«بلغونا».. مبادرة شبابية للإبلاغ عن سلبيات المجتمع في مصر

مؤسسوه يعتبرونه «ميدانا افتراضيا» للتعبير عن الرأي

ملصق الموقع على الإنترنت وتبدو فيه شعاراته التي تحث المواطنين على المشاركة بإيجابية
TT

الحلم بالتغيير وبواقع أفضل كان هو المحرك الرئيسي لسبعة من الشباب لإنشاء موقع «بلغونا» لرصد السلبيات والمشكلات التي يواجهها المجتمع، ومحاولة توصيلها إلى الحكومة والمسؤولين بطريقة سهلة، وبالتالي يصبح الموقع نوعا من أنواع التواصل الاجتماعي بين المواطن والحكومة وسد الفجوة بينهما.

يضم الموقع مجموعة من العبارات المعبرة عن فكرته مثل «اعتراضك مقبول بس من غير ضرر»، و«دا حلم بيتحقق بيك وليك»، و«الوطن ليس فندقا نغادره حين تسوء الخدمة»، و«بلغونا.. مسير الحي يتسفلت»، وأيضا «هدفنا نكون السبب في التغيير للأفضل، ومهمتنا نساعد إن صوتك يوصل».

تقول المهندسة نيفين السيد، صاحبة فكرة إنشاء الموقع: «جاءت فكرة موقع (بلغونا) في ظل الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا التي صارت جزءا لا يتجرأ من حياة كل فرد وخصوصا الشباب، ففكرت في كيفية استخدامها بطريقة إيجابية تساهم ولو بشكل بسيط في حل مشكلة ما أو إحداث تغيير في أي مجال، ومن ثم قمت بعرض فكرة الموقع على زملائي في فريق البحث والتطوير بشركة (باركوتل) للاتصالات، الذين أعجبوا بالفكرة وشاركوني في تنفيذها».

وتضيف نيفين: «نسعى من خلال الموقع لربط المجتمع بالحكومة، وحلمنا الأكبر هو أن يكون للموقع صدى وصوت مسموع لدى الجهات المسؤولة، فمن خلال الموقع يكون لكل مواطن دور في رصد كل الأخطاء أو المشكلات التي تواجهه أو تواجه غيره، كما أن فكرة الموقع تنمي الروح الإيجابية عند المواطنين من خلال حثهم على رصد أي سلبيات تواجههم والإبلاغ عنها ومحاولة تغييرها».

وتستطرد: «قمنا بإنشاء الموقع منذ ما يقرب من سبعة أشهر، ولكن بدأ الموقع العمل رسميا منذ ما يقرب من شهر، وما زلنا نحاول التواصل مع جهات رسمية لحل المشكلات التي تأتي إلينا بصورة فعالة، فنحن نعتبر الموقع بمثابة (ميدان افتراضي) يساعد المواطن على التعبير عن الرأي بأسلوب حضاري، كما يساعده أن يكون جزءا من الحل بدلا من أن يكون جزءا من المشكلة».

وتنوه نيفين بأن خدمات الموقع تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، الأول يتعلق بتقديم البلاغات عن طريق عمل حساب في الموقع، وتتنوع مواضيع البلاغات ما بين القمامة، والمرور، والبنزين، والتحرش، والكهرباء، والصرف، والإزعاج، والمياه، والشغب، ومن خلال حساب الفرد داخل الموقع يمكن كتابة تفاصيل البلاغ مثل المحافظة والمنطقة التي يقدم البلاغ عنها والقسم التابع لهما، وأيضا يمكن رفع صورة للبلاغ وتحديد مكانه على الخريطة ومتابعة تطوراته.

وتضيف: «يضم الموقع أيضا قسما للوقفات الاحتجاجية، وهي وقفة افتراضية على الإنترنت يمكن فيها لمجموعة من الأفراد الاعتراض وإبداء الرأي ومعرفة حجم التأييد بدلا من تلك الوقفات التي تعطل مصالح البلد كلها، وأيضا قسم (متطوع) لإتاحة الفرصة بوجود متطوعين على الموقع للمساهمة في حل المشكلات والنظر في البلاغات المقدمة في منطقة معينة في ظل عدم وجود جهة حكومية تقوم بهذا العمل حتى الآن».

وتشير نيفين إلى أنه تم تقديم ما يقرب من 58 بلاغا حتى الآن، منها 19 بلاغا في ما يخص القمامة، وبلاغ واحد في التحرش، وآخر في البنزين، و16 بلاغا في ما يخص المرور، وثلاثة بلاغات بخصوص الكهرباء، وبالتالي تكون أكثر البلاغات المقدمة تتعلق بتراكم القمامة في الكثير من الأماكن، يليها المشكلات المتعلقة بالمرور، وهي مشكلات يزداد تراكمها يوما بعد يوم.

وتستطرد: «نحاول الترويج للموقع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي كالـ(فيس بوك) و(تويتر)، ونجحنا إلى حد ما في تعريف عدد لا بأس به، حيث وصل عدد المتابعين لصفحتنا على الـ(فيس بوك) إلى ما يقرب من ألف شخص، وهو عدد مناسب بعد شهر فقط، كما تفاعل عدد من المتطوعين معنا لحل بعض المشكلات حيث تطوع بعض الأفراد لحل مشكلات القمامة في منطقة سيدي بشر في الإسكندرية».

وتنهي نيفين حديثها قائلة: «أملنا أن تساهم التكنولوجيا التي حاولنا استغلالها من خلال الموقع في إحداث تغييرات في المجتمع مثلما حدث وأسهمت من قبل في إحداث ثورة، وأن يصل صوتنا إلى كل فرد ليصبح قادرا على المشاركة الإيجابية، وأيضا أن يكون الموقع بمثابة قاعدة بيانات للمسؤولين عن المشكلات التي تواجه المجتمع وأفراده ليكونوا على اتصال دائم بالناس ولا يتكرر ما كان يحدث قبل الثورة».