لائحة «جائرة»

موفق النويصر

TT

أصدرت اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم، منتصف الأسبوع الماضي، قرارا بإلغاء نتيجة مباراة الهلال مع الشعلة، التي أقيمت ضمن مباريات مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، وانتهت بفوز الأول 4/صفر، على خلفية إشراكه 6 لاعبين فوق 23 عاما، مخالفا بذلك شروط البطولة، التي تنص على مشاركة 5 لاعبين فقط.

وتضمنت العقوبة أيضا اعتبار الشعلة فائزا 3/صفر، مع عدم تجيير نقاط المباراة له، بدعوى أنه لم يتنبه للمخالفة التي وقع فيها الهلال، بالإضافة إلى وقف لاعب الهلال سعد الذياب مدة شهرين.

وقبل هذا القرار وتحديدا في منتصف شهر أكتوبر الماضي، أصدرت ذات اللجنة قرارا بإلغاء فوز فريق الشباب على نظيره الوطني 1/صفر، ضمن نفس المسابقة، وتجيير النتيجة لصالح الوطني بـ3/صفر، على خلفية مشاركة لاعب الشباب عبد الملك الخيبري في المواجهة، رغم حصوله على بطاقتين صفراوين في مواجهتين سابقتين، الأمر الذي أفضى إلى وقف اللاعب مدة شهرين أيضا.

كلتا العقوبتين صدرت عن جهة واحدة، ولمخالفتين صريحتين تستوجبان سحب النتيجة من الفريق الفائز ومنحها للفريق الآخر، ولكن عقوبة الوقف التي شملت اللاعبين سعد الذياب وعبد الملك الخيبري، تضع أكثر من علامة استفهام حول لائحة العقوبات التي تعتمدها اللجنة الفنية، والتي لا أجد وصف لها أقل من أنها «جائرة».

ولا أعلم على أي أساس تمت المساواة بين المخالفتين، فلاعب الشباب شارك في اللقاء وهو يعلم بحصوله على بطاقتين صفراوين، وبالتالي بحسب نظام البطولة يمنع من المشاركة في هذا اللقاء. وما حصل، كما برره رئيس النادي خالد البلطان، في مداخلته التلفزيونية مع برنامج الجولة على ART، ناتج عن خطأ إداري في الفريق، الذي خلط بين بطاقات بطولة دوري «زين» التي تنص لوائحها على التوقف مباراة واحد بعد 3 كروت، وبطولة الأمير فيصل بن فهد، التي يتوقف فيها الاعب بعد حصوله على كرتين أصفرين.

ولكن في حالة لاعب الهلال سعد الذياب، فقد أدرج اللاعب ضمن المشاركين في المباراة بطريقة نظامية، وتمت الاستعانة به في اللقاء بعد إصابة زميله شافي الدوسري (تحت 23 عاما) بطريقة نظامية أيضا. ولم يصدر عن اللاعب أي جرم يستحق هذه العقوبة الجائرة، التي وُقّعت عليه.

وما يدعو للاستغراب أيضا أن المتسببَين الحقيقيَّين في الأخطاء التي حصلت في كلتا المباراتين، وهما سالم سرور، إداري الشباب، وفيصل الفرشان، إداري الهلال، اكتفت اللجنة «الموقرة» بلفت نظرهما، والتنبيه عليهما بالعودة إلى التعاميم وتطبيق اللوائح والتعليمات والشروط الصادرة في هذا الشأن.

وحقيقة لا أعلم ما الحاجة إلى اجتماع اللجنة الفنية بعد ثلاثة أيام من نهاية المباراة، لاتخاذ عقوبة منصوص عليها أصلا في لوائحها، ما دامت ليست لديها الجراءة لاتخاذ قرار مخالف لما هو منصوص عليه في اللوائح، خصوصا إذا كان هناك ما يبرره، كما هي الحال مع اللاعب سعد الذياب.

ولا أعتقد أن لوائح اللجنة الفنية أو غيرها من اللجان الأخرى، قرآن مُنزَل لا يجوز المساس بها، خصوصا إذا تبين أنها تعاني من قصور أو خلل سيتسبب في إيقاع ظلم وجور بأشخاص لم يصدر عنهم ما يستحق العقوبة.

لذلك فإن إدارة الهلالية مطالبة بالتعامل مع عقوبة الذياب، كما لو أنها صدرت بحق أحد لاعبيها الجماهيريين، كياسر القحطاني أو محمد الشلهوب، والتظلم بقوة لدى القيادة الرياضية، لرفع الظلم عنه، طالما أنها اعترفت بالخطأ الذي وقع فيه إداري فريقها، وتعهدت بمحاسبته، وتقبلت سحب نقاط المباراة منها.