لبناني يحاول إدخال مجسم لموسوعة «غينيس» في الموسوعة العالمية

في خطوة غير مسبوقة.. وبعد أن أعد أكبر شبكة «سودوكو» في العالم

كرباج يعد شبكات الكلمات المتقاطعة («الشرق الأوسط»)
TT

هي فكرة لم تخطر ببال أي من المبدعين أو الفنانين، وفي حال كتب لها أن تبصر النور، فسيكون صاحبها الأول في لبنان والعالم، الذي ينجح في إدخال مجسم لموسوعة غينيس في موسوعة غينيس العالمية نفسها، كأفضل حدث أو إنجاز سيقدم للموسوعة منذ إصدار النسخة الأولى منها في 27 أغسطس (آب) 1955، علما بأن هناك الكثير حول العالم ممن يضحون بحياتهم أو مالهم لقاء إسم في هذا الكتاب المرجعي السنوي، والذي يحتوي على الأرقام القياسية العالمية المعروفة.

«الشرق الأوسط» التقت مؤخرا الفنان جوزف كرباج وأجرت حوارا معه عن فكرته، فقال مستهلا شرحه: «المشروع هو عبارة عن إقامة وتنفيذ أربعة مجسمات كبيرة لموسعة غينيس، اثنان منها مكونان من البرونز الخالص النقي، وآخران مصنوعان من مادة (البلاكسي غلاس) الشفافة والنقية لتفي بالغرض المطلوب».

وأضاف كرباج: «يوضع المجسم الأول المصنوع من البرونز أمام مبنى مؤسسة غينيس في لندن، وآخر من البلاكسي داخل بهو المؤسسة، بحيث يبرز من خلاله فكرة العمل والمنتج الذي كان وراءه، بينما يتم تركيز المجسمين الآخرين البرونزي خارج المؤسسة ليكون محط أنظار الجميع، والبلاستيكي في بهو المؤسسة أيضا ليكون ظاهرا للجميع».

ويبدي كرباج سروره بهذا الفكرة التي سينفرد بها عن غيره كأفضل فكرة وأكبر مجسم، مؤكدا، أن الهدف منها هو إظهار الموسوعة بحلة جديدة، والتعبير عن التكريم الدائم لها، كون المشروع لا يتوقف عند هذا الحد، بل هو مستمر، من خلال إدخال قسم جديد متمم للعمل السابق.

ويشدد ابن بلدة أبلح (في البقاع الأوسط) على الاستمرار بالفكرة ما دامت مؤسسة غينيس موجودة مما سيسلط عليها الأضواء المتأتية من عدسات وأقلام الصحافة المحلية والعربية والعالمية، بهدف تغطية الحفل السنوي، وهو عبارة عن تركيب مكمل للمجسمات، وآنذاك ستحدد المؤسسة موعدا لاستقبال راعي العمل، مما يعكس صورة نقية عن قدراتنا وحضارتنا كأمة عربية. ويكتفي كرباج بسرد الشهرة المنتظرة وديمومة هذا العمل في كل سنة، لافتا إلى أنها ليست كغيرها لا من ناحية المضمون والأسلوب والنوعية، تاركا تفاصيل كثيرة ترافق إنتاجها تطرح في حينها، في حال حالفه الحظ ولقي التشجيع الكافي لترجمتها.

طموح كرباج لم يتوقف هنا، فهو يعتبر أول من تمكن من إعداد أكبر شبكة سودوكو في العالم، وقام بإرسالها إلى موسوعة غينيس وهي مؤلفة من 81×81 مربعا أفقيا وعموديا، أي ما مجموعه 6561 خانة تملأ وفقا لقواعد اللعبة المعروفة، وقد حصل على ملف خاص باسمه وأصبح عضوا في الـ COMMUNITY.

ووفق كرباج فقد استغرق تحضير هذه الشبكة 3 أسابيع، وبمعدل خمس ساعات يوميا، مشيرا إلى أن حلها يتفاوت بين الأشخاص واهتماماتهم وهواياتهم، وربما يتطلب مدة شهرين لتحقيقه. وفي جعبة كرباج شبكة عملاقة من الكلمات المتقاطعة تعطي فكرة عن المراحل التاريخية التي أسهمت في تأسيس المملكة العربية السعودية، ساردا في داخلها جميع الإنجازات والسياسة الحكيمة التي اتبعها الملك فيصل (رحمه الله)، وهي بقياس 50 × 30 من دون شبكة الحل التابعة لها والمنفصلة عنها، أي ما مجموعه 1750 مربعا، كما باشر منذ أشهر بإعداد شبكة كبيرة من الكلمات المتقاطعة تحمل جميعها تعريف ومعلومات عن مدن إنجليزية.

وقال كرباج إن: «هذا النموذج من العمل يتطلب جهدا (وطواعية وخبرة فريدة، نظرا) لمساهمتها في تقوية معلومات القارئ بفضل قراءته وحله للشبكة والتي تحمل موضوعا واحدا»، معتبرا: أنه نادرا ما يتجرأ أحد على القيام به؛ لأنه بحاجة إلى معد متمكن من معلوماته العامة، ولديه قدرة وطواعية في تركيب الكلمات أفقيا وعموديا، بينما يتجنب كرباج الحشو في الكلمات المستخدمة. منذ عمر الـ11 عاما كان الأخ الأكبر لكرباج (وهو دكتور في اللغة العربية) يشجعه على حل الكلمات المتقاطعة والمرادفات، بعدها راح ينكب على قراءة الموسوعات والقواميس، معتمدا «عليها في عمله، حتى تخطى هدفه حدود التسلية وصولا إلى المعرفة والثقافة». منذ صغره كان كرباج يحب تفكيك الألعاب والأشياء ثم يعيد تركيبها من جديد، كفك إطارات السيارات الصغيرة ثم إعادة تركيبها بدقة مع بقية القطع. حتى اليوم بلغ عدد شبكات الكلمات المتقاطعة التي قام كرباج بنشرها أكثر من 60000 على صفحات أبرز الصحف والمجلات اللبنانية وفي ذلك يعلق: «ما زلت أشعر عند إنجاز كل عمل أو شبكة بأنني ملكت الكون».

وانطلاقا من عمله كمضيف طيران في شركة طيران «الشرق الأوسط» لمدة 23 عاما، لاحظ كرباج أن الطفل هو أخطر راكب على الطائرة؛ لأنه من الصعوبة ضبطه، فكان أن قام بتأليف كتيب باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية خاص بالسلامة العامة، وفي كيفية التصدي للحريق الذي قد ينشب في الطائرة، وهو صالح لجميع الأعمار.

كما يفسر في هذا الكتيب أهمية عالم الطيران، ويركز على الإسعافات الأولية، لافتا الانتباه إلى أمكنة مخارج الطوارئ واستعمال مطافئ الحريق حسب نوع كل حريق.

وفي الوقت نفسه كان كرباج يقوم بإعداد صفحات الكلمات المتقاطعة باللغات الثلاث لمجلة شركة «طيران الشرق الأوسط»، وهو يعتبر حتى اليوم أول من أعد وصمم ونشر ألعابا جديدة باللغات الثلاث، وأول من ابتدع أسلوبا وطريقة لمنهج أكاديمي مبرمج ووضعها للطلاب داخل شبكات كلمات متقاطعة، وأول من أعد شبكات خاصة جدا مثل افتتاحيات الصحف والمقالات والدراسات في جميع ميادين العلم.

ويختم بأنه أول من ابتكر لعبة تفوق فيها كثيرا على لعبة السودوكو وأطلق عليها «جوكر بيج» والتي ينشرها بالأحرف ضمن دوائر، وبحسب عدد أحرف الكلمة، ويمنع فيها تكرار الحرف ذاته في الكلمة، كما داخل الدائرة وضمن دوائرها الصغيرة.