«استرجل واقرأ 10 كتب».. مبادرة شبابية للتشجيع على القراءة في مصر

استمدت عنوانها من إحدى الحملات الدعائية الناجحة

طلاب الجامعات أكثر المشاركين في حملة «ثقافة للحياة» («الشرق الأوسط»)
TT

بعبارات تشجيعية تحمل في طياتها التحدي والمنافسة، تدفع مجموعة من الشباب المصري نظراءها إلى خوض تحد لقراءة 10 كتب خلال شهر، وهذا في زمن سطوة شبكة الإنترنت كمصدر أول للمعلومات.

هذه المبادرة التي اتخذت شكل حملة توعية تحت شعار «ثقافة للحياة»، هدفها التعريف بأهم الكتب والمصادر العلمية العالمية والعربية الحديثة، كي يستفيد الشباب المصري من التراث العلمي الإنساني ويتشجع على القراءة. كذلك تهدف الحملة من خلال القراءة إلى إيجاد حلول مبتكرة لقضايا الواقع والمشاكل التي يعانيها المجتمع وذلك بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية.

أحد أفراد فريق الحملة أوضح أهمية هذا المشروع بالقول «قراءة 10 كتب في شهر واحد.. أمر صعب.. مهمة شاقة.. لكننا نهدف من التحدي كسر كلمة (صعب) و(مستحيل). إذا استطعنا في هذا الشهر أن نقرأ 10 كتب ومناقشتها أيضا.. فمن السهل علينا أن نستمر في القراءة ولو لثلث العدد لباقي الشهور. كل نظريات التعليم تؤكد أن التعليم تحت ضغط من أفضل أنواع التعليم وأكثرها فائدة.. لذا (استرجل واقرأ 10 كتب)».

وحقا، على مدى شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، جزأ أفراد فريق العمل حملتهم على 4 خطوات، وشرح خالد أدهم (26 سنة)، أحد مؤسسي الحملة لـ«الشرق الأوسط» أن «الحملة تبدأ بنشر الفكرة وذلك من خلال دعوة الأصدقاء للانضمام لها، ومن ثم اختيار 10 كتب بعناية لقراءتها هذا الشهر، وبعدها، نضع أسماء هذه الكتب على صفحة الحملة على موقع (فيس بوك) للتواصل الاجتماعي. وأخيرا وبعد الانتهاء من قراءة كل كتاب يكتب المشترك ماذا أضاف له وماذا أعجبه فيه، أو كتابة مقدمة عن الكتاب».

أما عن رسالة الحملة، فقال خالد، «هدفنا التشجيع على عادة القراءة والتثقف. إننا نريد أن تكون القراءة وسيلة نستنبط منها حلولا لمشاكل الحياة ومواضيعها من خلال المصادر العلمية، كما أننا نتطلع إلى تشجيع ثقافة الحوار وقبول الرأي الآخر من خلال تنظيم جلسات للحوار لمناقشة ما قرئ. وفي الحصيلة النهائية سيكتسب الشباب القارئ صداقات جديدة تفيد في تبادل الخبرات، والتعريف بمائة كتاب كناتج لحملات القراءة».

من جهة أخرى، فسر خالد سبب اختيار كلمة «استرجل» للحملة، «على أنها مستمدة من إحدى الحملات الدعائية الناجحة التي لقيت انتشارا بين المصريين. ومن خلال هذا الاقتران، حسب اعتقاده، ساعد على انتشار الحملة واجتذب عددا كبيرا من أفراد الجمهور، هذا بالإضافة إلى أنها كلمة تحمل نوعا من الاستفزاز للإقدام على التحدي»، مبينا أن الاسم «عمل على رواج الحملة بالفعل، ما يعني أنه كان اختيارا صائبا».

على صعيد آخر، تحدث خالد، الحاصل على بكالوريوس الهندسة، عن مخاوف كانت تساور مؤسسي الحملة في البداية، ومنها أنها قد لا تحظى بالاهتمام من الشباب، لكن ما أن فتح باب المشاركة حتى انهالت عليهم الطلبات بشكل غير متوقع. وأردف: «ما أسعدنا حقا أن هناك أعدادا كبيرة من الشبان والشابات الذين انضموا ما كانوا يقرأون على الإطلاق.. بل كانت بداية قراءتهم بعد اقتناعهم بفكرة الحملة». وأشار إلى تعليق كتبته إحدى المشاركات في الموقع، واسمها مها الخضراوي، إذ قالت «عادة لم أكن أقرأ الكتب لنهايتها، لكنني بمناسبة الحملة قررت أن أكمل قراءة بعض الكتب وقد حدث».

وهذا، كما أشار خالد، بالإضافة إلى أن كثيرين انتهوا بالفعل من قراءة العشرة كتب قبل أن يأتي منتصف الشهر. مبينا أن أعمار المشاركين تتراوح بين 20 إلى 25 سنة، وأغلبهم من طلاب الجامعات من الجنسين، وينتمون إلى جميع المحافظات المصرية.

أما عن نوعية القراءات، فلقد أوضح خالد أن أكثر الكتب التي تقرأ هي بالترتيب: الكتب الدينية، فالروايات، فالشعر، ثم الكتب التاريخية. ولفت إلى أن هناك تراجعا ملموسا في قراءة الكتب السياسية والاقتصادية، وهو ما يرجعه مؤسسو الحملة إلى أن الشباب بشكل عام يفضل الكتابات التي تتسم بالبساطة في الأسلوب، وهو ما لا ينطبق على هذه النوعيات الأخيرة التي تكتب في الغالب بطريقة معقدة ومتخصصة.

وأخيرا، عن أبرز الكتاب الذين قرأ لهم الشباب في الحملة، كانت هناك أسماء متعددة، لكن أبرزهم الأديب نجيب محفوظ، والدكتور فؤاد زكريا، والشاعر جبران خليل جبران، والمفكر الإسلامي مالك بن نبي.