البغال والجمال و«التكتك».. وسائل للترفيه عن الأطفال الغزيين

بسبب ارتفاع أسعار الملاهي خلال أيام العيد

«التكتك» نافس الجمال والعربات التي تجرها البغال.. للترفيه إبان أيام العيد («الشرق الأوسط»)
TT

بينما يقوم بمسح العرق عن جبينه واصل، عبد الله (21 سنة)، وهو شاب فلسطيني من قطاع غزو، قيادة عربته التي يجرها البغل في الشارع الرئيس من مخيم المغازي للاجئين، في وسط القطاع. وعلى ظهر تلك العربة اصطف نحو عشرين طفلا مستمتعين بمشوار فريد من نوعه، إذ كان عبد الله يطوف بهم في جنبات المخيم، ثم يعود إلى نقطة الابتداء، لكي يصعد أطفال آخرون في مشوار آخر.

هكذا أمضى عبد الله أيام عيد الفطر السعيد الثلاثة، مستفيدا من المناسبة ماديا بحصوله على شيكل مقابل كل طفل يصعد للعربة.

عبد الله، الطالب الجامعي، كما قال لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معه، لم يجد بدا سوى إقناع جده الذي يعمل في مجال الزراعة بإعارته البغل والعربة التي يستخدمها في الزراعة أيام العيد الثلاثة لكي يكسب بعض المال عبر الترفيه عن الأطفال من خلال حملهم على العربة. وعلى الرغم من مظاهر التعب البادية على وجه عبد الله فإنه بدا مرتاحا تماما لما كان يقوم به، مع الإشارة هنا إلى أنه يأمل في أن يسهم ما سيحصل عليه من أموال من تغطية بعض نفقات الدراسة الجامعية.

في الواقع، تجد أعدادا كبيرة من الشباب الفلسطيني في الترفيه عن الأطفال مجالا لكسب المال، حتى عبر استخدم أدوات غير تقليدية. ولئن كان «التكتك»، أي الدراجة النارية ذات العجلات الثلاث، تستخدم بشكل خاص في قطاع غزة في عمليات النقل التجاري – أو الشحن، فإن بعض أصحاب «التكتك» حولوا استخدامها خلال أيام العيد في نقل الأطفال عبر الحقول مقابل الحصول على المال.

عماد (24 سنة)، يعمل في الأيام العادية في نقل مواد البناء على «التكتك» الذي يملكه من محلات بيع البناء إلى ورش البناء في محيط مخيم «النصيرات» في القطاع، بيد أنه في فترة العيد قام بنقل الأطفال على «التكتك»، وأكد لنا عندما التقيناه أن ما يحصل عليه من عوائد مالية خلال ثلاثة أيام يفوق ما يحصل عليه من شهر كامل خلال عمله العادي في مجال نقل مواد البناء.

على صعيد آخر، وعلى الرغم من انتشار الملاهي وتجمعات الترفيه في أنحاء قطاع غزة، فإنه يلاحظ أن معظم الغزيين لا يتوجهون بعائلاتهم إليها نتيجة لارتفاع أسعار التذاكر النسبي هناك، وهذا ما جعل الأطفال يقبلون على وسائل الترفيه البسيطة ورخيصة التكلفة مثل الركوب على «التكتك» والعربات التي تجرها البغال.

وما يستحق الذكر، أيضا أنه في مناطق عدة من قطاع غزة يشيع حاليا ركوب الجمال، ذلك أن كثيرين من أبناء العائلات البدوية التي تملك الجمال استغلوا المناسبة في حمل الأطفال على ظهور الجمال. وفي الأطراف الشمالية لمدينة رفح، في أقصى جنوب غربي القطاع، وجدنا خليل، وهو شاب عمره 19 سنة، مرابطا بجمله بالقرب من أحد الملاهي، وهناك كان يعرض خدماته على العائلات التي تهم بدخول الملهى أو هي في طريق الخروج منه. وكما أوضح لنا، يحصل خليل على شيكلين مقابل كل شخص يمتطى ظهر الجمل، وهو يقوم بالطواف حول الملهى ثم يعود به من مكان انطلاقه.

أخيرا، لم يقتصر الأمر في القطاع، إبان أيام العيد، على «الرحلات البرّية» طالت أم قصرت، بل اتجه بعض صيادي الأسماك إلى العمل أيضا في مجال الترفيه. إذ إن هؤلاء كسبوا «عيديتهم» من خلال العمل في نقل العائلات في رحلات بحرية على متون قواربهم. وعلى شواطئ غزة ودير البلح وخان يونس كان شوهدت أعداد كبيرة من قوارب الصيد اختار مالكوها استثمارها مؤقتا في مجال الترفيه.