مواطنون يستبشرون بحلول ثمار اللوز السعودي.. إيذانا برحيل الصيف

فاكهة موسمية تفترسها الآفات الزراعية

بائع اللوز يقف على ناصية شارع في المنطقة الشرقية وتتميز ثمار اللوز بألوانها الجذابة وتتموج ألوانه بين العنابي والأخضر
TT

تعبر الثمار أحيانا لدى سكان المنطقة الشرقية عن المزاج العام للطقس، فعندما تشتد حرارة الجو ينتظر المزارعون موسم الرطب، وعندما تطرح ثمار اللوز في الأسواق يعرف ضمنا أن الطقس بدأ في الاعتدال وأن فصل الصيف يؤذن بالرحيل، تبشيرا بدخول فصل الخريف.

فمنذ نحو أسبوعين بدأت طلائع منتجات ثمار اللوز بالظهور في أسواق المنطقة الشرقية، تحمل بشرى موسم زراعي ناجح في الشرقية، خصوصا أن غالبيتها كانت خالية من الأمراض التي تصيب الكثير من المنتجات الزراعية أو الآفات الزراعية التي تشوه الثمار.

ثمار اللوز التي بدأت في مزاحمة الفواكه والثمار الأخرى هي بحق فاكهة الخريف في المنطقة الشرقية، ويتراوح سعر كيلو اللوز ما بين 25 - 35 ريالا، حيث لا يتجاوز موسم ظهورها ثلاثة أشهر، لذلك يعزى سعرها المرتفع نسبيا إلى فترة طرحها في الأسواق التي تعتبر قصيرة، بينما يحتاج نبات اللوز إلى ظروف مناخية خاصة حتى يكون إنتاجه وفيرا.

لكن هذه الثمرة التي يحبها السكان المحليون، ويبحث عنها الزائرون، تواجه مشكلة تتمثل في الآفات الزراعية التي تفتك بها، فلم يعد منذ سنوات تذوق اللوز آمنا، لافتراسها من قبل الديدان. وهو ما يتطلب عناية خاصة من قبل المرشدين الزراعيين لحماية هذا المنتج من التدهور والاندثار، ولحماية الصحة العامة، وخصوصا سلامة الأطفال الذين لا يلتفتون إلى وجود الديدان داخل الثمرة.

ويؤكد البائع محمد الصليلي أن الإقبال على ثمار اللوز كبير ولا تتجاوز مدة تصريف أية كمية من اللوز الساعتين على أبعد تقدير. ويضيف: «ما يميز ثمار اللوز لهذا الموسم هو الحجم الكبير وكذلك خلوه من الأمراض وطعمه اللذيذ البعيد عن روائح المبيدات الكيماوية التي تستخدم من قبل شريحة واسعة من المزارعين للمحافظة على منتجاتهم الزراعية من الحشرات بأنواعها، بما فيها الديدان».

وتتميز ثمار اللوز بألوانها الجذابة وتتموج ألوانه بين العنابي والأخضر، وفي العادة يزرع أهالي المنطقة الشرقية أشجار اللوز في منازلهم لتضفي جمالا على ساحة البيت، رغم الشكاوى من تساقط أوراقها وتمدد جذورها التي قد تتسبب في بعض المشكلات في المنازل الصغيرة، وبالطبع فإن المعروض من الثمار في الأسواق يأتي من المزارع.

واللوز فاكهة طيبة الرائحة ويدخل الزيت المستخرج منه في صناعات تجميلية وصيدلانية، كما يسهم تناول ثمرة اللوز في تخفيض نسبة الكولسترول في الدم، ولبذورها الحلوة آثار مسكنة ومهدئة وملينة، وهي مضادة للتشنج وللأنيميا، كما تساهم في ترميم نقص المعادن في الجسم وتساعد على النوم الهادئ.

وقال الخبير الزراعي محمد البوعلي لـ«الشرق الأوسط» إن الشرقية يمكنها أن تنال الاكتفاء الذاتي من منتجاتها الزراعية الأساسية، وتحديدا من الخضار، خلال بضع سنوات في حال تم إنجاز الكثير من المشاريع التي بدأتها هيئة الري والصرف بالأحساء، وأهمها توفير الكميات الكافية من المياه للمزارع، كما لا يمكن الاستهانة بحجم منتجات مزارع القطيف وبعض المناطق الزراعية في المنطقة الشرقية، ولكن المشكلة التي كانت تواجه المزارعين منذ فترة هي قلة المياه.