إيرين يوسف.. أول سائقة سباقات سرعة في مصر

قالت إنها ستبذل كل ما بوسعها لكي لا تترك هوايتها التي تحبها

«العربة الطائشة» أدخلت إيرين يوسف سباقات السيارات (تصوير: عبد الله السويسي)
TT

«إيرين يوسف».. شابة مصرية تؤمن بالمغامرة وتعشق التحدي، وهو ما يعكسه تفضيلها إحدى الهوايات التي تقتصر عادة على الرجال، فمنذ نعومة أظافرها عشقت مشاهدة سباقات سيارات السرعة، ومع تخرجها اتجهت إلى الدخول إلى حلبة هذه السباقات وعدم المشاهدة فقط، من خلال احتراف قيادة السيارات، لتصبح أول سائقة لسباقات السرعة في مصر.

أصرت إيرين (35 عاما) على خوض هذه الهواية الصعبة رغم الانتقادات التي واجهتها في البداية، ومع التدريبات المستمرة بدأت الرحلة نحو الاحتراف. عن ذلك تقول: «كانت بدايتي مع سباقات السيارات بالمصادفة، عندما سمعت عن أحد سباقات (الأوتوكروس) التي كانت تقام في مصر تحت اسم (العربة الطائشة)، ولكنني لم أستطع الاشتراك في تلك السباقات أولا لأنني لم أتعلم القيادة إلا في المرحلة الجامعية، كما أن انشغالي بالدراسة منعني من التفكير في أي شيء آخر. وبعد التخرج بحثت كثيرا عن مكان للتدريب، لكنني قابلت صعوبات كثيرة لعدم توافر مثل هذه الأماكن، حتى تعرفت في النهاية على أحد أشهر سائقي السيارات في مصر، وهو ياسر الشامي، الذي أدين له بالفضل في تعليمي مهارات القيادة، خاصة بعدما شعر بأن لدي الاستعداد والجدية للتعلم، وبعد ذلك أكملت تدريبي بنفسي وبدأت أدخل مجال سباقات السيارات بشكل أكثر احترافية».

تعرضت إيرين للكثير من السخرية في بداية الأمر، حيث واجهت كثيرا ردود الفعل السلبية من الجمهور تجاهها كفتاة تشترك في سباقات السيارات، ولكنها لم تهتم بتلك الانتقادات أو السخرية، لأنها كانت تضع أمامها حلما تتمنى تحقيقه، وفي سبيل تحقيقه كانت تدرك أن الأمر لن يمر بسهولة؛ لذا كانت تتغاضى عما يعيق تحقيق هذا الحلم. كما كان يضايقها تجاهل البعض لها عندما يعرفون أن المتسابقة فتاة، فيعتقدون أن الأداء سيكون سيئا، وتشير إلى أنها مع الوقت استطاعت أن تغير هذه الفكرة السائدة لدى الجمهور، من خلال «التراكات» التي تقدمها، والتدريب المستمر ليخرج أداؤها في النهاية بشكل مميز.

وعن رأي أسرتها في دخولها هذا المجال الذي يقتصر عادة على الرجال، تقول إيرين: «لم أجد أي معارضة من أسرتي، لأنهم يحترمون رغبتي جدا، ويعرفون أنني أعشق سباقات السيارات لدرجة أنه من الصعب أن يحرموني منها، ولكنهم بالطبع يخافون علي من مخاطر السرعة الزائدة في سباقات السرعة، لكنني أقنعتهم بأنه يتم تأمين حلبات السباق بصورة جيدة لتفادي أي حوادث لا قدر الله».

وعن التدريبات التي تقوم بها، تقول: «أتدرب كلما تتاح لي فرصة التدريب، ولكن كلما اقتربت مواعيد السباقات زادت ساعات التدريب». وتؤكد أنها تحاول التدريب في أماكن واسعة إلى حد ما، لأنه لا توجد أماكن في مصر متخصصة للتدريب على القيادة المحترفة، لذلك فهي تبحث عن الشوارع الواسعة الخالية من الناس لكي تتدرب بالشكل الصحيح.

وعن أكثر الصعوبات التي واجهتها إيرين أثناء التدريبات، تؤكد أنها عانت كثيرا عند تعلمها لف السيارة ثلاثمائة وستين درجة حول نفسها، فهي الحركة التي بها صعوبة كبيرة، ليس لأنها فتاة فقط، فهو أمر يصعب أيضا على كثير من المتسابقين الشباب؛ ولكن لأنه يحتاج إلى درجة عالية من التركيز حتى يخرج بالشكل الصحيح لأنه إذا خرج بشكـل غير صحيح من شأنه تدمير «موتور» السيارة بشكـل كامل وإلحاق ضرر كبير جدا بها.

وتلفت إيرين إلى أنها بدأت أيضا تهتم بركوب الدراجات النارية (الموتوسيكـل)، كونها تعشق كل ما له محرك، وتتمنى أن تحترف ركوبها بنفس درجة احترافها ركوب السيارات.

وبلغة الخبراء تتحدث عن الفرق بين سباقات السيارات في مصر ودول العالم، قائلة: «تختلف سباقات السيارات في مصر عن مثيلاتها في كل أنحاء العالم من حيث نوعية السباقات، فالسباقات لها أنواع كثيرة، فكثير منها يكون سباقات سرعة، أي يحصل صاحب المركز الأول على اللقب بعد أن يسابق كـل السيارات التي تتسابق معه، ولكن في السباقات المصرية يكون السباق ضد الزمن، وهو أحد أنواع السباقات المعروفة عالميا، حيث يقام في الكثير من الدول، والمكسب فيه يكون من خلال تنفيذ الأوامر بسرعة ودقة ومهارة عالية دون حدوث أي أخطاء وفي زمن قياسي».

وتؤكد أول سائقة لسباقات السرعة أنها لاحظت أن كثيرا من الفتيات يرغبن في الاتجاه لسباقات السرعة، ولكنهن لا يستمررن فيها بسبب الظروف العائلية والحياتية، كالزواج والإنجاب أو السفر أو العمل. وتبين إيرين أنها رغم مواجهتها حتما لنفس تلك الظروف؛ فإنها تؤكد عدم استسلامها لها، وأنها سوف تبذل كل ما بوسعها لكي لا تترك هوايتها التي تحبها.

وتنصح إيرين كل فتاه لديها هواية سباقات السيارات أن تحضر سباقات «الأوتوكروس» حتى تتعرف عن قرب على مناخ السباقات وتتعايش معها، وتبدأ بالبحث عن مدرب جيد يساعدها ويسير معها خطوة بخطوة حتى تصل إلى درجة الاحتراف، وعليها أن تحاول الوصول إلى السائقين لتستمع لنصائحهم وإرشاداتهم.