ذهبت إلى استاد الأمير فيصل بن فهد لمشاهدة مباراة النصر والفتح، ضمن مباريات دوري «زين» لكرة القدم.
كانت إحدى المرات القليلة التي ذهبت فيها لـ«الملعب» في السنوات الأخيرة.
يؤسفني أن أقول إن الإزعاج لا يزال مستمرا، والحقيقة أنني أستغرب كيف يصبر.. ويستمتع الكثيرون بمشاهدة هذه المباريات في ظل هذا الإزعاج الذي لا يطاق.
إننا نشوه مبارياتنا حين نسمح بدخول مكبرات الصوت الضخمة من قبل ما يسمى بـ«روابط» المشجعين.
سبق أن تناولت مسألة هذا «الإزعاج» عدة مرات من قبل.
حضور جماهيري قليل، ومع ذلك يستمر الإزعاج ويستمر صمت المسؤولين وعدم تدخلهم علما أننا لا نشاهد مثل هذه «المايكرفونات» المزعجة جدا في الدول الأخرى.
إن هذا الإزعاج الذي لا يشعر به مشاهد التلفزيون لا يساعد اللاعبين على بذل المزيد من العطاء ولا أظن أن التشجيع لا يكتمل إلا بصوت هذا المزعج الذي يحمل أضخم مكبرات الصوت!.
مؤسف جدا، أن نعاقب المشاهدين في الملاعب بهذه المكبرات التي تزعج أكثر مما تمتع.
في مباراة النصر والفتح، تذكرت مباراة الفريقين قبل أكثر من 33 عاما.
كانت جماهير الفتح التي حضرت من الأحساء لمؤازرة فريقها الذي يقوده نجم الأحساء الشهير آنذاك سعد الربيعة، الذي تحول لـ«التحكيم» فيما بعد تردد أهازيج أذكر منها: «هوا.. هوا.. الفتح والهلال سوا» وكان واضحا أن مشجعي الفتح الذين جلسوا في مدرجات الهلال سعوا لكسب تعاطف جماهير الهلال معهم.
لم يكن التشجيع مزعجا آنذاك، ولم نكن نعرف مكبرات الصوت الضخمة في تلك الفترة الجميلة التي كان التنافس فيها بين الهلال والنصر في أجمل أيامه.
لا أريد أن يفهم من سطوري السابقة أنني ضد التشجيع والأهازيج الرياضية الجميلة، لكنني في الحقيقة لا أجد أن المكبرات تمنح إضافة أو ميزة للمشجعين، وأظن أن الطبول والتصفيق أكثر قبولا.. وتأثيرا.
المزعج في الأمر أن عدد المشجعين قليل جدا، فلماذا يلجأ رئيس أو قائد المشجعين لـ«تكبير» الصوت. أتصور أن مثل هذه المكبرات الضخمة قد يكون لها تأثيرها السلبي حتى على الأجهزة الفنية، وكذلك على اللاعبين ناهيك عن الذوق السيئ في اختيار «الأغاني» التي لا علاقة لها باللعبة.. والمباراة.
إنني أطالب المسؤولين باتخاذ قرار حاسم وإصدار قرار يمنع دخول هذه المكبرات المزعجة خاصة لمن يجلسون في المقصورة أو المنصة ومدرجات الدرجة الأولى حيث توجد «الرابطتان».