القرية العالمية بدبي.. تناغم النكهات والثقافات من أنحاء العالم

عروض فلكلورية وألعاب نارية وعروض النوافير الراقصة ومأكولات متنوعة

القرية العالمية في دبي
TT

القرية العالمية، تشكيل مصغر لما يمكن أن يكون عليه العالم، فهنا يجد الزائر جميع الدول ممثلة بما تشتهر به من منتجات وبضائع وفلكلور وتراث وأجواء، تساهم في إذابة الجليد عن مشاعر الحنين التي يفكر بها نحو 200 جنسية تعيش وتعمل في دبي والإمارات. هذا العالم المصغر يمتد من بلدان آسيوية وأفريقية، تقدم ثقافاتها المتنوعة بأشكالها الغزيرة في التراث والفلكلور والطعام والسلوك.

شهدت القرية العالمية منذ انطلاقتها قبل خمسة عشر عاما زيادة متنامية في أعداد الزائرين من مختلف أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، زادت أعداد الدول المشاركة بصورة مذهلة، مما يدل على حجم النجاح الذي حققته القرية العالمية. وكانت الانطلاقة الأولى لها في عام 1996، حيث كانت في صورة مكان صغير يقع على طول خور دبي، ويضم أكشاكا صغيرة لبيع المنتجات والحرف اليدوية من دول مختلفة، واستطاعت استقطاب أكثر من 500 ألف شخص خلال موسمها الأول. وبعد نجاح الفكرة، استمرت القرية العالمية كعهدها متجددة تلبس حلة جديدة مطلع كل يوم وتتطلع إلى استقطاب المزيد من الزائرين من كافة أنحاء المنطقة لتتيح لهم فرصة الاستمتاع بعروض تراثية وفلكلورية إضافة إلى العروض والحفلات الغنائية التي تقام على خشبة مسارحها، وفي داخل الأجنحة المشاركة التي يبلغ عددها 37 جناحا تمثل أكثر من 65 دولة.

وسرعان ما تحولت بمرور الزمن إلى وجهة سياحية وعائلية مميزة للثقافة والتسوق والترفيه في الهواء الطلق، تمتد على مدى ستة أشهر، وتستقطب ملايين الأشخاص من مختلف أنحاء الإمارات ودول الخليج العربي، لأنها تمزج بين الثقافة والتسوق والترفيه. وهي عناصر قلما تجتمع في مكان واحد. وأدى الإقبال المطرد من قبل زوار القرية العالمية إلى زيادة مدة الفعاليات في السنوات الماضية، وإلى تمديد فترة نشاطها لموسم 2012 و2013 إذ ستبقى أبوابها مفتوحة لـ161 يوما، من 21 أكتوبر (تشرين الأول) حتى 30 مارس (آذار) المقبل. وحول هذا التمديد، أكد الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، سعيد علي بن رضا، لـ«الشرق الأوسط»، أن «تمديد موسم القرية العالمية للعام الحالي يأتي استجابة لطلب الجمهور والعارضين، وبهدف إسعاد زوارها الذين وصل عددهم في الموسم الماضي إلى خمسة ملايين زائر». مضيفا أنه: «يتعاون فريق العمل في القرية العالمية، كل عام، بشكل وثيق مع الشركاء الاستراتيجيين والمستثمرين بهدف ابتكار فعاليات وأنشطة مشوقة لتشجيع العائلات المحلية والزوار للاستمتاع بالوجهة الترفيهية التي تتناغم فيها النكهات والثقافات من مختلف أنحاء العالم في موقع واحد».

وتشكل القرية المكان الأمثل لمشاهدة العروض الفلكلورية والاستعراضات الحية الرائعة، والألعاب النارية، والاستمتاع بتناول تشكيلة متنوعة من المأكولات العالمية، واقتناء وشراء أروع أصناف السلع والبضائع والمنتجات من جميع أنحاء العالم، فضلا عن قضاء أمسيات ساحرة، تعززها ممارسة ألعاب ترفيهية مسلية. وتتميز إدارة القرية العالمية بحرفية عالية من حيث تأمين كل الاحتياجات، ومنها الأمن الذي يضمن سير هذه الفعاليات وبهجة الزوار. والإحساس بالطمأنينة هو أحد عناصر نجاح القرية العالمية كما هو الحال في دبي وعموم الإمارات. وتعايش الجنسيات واتفاقها على التمتع في مكان واحد، يعتبره كل واحد من هذه الجنسيات، مخصصا له - دليل على كونية الانتماء إلى البشرية عامة. فهذه القرية تحقق ما يصبو إليه الفلاسفة من أن اغتراب الإنسان يزول عندما يحقق اللعب ويمزجه بالعمل، فالدخول العالية للأفراد تضمن إنجاز فكرة اللعب والترفيه والتسوق، وهو ما توفره القرية العالمية.

وتتوج قائمة العروض الجديدة في القرية العالمية فرقة الفلكلور الجزائري «الأحلام»، حيث تقام أربعة عروض يوميا على مسرح الثقافة العالمي، ويتضمن العرض ثلاثة فواصل من صميم الفلكلور الجزائري البديع الذي يعكس البعد الثقافي لأكبر دولة في أفريقيا وفي الوطن العربي من حيث المساحة. وكذلك بدء فعاليات عرض اللوح المتأرجح الصربي الذي يسجل أول ظهور له في المنطقة، ويقام على خشبة المسرح الذي صمم خصيصا في القرية العالمية لاستضافة مثل هذه العروض النابضة بالحياة. ويضم العرض فواصل أكروباتية والتأرجح على اللوح والقفز في الهواء ليستمتع الزائرون من الكبار والصغار بهذه العروض الفنية التي تشتهر بها أوروبا. أما العروض الثقافية والعروض المتجولة، فهي تشمل الألعاب النارية وعروض النوافير الراقصة وحلقة طبول المجتمع، إضافة إلى الكثير من العروض التي تسجل ظهورا لأول مرة في القرية العالمية.

وتحرص إدارة القرية العالمية على الارتقاء بخدماتها وتقديم كل ما هو جديد ومتفرد، لتهيئ أجواء من الفرح والمتعة لزائريها وفرصة التعرف على التراث الفلكلوري للشعوب والتسوق من الأجنحة المشاركة والأكشاك وتناول الأطعمة النادرة من موائد العالم الذي يجتمع تحت مظلة معلم ثقافي ترفيهي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة.