متى تتخلى لجنة الحكام عن عنادها؟

موفق النويصر

TT

أعادت أحداث مباراة الاثنين الماضي بين الاتفاق والاتحاد في بطولة دوري «زين»، الحكم السعودي إلى الأضواء من جديد، وخصوصا بعد الأخطاء «الكارثية» كما سماها البعض، التي وقع فيها الحكم عبد الرحمن العمري ومساعداه.

المتابع المحايد للمباراة يستطيع أن يرى أن هناك عوامل عدة ساهمت في وصول المباراة للحال التي انتهت عليه، من ظهور 8 بطاقات صفراء، وطرد لاعبين، بالإضافة إلى الدماء التي سالت على أرض الملعب، والضرب الذي حدث بكرة وبدون كرة بين لاعبي الفريقين، وأخيرا ردة الفعل التي أظهرتها الجماهير الاتحادية ضد الحكام في نهاية اللقاء.

أول هذه العوامل كانت في ضعف مستوى الحكام الثلاثة المساعدين لحكم الساحة، الذين تحولوا مع مرور وقت المباراة إلى خصوم، بسبب قراراتهم الخاطئة وتشنجهم غير المبرر، ما انعكس سلبا على إداريي الفريقين، الذين أظهرتهم كاميرات التلفزيون في أكثر من مرة وهم يعترضون على كل قرار يصدره الحكم، إما منفردا أو بمشاركة أحد المساعدين، الأمر الذي شجع اللاعبين في عدم تقبل قرارات الحكم.

الأمر الآخر والأكثر أهمية هو المتعلق بالحكم العمري نفسه، الذي اعتمد في بعض قراراته على مساعديه وليس على رؤيته الشخصية، وبالتالي أصبحت أحكامه تقديرية أكثر من كونها يقينية، كما حصل مع إصابة فهد المفرج عندما اصطدم به قائد الاتحاد محمد نور، فمنح الأخير بطاقة حمراء بعد أن رأى الدماء تغطي وجه قائد الاتفاق.

في مقابل ذلك، نجح المجري فيكتور كاساي، حكم لقاء الشباب والهلال مساء الخميس الماضي في إدارة قمة الوسطى بنجاح، رغم صعوبة المباراة بين المتصدر ووصيفه، وحساسيتها على ترتيب فرق البطولة.

وبالرغم من الأخطاء التي وقع فيها الحكم ومساعداه أثناء المباراة، إلا أن المجري كاساي نجح في فرض شخصيته على اللاعبين والإداريين منذ بداية المباراة، وبالتالي تفرغ الجميع للعب دون الحاجة للاعتراض على قراراته.

وبدا واضحا أن اللياقة العالية للحكم أسعفته كثيرا على التواجد في موقع الحدث، ما جعل أحكامه تكون مبنية على رؤيته للخطأ وليس على تقديره، حتى لو كانت هناك مشاركة من أحد مساعديه، كذلك كان لاعتماده ذات المعايير مع لاعبي الفريقين في منح الكروت واستمرارية اللعب واحتساب الأخطاء، دور كبير في خروج المباراة إلى بر الأمان وعلامات الرضا تبدو على الجميع.

هذه المقارنة بين طاقمي الحكام في اللقاءين السابقين، والتي نالوا بموجبها على تقدير «جيد» بحسب محللي القنوات الفضائية، تدعونا لإعادة تذكير اللجنة الرئيسية للحكام، بأن مشكلة الأندية مع الحكم السعودي ليست فنية بقدر ما هي نفسية، حيث فقد الجميع ثقته بهم وبقراراتهم، وأصبح ينظر لهم كخصوم أكثر من كونهم قادة ملاعب.

وما يؤكد ذلك الصورة التي أظهرتها شاشات التلفزيون ونشرتها «الشرق الأوسط» في اليوم التالي، والتي أظهرت قائد الفريق الاتحادي محمد نور في مواجهة للحكم المساعد الأول، في لقطة تبين حجم الشحن والتشنج وعدم الرضا الموجود لدى الاثنين.

حقيقة ما تحتاجه البطولات المحلية حاليا، هو تخلي لجنة الحكام الرئيسية عن عنادها في تكليف الحكام السعوديين ممن لهم مواقف سابقة مع الأندية عن تحكيم مبارياتهم، وإسناد المباريات المؤثرة نتائجها (صعودا وهبوطا) على فرق البطولة للحكام الأجانب، والذين ليس بالضرورة أن يكونوا من القارة الأوروبية، ولكن بالإمكان الاستعانة بالحكام العرب من الدول المجاورة، لمنح الفرصة أيضا لنظرائهم السعوديين في قيادة مباريات بطولات هذه الدول، حتى يستعيدوا ثقتهم بأنفسهم وكذلك يخف الاحتقان الموجود لدى الأندية منهم.

[email protected]