الأندية «المأزومة» وحمى التصريحات

موفق النويصر

TT

أثار التصريح الذي أطلقه خالد البلطان، رئيس نادي الشباب، منتصف الأسبوع الماضي، بعد نهاية مباراة فريقه مع نادي الاتحاد، لإحدى القنوات الفضائية، حول رؤيته «الشخصية» لمفهوم الأندية الكبيرة (داخل الملعب)، ردود فعل حادة وواسعة لدى مسؤولي بعض الأندية السعودية.

وحقيقة لا أعلم سببا لهذه الحدة في الرد على البلطان بعد دقائق من انتهاء المباراة، عبر برنامج على الفضائية ذاتها، رغم أنه لم يسمِ أي ناد في تصريحه، كما أنه لم يشكك في جماهيريتها، كما فعل أحدهم حينما شكك في البطولات التي حققها الشباب في السنوات الأخيرة، حيث أوضح البلطان في تصريحه أن هناك واقعا جديدا لمفهوم الأندية الكبيرة (داخل الملعب) في السعودية مختلفا عما كان عليه الحال في السابق أيام الآباء والأجداد، يتمثل في الهلال والشباب والاتحاد، وهذا الواقع يختلف عن التصنيف القديم السائد بأن الأندية الكبيرة الأربعة هي الهلال والاتحاد والنصر والأهلي، عطفا على تاريخها وإنجازاتها وجماهيريتها.

والبلطان في مقولته هذا لم يجافِ الحقيقة أبدا، خاصة إذا ما علمنا أن أندية الهلال والاتحاد والشباب تسيطر ومنذ سنوات على مختلف البطولات السعودية، وتتعاقب على تحقيقها في كل عام، بخلاف بعض الاستثناءات التي تقوم بها بعض أندية الوسط على فترات متباعدة، والتي لا تغير من واقع الأمر كثيرا.

ويبدو أن الأندية «المأزومة» التي تعاني تذبذبا واضحا في مستوى فرقها الأولى، لم تشفع لها، أمام جماهيرها، الانتصارات التي حققتها على مستوى الفرق السنية المختلفة، لذلك تحاول التغطية على ذلك، بافتعال معارك جانبية، أو إطلاق تصاريح نارية تجاه مخالفيها، كما حدث أخيرا مع رئيس نادي الشباب، لصرف النظر عن واقعها المرير، وما تتعرض له من انتكاسات في بطولات الموسم حتى الآن.

واقع الأمر أن هذه الأندية التي ملأت الإعلام المرئي والمكتوب ضجيجا، قبل بداية منافسات الدوري، بالصفقات المعيارية التي عقدتها أو ستعقدها، والمعسكرات التي ستقيمها، والمباريات الداخلية والخارجية التي ستلعبها استعدادا للموسم، لم تحقق لجماهيرها ما وعدتها به، بدليل أن موقعها الحالي في سلم الدوري، لا يختلف كثيرا عما كان عليه وضعها في السنوات الماضية، وهو ما يتسبب لها في ضغط كبير أمام هذه الجماهير، التي تطالبها ليس بتحقيق إحدى البطولات الرئيسية فقط، بل بالمداومة على ذلك، وهو ما تعجز عن تحقيقه لأسباب مختلفة في كل عام، ليس المجال مناسبا للخوض فيها الآن.

لذلك عندما تأتي تصريحات مماثلة كتلك التي أطلقها البلطان، بعد فوزه الصريح على أحد الأندية الكبيرة فعليا، ومع اقتراب مسابقة الدوري من منتصفها، والفارق النقطي الكبير بين الأندية الثلاثة وأقرب منافسيها يتجاوز الاثنتي عشرة نقطة، فهي بالتأكيد ستحرك المياه الراكدة حول هذه الأندية ومسؤوليها، وستزيد من إحراجها أمام جماهيرها، التي لم يتبق لها سوى الإرث القديم الذي تحقق في فترة «الأجداد» لتدافع عنه، وبالتالي فهي مجبرة، عبر مسؤوليها وإعلامييها، على الذود عما تبقى لها من إرث، لتضمن بقاءها في دائرة الأضواء، قبل أن تنجح محاولات البلطان أو غيره من الطامحين في انتزاع حقهم الشرعي من الشهرة والأضواء، في سحبها منهم.