طفرة الأسماك تقلل الإقبال على الدواجن في غزة

الغزيون ينسبون الفضل لتطبيق تفاهمات التهدئة

صيادون فلسطينيون يحتفون بصناديق تحتوي على أنوع الأسماك في ميناء غزة (رويترز)
TT

على بعد مائتي متر يرقب أبو جمال، صاحب محل بيع لحم الدجاج في طرف مخيم المغازي للاجئين، وسط قطاع غزة، العشرات من الأهالي في المخيم، الذين كانوا يتنقلون بين بسطات السمك الطازج، التي نصبت في الميدان الرئيس الذي يتوسط المخيم.

وعلى الرغم من أن هذا كان يوم الجمعة الماضي، الذي كان يكثر في العادة فيه زبائن أبو جمال، فإن عددا قليلا من الزبائن تردد على محله للحصول على لحوم الدواجن هذه الأيام، بسبب الزيادة الكبيرة في عرض السمك، مما أدى إلى انخفاض سعره بشكل نسبي، وهو ما يفسر زيادة إقبال الناس على شرائه. وقد جاء ارتفاع حجم صيد الأسماك في أعقاب تطبيق تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها بشكل غير مباشر بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية برعاية مصرية، وهي التفاهمات التي أنهت التصعيد الحربي الأخير على القطاع. وضمن هذه التفاهمات وافقت إسرائيل على زيادة مدى العمق الذي يمكن لصيادي غزة أن يصلوا إليه في عرض البحر، حيث بات بإمكان الصياديين أن يصلوا حتى عمق ستة أميال، بدلا من ثلاثة أميال، كما كانت عليه الأمور قبل الحملة العسكرية الأخيرة.

عبد الرحمن عودة، الذي يعمل في مجال التجارة، يرى أن وفرة السمك هي أحد العوائد الإيجابية لأداء المقاومة الفلسطينية في الحملة الأخيرة.

من ناحيته يؤكد محفوظ الكباريتي، رئيس الجمعية الفلسطينية للصيد، أن هناك وفرة بالأسماك حاليا، مع العلم أنه هناك كان نقص في الأسماك قبل الحملة الأخيرة، بسبب القيود التي كانت تضعها إسرائيل على صيد الأسماك، وتعمدها تضييق الخناق على الصيادين. ويشير الكباريتي إلى أن توسيع منطقة الصيد أدى إلى اكتشاف مناطق صيد جديدة. ويستدرك الكباريتي قائلا إنه على الرغم من الوفرة في صيد الأسماك، فإن الأمر لم يصل إلى حد إشباع السوق الغزية.

ومن أنواع الأسماك الجديدة التي يتم اصطيادها حاليا بعد توسيع نطاق الصيد: الجربيدي والفريدي التي يتم اصطيادها في المناطق الرملية، في الوقت ذاته زاد إنتاج القطاع من أسماك: السروس والذهباني والبوري والمليطي والترخون والأقلام والجمبري الذي بات يتوفر بأسعار مناسبة، وكذلك أسماك: الغزلان والبلميدا والسريدة. وعلى الرغم من أنه يتم حاليا تهريب كميات من الأسماك المصرية لقطاع غزة، فإن القطاع ينفرد في المقابل بتصدير سمك السلطعون لمصر. وتفرض حكومة غزة رقابة شديدة على الأسماك التي يتم تهريبها من مصر، حيث إنه تم إتلاف كميات من هذه الأسماك بعد أن تبين فسادها. وعلى الرغم من بعض المضايقات التي يتعرض لها الصيادون في عرض البحر من قبل سلاح البحرية الإسرائيلي، فإن هناك مؤشرات تدلل على إن إسرائيل معنية باحترام ما تم التوافق عليه. وضمن هذه المؤشرات سماح إسرائيل لأول مرة بدخول الكثير من مواد البناء للقطاع، حيث قرر من يعرف بـ«منسق شؤون الضفة الغربية وقطاع غزة» في وزارة الدفاع الإسرائيلية السماح بإدخال 20 شاحنة حصمة لقطاع غزة، من أجل مواصلة مشاريع إعادة الإعمار.