art.. لماذا؟

مسلي آل معمر

TT

لو كنت أحد المصابين بعقدة المؤامرة لظننت أن إخراج شبكة راديو وتلفزيون العرب من الرياضة السعودية هو عمل متعمد يهدف إلى إضعاف الدوري السعودي وإبعاد الأضواء عنه كأقوى دوري في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد أن عجزت دول أخرى عن مجاراته باستقطاب النجوم والإنفاق الحكومي الهائل والتنظيم المتطور، وقد كنا طوال السنين الماضية كسعوديين ننظر إلى الجزء الفارغ من كأس (الإيه آر تي) والمتمثل في أسعار الاشتراكات المرتفعة في باقات قنواتها وتجاهلنا الجزء الممتلئ من الكأس وهو تطور الخدمة التلفزيونية من ناحية البرامج والإخراج والتغطية، مع تسليطها الضوء على منافسات كانت شبه منسية مثل دوري الأولى والشباب والناشئين، وهذا بالتأكيد ساهم في رفع المستويات الفنية للاعبين والحكام وزاد من دخل الأندية، وفي ظل الدور الواضح الذي لعبته قنوات «اي ار تي» على مستوى الرياضة، ثم إغلاق أبوابها بشكل مفاجئ يبرز السؤال العريض الذي استغرب عدم طرحه ومناقشته وهو: لماذا خرجت «اي ار تي» من السوق؟

اعتقد أن من أسباب قبول القائمين على الشبكة التلفزيونية لبيع القنوات، هو العرض المغري المقدم مع صعوبة تسويق الاشتراكات في ظل انتشار أجهزة فك التشفير وغياب الجهات الرقابية في وزارة التجارة وعدم تطبيق القانون على منتهكي الحقوق، وهذه مشكلة لا تحدث إلا في الدول العربية، حيث يستحيل أن تجد في بلد متقدم أجهزة من هذا النوع لأن القوانين صارمة وتطبق ضد من ينتهك الحقوق التجارية، أما السبب الآخر فهو غياب التدخل الحكومي تجاه بيع القنوات، التي كانت منبرا شبابيا لنا كسعوديين نطل من خلاله على ما لا يقل عن أربعين بلدا، كان بإمكاننا أن نستثمره في أمور كثيرة.

شخصيا أتوقع ألا نشعر بقيمة شبكة تلفزيونية بهذا الحجم إلا بعد أن نفقدها فعليا، ولهذا أتمنى أن يكون التدخل الحكومي الآن بإيجاد البديل الأفضل، لكي لا نعود إلى الوراء ونخرج من الباب الخلفي لساحة الفضاء الرياضي!

الأقوياء الثلاثة

حدث في الأيام الماضية خلط بين مصطلحي الكبار والأقوياء، من وجهة نظري الشخصية أن الإعلام أطلق لقب الأربعة الكبار معتمدا على معياري الجماهيرية والبطولات، والحق أقول إن الأربعة الكبار ما زالوا هم الأكثر بطولات وجماهيرية منذ أربعين عاما حتى الآن، أي أن مصطلح الكبار لا يزال ثابتا بأضلاعه، أما مصطلح الأقوياء فهذا مصطلح أضلاعه متغيرون ومعياره القوة الفنية، وبالفعل الأقوياء الثلاثة الآن هم الاتحاد والهلال والشباب، وفي عقد الثمانينيات كانوا النصر والهلال والاتفاق، ثم دخل الشباب والاتحاد في المربع حقبة التسعينيات وخرج الاتفاق، وهكذا قد تتغير القوة الفنية من سنة لأخرى ومن عقد لآخر لكن الجماهيرية قد تحتاج إلى خمسين عاما وأكثر كي تتغير، وأعتقد أن الشباب لم يقطع من هذه المرحلة الزمنية إلا عشرين عاما ومن سار على الدرب وصل!