سفريات البلاش

أحمد صادق دياب

TT

مذهل هذا الإحساس لدى البعض بأن كل إنسان على وجه الأرض له ثمن.. فهم ينظرون إلى الإنسان على أنه سلعة، يمكن شراؤه، ويمكن مبادلة مواقفه وأفكاره بحفنة من الريالات الملوثة الموجودة بين أيديهم..

يحددون قيمة الإنسان بقدرتهم على شراء صمته، وتسيير أفكاره لتصبح متوازية مع آرائهم، وإن كانت خاطئة وظالمة ومتوحدة الشكل.

بالتأكيد شجعتهم على ذلك تجارب سابقة مع بعض من باعوا ذممهم، واستسلموا لإغواء الشيطان، وسلموا قيادة أنفسهم لغيرهم ليلعب بها أمام أعينهم، وتموت الحسرة في عيونهم ويمسحونها من قلوبهم بشيء من المال والسيارات وسفريات «البلاش».

نلوم من؟ من دفع أم من قبض؟ سؤال عجيب إجابته لا تخرج عن الاثنين. فالأول مارس سلطوية المال لإعادة زمن الرقيق بشكل مختلف، والآخر رضي وخضع وخنع أن يكون معول هدم لذاته وكرامته قبل المستهدفين من خارج الدائرة الضيقة التي تحيط بهم.

حقيقة تؤلم أكثر من غيرها، عندما يصبح بعض الإعلام الرياضي أسير نزوات، ويتحول إلى أدوات لا تملك من زمام نفسها سوى الاسم، بعد أن ماتت في دواخلهم القدرة على الاحتفاظ بشيء من كرامة الموقف وحرية التعبير وسلامة القصد.

موت الضمير في هذه الأيام هو الموت الحقيقي الذي يجب أن نقيم له العزاء.

الصورة ليست قاتمة إلى هذا الحد، وليست سوداوية إلى درجة البكاء، ولكن من يرض على نفسه الهوان فبالتأكيد سيرضاه ويتمناه للآخرين.. ولكن هناك دوما أقلاما لا يمكن شراؤها، ولا يمكن أن يعرضها أصحابها للبيع، وبالتالي لا ثمن لها أبدا إلا الحقيقة والحقيقة الكاملة فقط.

شكرا للرسالة التي وصلت، واستقرت في مكانها الطبيعي الذي تستحقه وهو صندوق النفايات.. فأنا أحسب نفسي من الذين لا تقوى على شرائهم وضمهم إلى جوقة المشجعين معصوبي الأعين.

اليوم يلتقي الاتحاد والاتفاق في مباراة مهمة جدا للفريقين، مع اختلاف الطموح والأهداف، ورغم تفاوت موقع الفريقين في الدوري إلا أنني أعتقد أنها ستكون مباراة متكافئة جدا، وإن كانت كفة الاتحاد الأرجح، ولكن الاتفاق قادر على تعويض الفرق بجمهوره الكبير وحيوية يحيى الشهري.

لو سألت الذين يهاجمون السيد الرزوقي رئيس الاتحاد عن الأخطاء التي وقع فيها وبسببها يهاجمونه! لما استطاعوا تحديد سبب واضح ومقنع واحد، ولكنهم لم يتعودوا على الشفافية والوضوح، وترك الآخرين يعملون بنظام مثالي من دون دسائس أو مؤامرات في الظلام، وبالتالي لا يستطيعون فهم ما يجري من تجديد.

بيع قنوات «راديو وتلفزيون العرب» الرياضية في واقع الأمر خسارة كبيرة على الإعلام السعودي لن نشعر بها إلا بعد أن نهضم ونتفهم ما حدث.. شكرا صالح كامل على ما قدمته لنا، رغم تحفظنا على بعض السلبيات التي واكبت مسيرة هذه القنوات.