بثور في وجه القناة الرياضية

موفق النويصر

TT

سعدت كغيري من المهتمين بالشأن الرياضي، بقرار تكليف الأمير تركي بن سلطان، مساعد وزير الثقافة والإعلام، بالإشراف العام على القناة الرياضية السعودية، وقبل ذلك بالدور الذي قام به الزميل عادل عصام الدين، مدير القناة، والعاملون معه، في تطوير برامجها.

ويسجل لـ«الذهبية» كما يطلق عليها محبوها، متابعتها للأحداث الرياضية المرتبطة بكرة القدم المحلية والعالمية لمختلف المناسبات، بحسب ما تسمح به حقوق النقل التلفزيوني، وكذلك محاولتها تخصيص مساحات مقبولة لبعض الألعاب الجماعية، لكسب قاعدة جديدة من الجمهور، ناهيك عن بعض البرامج الحوارية، التي تحظى بمشاهدة عالية.

ولكن المتابع المحب لـ«الرياضية»، تزعجه البثور، التي تنتشر بين الحين والآخر على وجه القناة، فتحجب بعضا من جمالها وبريقها، على الرغم من إمكانية تجنب العوامل المسببة لهذه البثور.

وتتمثل أولى هذه المسببات، عندما زجت إدارة القناة بعدد غير قليل من الوجوه الشابة، للعمل لديها كمراسلين ميدانيين لتغطية المباريات المحلية. والمتابع لهؤلاء المراسلين يستطيع أن يلمس مدى افتقارهم لأبجديات العمل الميداني، وعدم تأهيلهم بشكل يناسب هذا العمل، فأسئلتهم لا تخلو من الرتابة والتكرار، وفيها الكثير من العمومية، ومواجهتهم للكاميرا يبدو عليها الارتباك.

ويستطيع المشاهد لأي مباراة تنقلها «الرياضية» ملاحظة مدى تهرب الكثير من لاعبي وإداريي الأندية من إجراء لقاءات صحافية مع مراسلي القناة، متذرعين بحجج مختلفة، إما لتأخرهم عن المغادرة، أو لارتباطهم بأمور أخرى. ومن يمنعه خجله عن الاعتذار لا يتوانى في إبداء امتعاضه من الأسئلة المطروحة، إما لعدم صحتها أو لعدم دقتها، أو أنه يأخذ دور الأستاذ، ويحاول إعادة صياغة أسئلة المراسل بطريقة فيها الكثير من الإحراج له وللقناة.

الغريب أن اللاعبين أو الإداريين، المعتذرين، لا يتوانون عن التوقف على بعد خطوات من مراسلي «الرياضية» لمنح تصريحاتهم للقنوات الأخرى.

قد يقول قائل، إن هذا الأسلوب، وهو المتبع للأسف في بعض الصحافة المكتوبة، يؤتي ثماره مع الوقت، حيث يكتسب المراسل المعرفة المطلوبة تدريجيا. إلا أنني اختلف مع هذا الرأي، كون العمل الصحافي المكتوب، لا يخفى على العاملين فيه، أن الصيغة النهائية المنشورة ليست بالضرورة أن تكون هي المرسلة من قبل المراسل، فهناك فريق من العاملين بمختلف الأقسام تمر عليه القصة قبل نشرها، وهو ما لا يحدث مع المراسل الميداني، حيث إنه مطالب بإعداد أسئلته بنفسه عطفا على مجريات المباراة، ومن ثم طرحها على الضيف وتلقي الإجابة عليها.

الأمر الآخر الذي يشوه وجه القناة، حالة التشنج والفوضى التي تكون عليها بعض البرامج الحوارية، وإن كنت لا أنكر قدرة مقدمي هذه البرامج على إدارة دفتها في أحيان كثيرة، إلا أن الإصرار على مشاركة بعض الأسماء بشكل أسبوعي، جعل من كل حلقة جديدة امتدادا للحلقة السابقة.

كما أن بعض المشاركين، ممن يمكن وصفهم بالمشجعين أكثر من كونهم صحافيين أو نقاد رياضيين، لم يكتف بالمساحة المخصصة له في صحيفته اليومية لتصفية حساباته وخلافاته، بل يحاول جاهدا نقلها إلى شاشة التلفزيون، بطريقة فيها الكثير من الابتذال والإسفاف.

والأولى بفرق الإعداد تنويع المشاركين والمواضيع المطروحة للنقاش بشكل دوري، وإلزام المتحاورين بمحاور كل حلقة، وإبعاد الأسماء غير المتناغمة مع بعضها عن ذات الحلقة، لتجنيب المشاهد متابعة مهاترات وتهكمات ومحاولات انتقاص يقوم بها البعض ضد الآخر، وصولا إلى حلقات حوارية تحقق الإفادة والاستفادة.