هربا من الزحام.. رجال يخترقون عربات السيدات بمترو القاهرة

وقفات نسائية تتصدى لهم وتطالب بمحاسبتهم قانونيا

شابتان ترفعان لافتتين ضد انتهاك الرجال لعربات السيدات بمترو أنفاق القاهرة («الشرق الأوسط»)
TT

«من حقها تركب عربية لوحدها»، اسم أطلقه شباب منتمون لحزب المحافظين، وهو حزب سياسي مصري يميل في مرجعيته إلى يمين الوسط، على الوقفة التي قاموا بها أمام محطتي الدقي والسادات بمترو الأنفاق بالقاهرة أول من أمس، اعتراضا منهم على تكرار لجوء كثير من الرجال إلى ركوب العربات المخصصة للسيدات بمترو الأنفاق، والذي زاد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة رغم تولي الإسلاميين الحكم في مصر وسعي كثير منهم لمنع الاختلاط بين السيدات والرجال.

الشباب المشاركون في الوقفة، والذين بلغ عددهم العشرات من النساء والرجال من المنتمين لحزب المحافظين والمتطوعين حملوا لافتات عبروا فيها عن استيائهم من عدم احترام كثير من الرجال لحقوق وخصوصية المرأة في المواصلات العامة ومطالبين بتعزيز احترام القانون، وكتبوا على بعضها «استرجل وما تركبش عربات السيدات». وعربات السيدات نوعان: الأولى للسيدات حتى التاسعة مساء وعليها لاصقه خضراء، والثانية للسيدات فقط طول اليوم وعليها لاصقه حمراء».

وحرص شباب الوقفة الاحتجاجية على تنويع الشعارات التي تخدم أهدافهم، وتتيح للآخرين فرصة المشاركة في إطار ديمقراطي، ويؤكد في الوقت نفسه على أهمية التوعية للمواطنين، لذلك رفع الشباب لافتات من قبيل: و«لو معاكي ابنك أو زوجك اركبوا العربة المشتركة»، و«لو العسكري خايف على نفسه يبقى أكرم له يقلع البدلة الميري»، كما قاموا بتوزيع منشورات على المارة للحث على ضرورة احترام خصوصية المرأة.

وفي الآونة الأخيرة كان لافتا ازدياد جور كثير من الرجال على عربات السيدات، وذلك هربا من الزحام والحر الشديدين بالعربات المشتركة، فضلا عن جو اللطافة الذي غالبا ما تتسم به عربات السيدات، وهو الأمر الذي أثار استياء وغضب كثير من النساء خاصة بعد تعرضهن لكثير من المضايقات التي أحيانا ما تصل إلى حد التحرش من قبل هؤلاء الرجال.

وتختلف ردود أفعال النساء تجاه تلك الظاهرة بين مطالبة الرجال بالنزول من العربة أو التشاجر معهم، أو إيثار الصمت لتجنب المشاكل، أو إبلاغ أمن المترو والذي لا يتخذ موقفا حاسما في كثير من الأحيان.

سارة شوقي، إحدى المشاركات في الوقفة الاحتجاجية ضد اختراق الرجال لعربات السيدات تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أعتبر هذه الاختراقات إهانة كبيرة لسيدات مصر فإذا كن يحرمن حتى من أبسط حقوقهن وحريتهن في ركوب العربات المخصصة لهن في أمان فأين احترام حقوق السيدات المحجبات والمنتقبات والمرضعات في الجلوس بحرية». وأضافت شوقي أن هذه الظاهرة بدأت تتكرر باستمرار في الفترة الأخيرة وأنها سبق أن لجأت لأمن المترو لتشكو من أحد الرجال الذي استقل عربة السيدات إلا أنه لم يهتم وسخر من شكواها قائلا لها «كبري دماغك».

أما علياء مهران فقالت إنها سبق أن رأت حالة تحرش من أحد الرجال بفتاة في عربة السيدات حيث قام الشاب بالتحرش بالفتاة في الزحام وفر هاربا فور فتح باب المترو.

وتأتي هذه الوقفة في الوقت الذي تداول فيه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» مقطع فيديو لشاب يسب فتاة ويعتدي عليها بالضرب داخل إحدى عربات السيدات بالمترو بعد أن طالبته بالنزول واستقلال العربة المشتركة.

ورغم أن هذه الوقفة ليست الأولى من نوعها، فإنها تتمتع بصدى خاص، كونها تأتي بعد تولي رئيس ينتمي لتيار جماعة الإخوان المسلمين الإسلامي مقاليد الحكم في مصر، إضافة إلى نمو الوعي الإيجابي لدى قطاع كبير من المجتمع، وهو ما تبلور في قيام مجموعة شباب بتدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تحمل اسم «الصفحة الرسمية لرصد انتهاكات مترو الأنفاق»، بتنظيم وقفة يوم 11 يوليو (تموز) الماضي بمحطة الجيزة، قاموا فيها بالتوعية عن الانتهاكات التي ترتكب في المترو، ورفض التعدي على القانون وحرية المرأة، بالإضافة إلى وقفه أخرى نظمها عشرات النساء في يوم 1 أغسطس (آب) الحالي على رصيف محطة مترو السادات، كما يستعد مجموعة الشباب لتنظيم وقفات أخرى في الأيام المقبلة.