الناصر وأزمته مع الحكم الأجنبي

موفق النويصر

TT

نقل عبد الله الناصر رئيس لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد السعودي لكرة القدم، خلال مداخلة تلفونية له عبر برنامج «الصافرة» على «الرياضية» السعودية، قولا نسبه للأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، حول المطالبين بالحكام الأجانب لتحكيم مباريات الدوري، بأن عليهم أن يتجرعوا مرارة مطالبتهم بالحكم الأجنبي، في الوقت الذي لم يتقبلوا فيه أخطاء الحكم السعودي.

الناصر خلال حديثه أبدى استغرابه من سعي «البعض» إلى تشويه سمعة الحكم السعودي والتقليل من قدراته خلال قيادته لمباريات الدوري.

القول الذي ساقه الناصر، خلال تقييم الحكم الدولي عمر المهنا للأحداث التي صاحبت مباراة فريقي الأهلي والنصر، خلال دوري «زين» التي أدارها الحكم المجري زسولت سزابو، وانتهت بالتعادل (3/3)، هذا القول يمكن قراءته من أكثر من زاوية؛ إحداها أن الأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم تتعمد الاستعانة بحكام أجانب دون المستوى، مجاملة للجنة الحكام، لتبرير وقوع جميع الحكام (سعوديين وأجانب) في الأخطاء، وبالتالي إجهاض فكرة الاستعانة بالحكم الأجنبي في المباريات الحساسة، والتي تطالب بها الأندية، للتخفيف من حدة الاحتقان التي تصاحب تلك اللقاءات.

المستمع لحديث الناصر لا يخالجه شك أن رئيس لجنة الحكام الرئيسية بعيد كل البعد عن أسباب مطالبة الأندية للحكم الأجنبي لإدارة مبارياتها المهمة، حيث يتحدث الناصر عن تشكيك «البعض» في أمانة وكفاءة الحكم السعودي، والتركيز على أخطائه وتناسي أخطاء الأجنبي، وهذا بعكس ما يردده الكثير من مسؤولي الأندية، عن ثقتهم الكاملة في أمانة ونزاهة الحكم السعودي، ولكن معايشته للأحداث والتجاذبات الرياضية التي تتم بين الأندية، تجعله عرضة للتأثر بها، ما ينعكس سلبا على تركيزه أثناء المباريات، وبالتالي وقوعه في الأخطاء.

وأعتقد أن لقاءي مصر والجزائر خير مثال على ذلك، فبينما نجح الحكم الجنوب أفريقي جيروم دامون في إدارة مباراة القاهرة، رغم حالة الشد التي سبقت المباراة، فقد أخفق السيشلي ايدي ماييه في الخرطوم، بعد أن بلغ الشحن الزائد بين الفريقين وجماهيرهما بعد لقاء القاهرة إلى مرحلة وصلت أصداؤها على الاتحادين الأفريقي والدولي، ما أثر سلبا على ماييه قبل أن يصل إلى أرض السودان.

كان الأولى بالناصر وهو الخبير التحكيمي أن يستغل مطالبة الجميع بالحكم الأجنبي بالعمل مع الأمانة العامة على إشراك الحكم السعودي في مباريات رسمية خارجية، خليجية كانت أم عربية أو آسيوية، لإعادتهم إلى حساسية المباريات، ولمنحهم الثقة والخبرة اللازمين في التعامل مع المباريات الجماهيرية، خاصة إذا علمنا أن معظم الحكام الحاليين من محدودي الخبرة، وهم بحاجة أكيدة للحصول عليها في أجواء بعيدة عن الشحن والضغط النفسي. وهو (أي الناصر) مطالب أيضا من خلال موقعه الحالي بالعمل على إقرار برنامج يحمي الحكام من المؤثرات الخارجية، كما هو معمول به في معظم الاتحادات الأوروبية، التي تمنح حكامها حصانة كاملة من التهكم أو التهجم عليهم. وليس بعيدا عنا ما أصدره الاتحاد الإنجليزي قبل أيام بحق السير أليكس فيرغسون المدير الفني لفريق مانشيستر يونايتد، حينما فرض عليه عقوبة الإيقاف 4 مباريات مع غرامة بقيمة 20 ألف جنيه إسترليني (نحو 120 ألف ريال) قابلة للزيادة في حال تكرر ذلك منه، فقط لأنه وصف الحكم آلن وايلي، الذي أدار مباراة فريقه مع سندرلاند، بأنه يفتقد اللياقة البدنية لقيادة مباراة على هذا المستوى.