مصريون يدشنون «أقسام شرطة» إلكترونية تترصد السيارات المسروقة

«امسك حرامي» و«ظبطك».. موقعان يساعدان الجهات الأمنية في مهمتها

سيارة مسروقة وضعت صورتها على إحدى صفحات «فيس بوك» حتى يتعرف صاحبها عليها
TT

مع ارتفاع عدد سرقات السيارات في مصر، التي بلغت وفق أحدث تقارير الإدارة العامة للمرور نحو 40 ألف سيارة خلال العشرين شهرا الماضية منذ قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، ومع إلقاء كثير من المواطنين أمام هذا العدد الكبير باللوم على الجهات الأمنية لتراخيها عن تتبع العصابات والسارقين مما أسفر عن ظهور حالات مختلفة من السرقة؛ لجأ مواطنون ممن سرقت سياراتهم إلى شبكة الإنترنت لتدشين مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى البحث عن السيارات المسروقة بتبادل المعلومات عنها، وأيضا تتبع طرق السرقة الحديثة وتحذير أصحاب ومالكي السيارات منها، إلى جانب إفراد مساحة للنقاشات للتقليل من عمليات السرقة المنظمة للسيارات.

ونظرا لارتفاع عدد السيارات المسروقة من أمام المنازل أو التي تتم بالإكراه، أصبح ذلك مادة خصبة تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة، ولا تخلو منها أحاديث المصريين في المقاهي ووسائل المواصلات العامة. وامتد الأمر إلى هذه المواقع والصفحات الإلكترونية التي وجدت إقبالا كبيرا من المواطنين، حيث تحولت إلى ما يشبه منتدى لتبادل الخبرات حول السرقات، وأيضا إلى «أقسام شرطة شعبية» تحاول ترصد السيارات وإعادتها لأصحابها.

من بين هذه المواقع، موقع يحمل عنوان «امسك حرامي»، والذي يهدف إلى المساعدة في العثور على السيارات المسروقة كما تبين صفحته الرئيسية. وقد أسسه مهندس برمجيات وتكنولوجيا معلومات تعرضت سيارته للسرقة منذ نحو سنة. ووفقا لتقديمه للموقع فإنه مع جهود الشرطة غير الملموسة لإعادة السيارات لارتفاع أعدادها المسروقة فقد قرر أن ينشئ هذا الموقع الخيري في محاولة لرد السيارات المسروقة لأصحابها.

ويتبع الموقع صفحة على موقع «فيس بوك» بعنوان «صفحة المساعدة في العثور على السيارات المسروقة»، تجذب آلاف المصريين المتضررين من سرقة سياراتهم. ويبين مديرها (الأدمن) علي عطية، لـ«الشرق الأوسط»، الأمر قائلا «تدور بين أعضاء الصفحة نقاشات حول ظروف السرقة، كما نقدم بعض المطالبات من الجهات الرسمية للتقليل من حوادث السرقة وحماية أصحاب السيارات».

ويوضح عطية، الذي سرقت منه سيارتان، أن كثيرا من الأعضاء يقومون بتصوير السيارات التي تقف أمام أقسام الشرطة بعد ضبطها ولا يعرف عنها أصحابها شيئا، ثم رفعها على الصفحة للتعرف عليها، وهو مجهود لمساعدة الأمن في مهامه. ويلفت إلى أن النقاشات تطورت في ما بين الأعضاء إلى إعداد قائمة مطالب وضوابط تمنع التربص بالسيارات سوف يتم رفعها إلى الرئيس المصري محمد مرسي.

من بين الصفحات الأخرى على «فيس بوك» صفحة «الحملة الشعبية لمقاومة سرقة السيارات بالإكراه»، التي تهدف للمشاركة بالخبرات حول أساليب وطرق السرقة الجديدة بغرض التحذير منها. من بين هذه الطرق كما كتب على الصفحة «إيقاف السيارة أو السير بجانبها وادعاء السؤال على عنوان أو طريق، وفجأة يتم إطلاق النار مباشرة عليها من الجانب الآخر، ثم الاستيلاء عليها». وتبين الصفحة أنه انتشرت أيضا إحدى الطرق التي يدخل فيها المعتدي أحد أشهر البنوك وأكثرها ازدحاما، وينتظر إحدى العمليات الكبيرة، ويتبع سيارة العميل ويوقفه ويستولي على السيارة والمال أيضا. أما أشهر الطرق على الإطلاق بحسب الصفحة فهي القيام بصدم السيارة من الخلف، وعادة ما يكون ذلك عند أحد المطبات حيث تكون السرعة قليلة، فيرتجل قائد السيارة ليجد نفسه محاصرا بمجموعة مسلحة.

أما «رابطة أصحاب السيارات المسروقة»، فيجتمع أعضاؤها على مبدأ «سياراتنا لن تعود إلا بجهدنا وسواعدنا». وفي سبيل ذلك دشنت صفحة باسم الرابطة على «فيس بوك» بهدف تلقي شكاوى أصحاب السيارات المسروقة في اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الأجهزة المعنية نظرا لعدم قيامهم بمهام وظيفتهم في متابعة البلاغات المقدمة عن سرقات السيارات، إلى جانب إرسال رسائل بريدية للصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصري وكذلك وزارة الداخلية للشكوى، حيث تطالب «رابطة أصحاب السيارات المسروقة» الحكومة المصرية بضرورة تقديم التعويضات الكافية لهم نتيجة تضررهم من الأحداث التي مرت بها مصر.

أما «ظبطك»، فهو اسم موقع إلكتروني يتلقى شكاوى المواطنين ضد حوادث سرقة السيارات وكذلك حوادث البلطجة والفساد، ويتبنى الموقع الذي دشنه مجموعة من الشباب قبل عام ونصف العام حملة بعنوان «معا ضد سرقة السيارات بمصر»، والهدف منها معرفة الأماكن التي تسرق فيها السيارات وكيفية السرقة وأوكار السيارات المسروقة، وتقليل الفرص على سارقي السيارات، وزيادة الاحتياطات الأمنية لمواجهة سرقة السيارات خلال هذه الفترة، وتحديد الأماكن والطرق السريعة التي ينتشر بها سرقة السيارات، وتحديد الأماكن التي يتم إخفاء السيارات بها.

ويحث القائمون على الحملة زوار الموقع بالاشتراك فيها والإبلاغ عن السيارات بالقول «خليك إيجابي وبلغ عشان بلاغك هيفرق». ويتم هذا الإبلاغ عن طريق ملء استمارة على الموقع تتضمن بعض البيانات التي تساعد في عملية البحث عن السيارات المفقودة.