جدة في مهب الموت.. جدة في حضرة الحياة..!

منيف الحربي

TT

لم تكن سيول الأربعاء الحزين سوى «دموع العروس» على واقع مرير تراكمت أخطاؤه سنين طويلة.. ولم يكن القرار الملكي الحاني، سوى لمسة دافئة من ملك الإنسانية الذي اعتاد الوطن أبوته الغامرة..!

كانت جدة تلهث في مهب الموت الذي يركض عبر شوارعها الشعثاء ويصرخ فوق ركام الحديد والجثث.. ثم هدأت بوقفة «أبو متعب» لتصبح في حضرة الحياة، تنفض البلل عن جدائلها وتفرك أجفانها المليئة بالعتمة لتستقبل صبحا جديدا صاغ ضياؤه ملك العدل والرحابة.

للمدن أحزانها ومواجعها، وللطبيعة نفورها وقسوتها، وللوطن عبد الله بن عبد العزيز الذي يظلل كل شبر من أرضه.. ويمد يد الرعاية والبناء من مصانع الجبيل إلى ثكنات الأبطال على الحدود الجنوبية.. يزيل الآلام، ويزرع الآمال بغد أكثر حبا وطمأنينة..!

مقالات بالمتر

البلاغة ليست في الإسهاب بل في الإيجاز الذي لا يخل بالمعنى، والمتابع يجد أن 90% مما تنشره الصحافة الرياضية (أتحدث عن أعمدة الرأي) قد لا يتوافر على الحد الأدنى من شروط الكتابة السليمة، مفردة، وتراكيب جمل، وترابط عبارات.. هنا يكون الإيجاز الذي نبحث عنه ترفا مبالغا فيه، وإن تعجب فأعجب من كاتب يومي لا تكاد تمر له مقالة دون خطأ فادح من الأخطاء السخيفة التي يكشف تكرارها عن فقر مخزون أدبي وهشاشة تأسيس لغوي (لا أتحدث عن شخص بل عن حالة)، أما المقالات التي تخلو من الأخطاء الفاضحة فهي تقع بشرك الإطالة المملة، حيث تبدو بعض الأعمدة شديدة الشبه بالصكوك القديمة التي يناهز طولها المتر، ولا أدري أي كتابة تلك التي يمسك صاحبها بأحداث الأسبوع ليعلق عليها واحدا بعد الآخر وأي إضافة يجدها القارئ من قراءة انطباعات الكاتب حول ضربة جزاء مشكوك بها أو حول قلة الحضور الجماهيري لمباراة عابرة!!

نقاط

* حافظ الاتحاد على إثارة الدوري قبل أن يحافظ على حظوظه بالمنافسة.

* ما زال الأهلي يخذل تطلعات جمهوره كل عام ومعهم المتابعون الذين حيرهم اللغز الأخضر.

* في النصر انعتاق جزئي من أساليب خاطئة وحساسيات مفرطة، الأمل أن يكتمل هذا الانعتاق ليغادر العالمي مرحلة كاملة من الانغلاق السلبي داخل الدوائر العتيقة.

* تخيلت المنتخب السعودي في المجموعة السادسة (مكان نيوزيلندا) بجوار إيطاليا وباراغواي وسلوفاكيا.. فخالجني شعور متباين من الأسى والبهجة!!