفيرا للسلام والمحبة بين شعوب العالم، وأن أرى العالم خاليا من الكراهية والعنصرية، وفي سبيل ذلك فأنا مرشح من جانب الأمم المتحدة لأكون سفيرا لها للنوايا الحسنة».

حجاجوفيتش، الحاصل على شهادة جامعية في الحاسبات والمعلومات، أشار خلال اللقاء إلى أنه حاليا يعمل على إنتاج برنامج على الإنترنت شبيه بـ«تلفزيون الواقع» تتولّى إنتاجه إحدى شركات الإنتاج الإعلامي، بتقنيات عالية تمهيدا لبيعه لإحدى الفضائيات. وأوضح أن البرنامج يقوم على فكرة غير تقليدية تنطبع بالتلقائية مع البشر الذين يلتقيهم في كل العالم.

من ناحية أخرى، ما يؤلم الرحالة المصري، كما شكا، أنه لا يحظى باهتمام المسؤولين المصريين رغم تكريم دول كثيرة له. إذ قال إنه يحمل مقترحات غير تقليدية للنهوض بالسياحة المصرية بعيدا عن الجهات الحكومية، موضحا أن «في دول العالم أفكارا سياحية بسيطة تلقى رواجا وإقبالا كبيرين، فعلى سبيل المثال يوجد في كرواتيا متحف باسم (القلوب المحطمة)، وهو موجود في بيت قديم، وتعتمد فكرته على جمع الأشياء ورموز قصص الحب غير المكتملة من أصحابها الشباب الذين يرسلون بها إلى المتحف، ولقد أرسلت بدايةً خطابات لكل الجامعات في العالم لكي تتحقق الفكرة، وبالفعل نجحت وجنت في شهرها الأول 2.5 مليون يورو. وفي روسيا يوجد (السجن البلشفي) الذي تحوّل إلى فندق يقدم لروّاده الشعور بأنهم في سجن حقيقي، إذ يقدم لهم طعام السجن وينام النزيل على مقعد خشبي، ومع هذا فهو غالي الثمن وليس رخيصا».

كذلك بين ما يحزن حجاجوفيتش أن يجد دعاية إسرائيل السياحية في كل دول العالم سواءً في معارض السياحة أو الجامعات، كلها تقول «حقق حلمك وزر إسرائيل»، مقابل ضعف الترويج للسياحة العربية. ولذا فهو يتمنى إدراك رجال الأعمال العرب هذا الأمر وأن تتوافر رعاية الشركات الكبرى لأمثاله من المغامرين والرحالة الحريصين على توصيل رسالة سلام وطمأنينة إلى العالم.