حفلات الثلج تلقى رواجا واسعا في دبي

2000 دولار لتغطية حديقة منزل كبيرة بالثلوج الصناعية

شاطئ نسيمي في دبي
TT

دبي هي مدينة التناقضات، ولطالما أسر موضوع هطول الثلج في الصحراء خيال الناس في هذه البقعة الحارة من العالم، لذلك قلما تجد أحدا لم يذهب إلى منتجع سكي دبي الشهير للتزلج على الجليد الصناعي والاستمتاع بالثلج دون الاكتراث لمشكلة ذوبانه، لكن لم يتخيل أحد من سكان الإمارات يوما حديقة منزله وهي مكسوة بالثلوج في الوقت الذي قد تبلغ فيه حرارة النهار 50 درجة مئوية أحيانا، فالأمر أصبح واقعا تقدمه شركة «ثلج الصحراء» (Desert Snow) المتخصصة في مجال الثلوج الصناعية والمؤثرات الشتوية. أن تستمتع بليلة بيضاء وتملأ عينيك بمنظر الأشجار المغطاة بالثلوج في حديقة منزلك وأنت تراقبها من نافذة غرفتك ليس مجرد حلم، ما عليك إلا أن تخفض حرارة التكييف في الداخل لتنعم بأجواء شتائية يفتقدها سكان الإمارات، بل إن هذه التقنية أصبحت أمرا رائجا في دبي في ما بات يعرف بـ«حفلات الثلج» التي تقام لمناسبات كثيرة، يكفي أن تتصل بالشركة وتحدد موعدا وسيهطل الثلج أمام باب منزلك بفضل أجهزة متطورة للغاية، ليس هذا فحسب، فالمختصون متكفلون أيضا بتنظيف المكان بعد انتهاء المناسبة.

وتتميز منتجات «ثلج الصحراء» من الثلوج الصناعية بسهولة الاستخدام وجودة النوعية، بالإضافة إلى كونها مصنعة من مواد مضادة للحرائق لتكون الخيار الذي يعتمد عليه بشكل رئيسي في الإنتاج التلفزيوني والسينمائي والفعاليات الترويجية والاحتفالية، وتوفر الشركة خدمات تتناسب مع مختلف الميزانيات المالية عبر نطاق واسع من الحلول الثلجية التي تتميز بجودة عالية لتشكل بيئة شتوية ثلجية ترقى إلى تلبية أعقد المتطلبات لصناعة الأفلام السينمائية الحديثة، إذ تتجاوز هذه المنتجات الحدود المرئية الخلابة للثلج الحقيقي لتمنحك تجربة حقيقية لا ينقصها إلا الشعور بالبرد القارس.

ويقول بين إليوت، المدير العام لشركة «ثلج الصحراء»: «لقد تم تطوير هذه المنتجات خصيصا لقطاعي صناعة الأفلام في هوليوود والإنتاج التلفزيوني في بريطانيا على مدى ربع قرن من الزمان لتكون الأفضل في مجال المنتجات الثلجية الصناعية، حيث تتميز هذه التقنية بكونها الأكثر واقعية بالمقارنة مع البدائل التجارية المتوفرة، وذلك لقيامنا بدمج مختلف المؤثرات والتقنيات التي تمكننا من تزويد عملائنا بالرؤية الشتوية المطلوبة على مدار السنة في المواقع الداخلية والخارجية ودون ترك أي أثر يذكر على الموقع».

لكن هذه التقنية الحديثة لم تعد حكرا على الأفلام والمسلسلات والفعاليات، وهنا يضيف إليوت: «لا تقتصر قائمة عملاء الشركة على المؤسسات الكبرى، حيث يمكن للأفراد الراغبين في إقامة حفلات شتوية أن يستفيدوا من خدماتنا البيضاء لنجعل حديقتهم ملعبا للبطاريق القطبية أو لغزلان أعياد الميلاد».

ويضيف إليوت في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الثلج الصناعي يفرض نفسه خيارا منطقيا يمكن من خلاله الاستمتاع باللعب بالثلج دون الاكتراث لمشكلة ذوبانه»، مشيرا إلى أن «أكثر الطلبيات التي نتلقاها بشكل متكرر تأتي من قطاع الفعاليات بالمقارنة مع قطاعات الأعمال الأخرى، وعليه فإن الجزء الأكبر من عملنا يذهب إلى هذا القطاع. كما أننا نتلقى طلبيات متزايدة لتصوير المشاهد السينمائية والتلفزيونية ذات الميزانيات الأكبر»، لافتا إلى أن هناك طلبات كبيرة من الأفراد، «فنحن نقدم عروضا خاصة وبأسعار مقبولة لتنظيم حفلات الثلج في الفيللات، ومواقع تنظيم الحفلات الخاصة».

ولكن هل أصبحت حفلات الثلج ظاهرة رائجة في دبي المدينة التي يبحث أهلها عن كل ما هو جديد ومختلف؟ يجيب إليوت: «نعم، هي كذلك، يعد الثلج من المواضيع الشائعة في الحفلات، وغالبا ما يرتبط بفصل الشتاء وموسم أعياد الميلاد ورأس السنة، وهناك مجموعة كبيرة من التأثيرات التي نوفرها، بما في ذلك هطول الثلج في افتتاح الفعاليات، والبارات الثلجية، ورجل الثلج، التي تلبي جميعها مختلف احتياجات عملائنا على اختلاف ميزانياتهم».

واعتبر أن ما تقدمه الشركة يوازي في جودته المؤثرات السينمائية، و«بالتالي فهي واقعية إلى درجة كبيرة، ولقد توصلنا خلال الأبحاث التي قمنا بها إلى أن عملاءنا قاموا في الماضي باستئجار آلات ثلج ذات معايير منخفضة من شركات تأجير متخصصة بذلك، إلا أنهم لم يكونوا مقتنعين بالنتائج التي حصلوا عليها، لذلك لا نقوم بتوفير منتجات أو آلات لم يسبق استخدامها من قبل في هوليوود، ولذلك فإن جودتها عالية جدا».

أما تكلفة استخدام الثلوج الصناعية في حفلة داخل فيللا مثلا فذلك يعتمد على المساحة والكمية، فتكلفة استئجار آلة هطول الثلج لمدة ساعتين مع السائل الخاص بها تصل إلى 3000 درهم (830 دولارا). وتبدأ تكلفة تغطية حديقة كاملة بثلوج تكفي لحفلة مخصصة للعب بالثلج بنحو 7500 درهم (2000 دولار).

وكانت الشركة تمكنت من إنتاج أكبر كمية من الثلوج الصناعية خلال تصوير إعلان تلفزيوني لشركة «موبايلي»، حيث قامت بتغطية حديقة فيللا كاملة بما يزيد على 50 كيسا من الثلج الصناعي، وتستمد «ثلج الصحراء» خبرتها من كونها الممثل الحصري لشركة «سنو بزنس إنترناشيونال» (Snow Business international) البريطانية، أكبر شركات العالم العاملة في هذا المجال والمتخصصة في تصنيع الثلج الصناعي والمؤثرات التي تحاكي أجواء فصل الشتاء، حيث قامت على مدى أكثر من 30 عاما من الخبرة في مجال المؤثرات السينمائية والتلفزيونية بابتكار معايير للمنتجات والتقنيات لا تمتلكها أي شركة أخرى في العالم لمحاكاة التأثيرات الشتوية بجودة تماثل تلك المستخدمة في الأفلام السينمائية بحسب القائمين عليها.