طلاب سعوديون يدرّسون لغة الضاد للأميركيين

1000 طالب أميركي تخرجوا في برنامج اللغة العربية بجامعة كانساس منذ تأسيسه

جانب من حرم جامعة كانساس في لورنس
TT

شهد برنامج اللغة العربية التابع لقسم الدارسات الأفريقية والأميركية في جامعة كانساس بالولايات المتحدة إقبالا متزايدا من الأميركيين على تعلم اللغة العربية خلال السنوات العشر الماضية، إذ تخرج فيه قرابة 1000 طالب منذ افتتاحه في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي.

الدكتور محمد العيسى، الملحق الثقافي في السفارة السعودية بالعاصمة الأميركية واشنطن، قال في لقاء مع «الشرق الأوسط» مؤخرا إن «أكبر جالية طلابية سعودية في العالم موجودة حاليا في الولايات المتحدة حيث تجاوز عددهم 90 ألف طالب وطالبة مع مرافقيهم، ولقد تركوا انطباعا عاما جيدا عن العرب والمسلمين».

وبيّن الدكتور العيسى أنه قبل 3 أسابيع تبنت الملحقية بالاشتراك مع المنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة ندوة عن اللغة العربية ونشرها في أميركا، وقدمت الدعوة لعدد من المثقفين والمتخصصين في اللغة العربية. وأوضح أن هناك تنسيقا مشتركا بين الملحقية الثقافية في السفارة مع الجامعات الأميركية من أجل تعليم اللغة العربية داخل الجامعات الأميركية للناطقين بغيرها.

وأضاف الملحق الثقافي أن «الملحقية تقوم بتشجيع الطلاب المبتعثين ممن يرغبون في تدريس اللغة العربية داخل جامعاتهم، ولدينا عدد كبير جدا من الطلاب يعملون في ذلك وأثبتوا جدارتهم».

من ناحية ثانية، أكدت إدارة جامعة كانساس، التي يقع حرمها الجامعي في مدينة لورنس بولاية كانساس في وسط البلاد، أن سبب تدريسها البرنامج هو أن «اللغة العربية لغة سامية يدرج استخدامها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أنها لغة الصلاة والشعائر الإسلامية لمليار مسلم في جميع أنحاء العالم، ثم إنها واحدة من أسرع اللغات نموا بجانب كونها هي وسيلة تواصل تعبر عن حضارة عظيمة، ولغة يتحدث بها عدد كبير من المتحدثين في الولايات المتحدة وخارجها، وأخيرا لا آخرا، هي واحدة من الأصول المهمة لقيام البحوث المتقدمة في مختلف التخصصات، وهذا أمر لا غنى عنه لكل مهتم بالدراسات الإسلامية وعلم الأديان والدراسات الشرق أوسطية والقانون الدولي والعلوم السياسية والأعمال التجارية الدولية».

الجامعة، على لسان ناطق باسمها، أوضحت أيضا أن أهدافها الرئيسة لتدريس البرنامج هو تخريج جيل من طلاب اللغة العربية غير الناطقين بها، من خلال التعليم المكثف في الكفاءة القائمة على اللغة العربية، لرفع وعي الطلبة الأميركيين في العالم العربي والإسلامي وخلق فهم عميق لواقعه وتدريس الثقافة العربية على المستوى الجامعي».

من جانبها قالت نادية رودس، وهي أحد أفراد الطاقم العامل في تدريس اللغة العربية بالجامعة، إن «البرنامج يلقى إقبالا كبيرا من الطلبة الأميركيين الذين يدفعهم شغفهم بمعرفة حقيقة العرب والمسلمين إلى تعلمها بغرض الحصول على عمل، أو معرفة الشرق الأوسط بمكوناته التاريخية والدينية، خصوصا الإسلامية والأثرية والاقتصادية والسياسية من خلال لغتنا العربية الجميلة».

وتابعت رودس أنه «يجري تدريس جميع مهارات اللغة كقواعد القراءة والكتابة والتحدث من خلال عدد من الوسائل التعليمية المتنوعة»، مشيرة إلى أن الجامعة «تعتمد اليوم تدريس أشهر مناهج اللغة العربية الفصحى على مستوى الولايات المتحدة الأميركية».

هذا، وتختلف بطبيعة الحال الدوافع عند الطلاب لدى إقبالهم على دراسة اللغة العربية في جامعة كانساس، فغالبيتهم يسعون للحصول على عمل في القطاعات الدبلوماسية في سفارات بلادهم في العالمين العربي والإسلامي، في حين يسعى البعض الآخر إلى الحصول على وظائف تعليمية واقتصادية حسب تخصصهم في واحدة من أغنى مناطق العالم بالثروات الطبيعية. أما الطلاب الأميركيون الذين يتحدرون من أصول عربية فيهمهم غالبا استعادة أو استنهاض لغتهم الأم التي لا يعرفون عنها شيئا.. بغية العودة إلى أوطانهم والتواصل مع أقاربهم.

وبالفعل، أكد بعض الطلاب الدارسين أيضا أنهم يسعون للتواصل مع عدد من أصدقائهم العرب، مبدين إعجابهم بجمالية اللغة من حيث أسلوب قراءتها وكتابتها الإبداعية، بينما يحرص البعض على تعلم اللغة العربية «لاستكشاف حقيقة العالم العربي المليء بالإثارة والتمازج التاريخي والتنوع السياسي والاجتماعي»، كما قال أحدهم.