اللبنانيون على موعد مع فيلم سينمائي عن حياة الفنان وديع الصافي

رصد لتنفيذه مبلغ يفوق الـ5 ملايين دولار

العمل جار لوضع الخطوط العريضة للفيلم الذي سيلقي الضوء على شخصية الفنان وديع الصافي
TT

أصبح من المؤكد أن مشروع تصوير فيلم سينمائي يحكي قصة حياة المطرب والملحن اللبناني وديع الصافي صار قيد التنفيذ بعدما أعلنت شركة «شيرا برودكشن» أخذ مهمة الإنتاج على عاتقها وأنها حاليا بصدد البدء في التحضيرات الجدية لهذا المشروع من خلال تجميع الوثائق والتسجيلات الصوتية والمرئية لكتابة النص من أرشيف غني يملكه نجل الفنان جورج وديع الصافي.

منتج الفيلم خازن بوشهلا وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أكد أن العمل جار لوضع الخطوط العريضة للفيلم الذي سيلقي الضوء على شخصية الفنان اللبناني والمحطات الرئيسية في حياته، مشيرا إلى أنه لا يستبعد أن تقوم كلوديا مرشيليان بمهمة كتابة النص كونها إحدى الرائدات في مجالها، لا سيما أن الفيلم يحتاج إلى نقل وقائع سيرة وديع الصافي بالطريقة العفوية والدقيقة المعروفة بها الكاتبة. وقال: «لقد رصدنا للفيلم ميزانية 5 ملايين دولار وربما قد تتجاوزها في حال تم إضافة فقرات أو شخصيات جديدة عليه» موضحا أن الفيلم سيتحدث بالدرجة الأولى عن وديع الصافي الطفل والأب والزوج والفنان رغم أن شخصيات أخرى سيكون لها إطلالاتها ضمنه ولكنها ليست بنفس المساحة المخصصة لوديع الصافي بالطبع لأن القيمين على الفيلم سيأخذون بعين الاعتبار موافقة أو رفض التحدث عن أي شخصية أخرى من خارج عائلة الفنان سواء لعبت دورا كبيرا في مسيرته الفنية أو لا وذلك لتفادي أي مغالطات قانونية أو حقوقية قد يواجهها الفيلم في المستقبل وقال: «أنا شخصيا وبمؤازرة نجل الفنان جورج الصافي سنعمل جاهدين على القيام بكل ذلك تحت راية القانون ومن وافق على إدراج اسمه وشخصيته في الفيلم سنكون له من الشاكرين ومن لا يريد ذلك فنحن بالطبع نحترم رأيه ونتقيد برغبته».

واعتبر بوشهلا أن ما حصل في المسلسلات أو الأفلام التي روت سيرة بعض الفنانين كانت مثلا حيا اكتسب منه الخبرة لكي لا يقع في المطبات التي سبق أن وقع بها القيمون على تلك الأعمال وأشار خازن بوشهلا أن الفيلم سيصور ما بين لبنان وسوريا ومصر وفرنسا حيث أمضى الفنان هناك أكثر من 15 عاما كما ستأخذ بعض مشاهده في المغرب. (الفنان وديع الصافي شهد على حدث سياسي هناك قلة من الناس تعرفه ألا وهو الانقلاب العسكري الذي تعرض له ملك المغرب يومها وكان وديع الصافي في ضيافته). ولن تستثنى بلدة نيحا الجبلية (الواقعة في منطقة الشوف) من التصوير كون الفنان اللبناني عاش فيها طفولته.

والمعروف أن وديع الصافي ولد في نيحا عام 1921 وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثمانية أولاد من أب يدعى بشارة فرنسيس يعمل في سلك الدرك. أول لقاء كان له مع الموسيقار محمد عبد الوهاب جرى عام 1944 في القاهرة أما انطلاقته الفنية الحقيقية فكانت من خلال أغنية بعنوان «عاللوما اللوما» في أوائل الخمسينات التي أداها في حفلة غنائية أحياها في سوريا.

أما عن اسم الممثل الذي سيلعب دور الفنان اللبناني فأوضح منتج العمل خازن بوشهلا أنه وجورج الصافي لديهما تصور مبدئي حول الممثل الذي ستسند إليه هذه المهمة وأنه لن يكون مغنيا أو صاحب صوت جميل لأن المطلوب منه التمثيل وليس الغناء، خصوصا أن صوت وديع الصافي سيكون الحاضر الوحيد في أغاني الفيلم فيما لو تم تمرير بعض منها. وأشار إلى أن الفيلم سيتضمن حياة الطفل وديع الصافي التي سيجسدها ممثلا صغيرا في العمر إضافة إلى وديع الصافي الشاب والفنان والمتقدم في العمر التي سيقوم بها ممثل واحد وأنه سيتم الاستعانة بأحد خبراء التجميل والماكياج لإبراز هذه الملامح على شخصية الممثل.

ويبدي الفنان وديع الصافي حماسه الكبير تجاه هذا العمل كما ذكر المنتج خصوصا أنه سيجمع فيه 90% من تفاصيل حياته الخاصة والفنية فيما يحتفظ بأسرار ومعلومات تشكل نسبة 10% منها.

هذا العمل الذي لم تتبلور خطوطه العريضة بعد، إذ لم يتم تحديد اسم له، كما لن يعلن عن اسم مخرجه وبطله إلا بعد فترة من الوقت إلى حين اتخاذ القرارات اللازمة لذلك يعتبره المنتج امتحانا صعبا تخوضه شركته التي تنتج أول عمل فني لها من خلال هذا الفيلم ويؤكد أنه وعائلة الفنان لم يقدموا على هذه الخطوة بهدف الربح المادي بل لتكون بمثابة تحية تكريمية يهدونها لوديع الصافي الذي لعب دورا كبيرا في الأغنية اللبنانية والعربية معا فشكل بخطه الفني مدرسة موسيقية وغنائية خاصة به ولن تتكرر مرة ثانية.

أما نجل الفنان وديع الصافي جورج الصافي فأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الفكرة راودته والمنتج منذ عام 2007 وأنهما قررا القيام بها شخصيا لتدور في نطاق الثقة التامة كون المنتج هو عديله (زوج أخت زوجته) ولكي يكون العمل حقيقيا لا زيادة ولا نقصان فيه يحرص على تقديم الواقع الذي عاشه والده تماما كما هو. وقال: «لن نتحدث عن تفاصيل الفيلم وحيثياته قبل وضع جميع الأمور في نصابها ونتمنى أن ننفذه في مدة لا تتعدى السنتين».