لاعبو النصر في صفوف الشباب!

عادل عصام الدين

TT

وجه لي صديق عزيز من مشجعي النصر بعد انتهاء مباراة الرائد والنصر أمام عدد من الزملاء سؤالا «افتراضيا» مثيرا: ماذا لو نقلنا لاعبي النصر الحاليين إلى الشباب «مثلا»، هل هناك من يستحق أن يكون لاعبا أساسيا في القائمة الشبابية الحالية؟!

سؤال افتراضي «مفاجئ»، وقد يكون منطقيا رغم أن كرة القدم لعبة جماعية يعتمد النجاح فيها على عدة أطراف غير اللاعبين لكننا لا ننكر أهمية المقدرة أو الكفاءة الفردية بل هي الأساس ومن ثم تبنى «الاستراتيجية » الشاملة عطفا على الإمكانات الفردية للفريق.

«راجعت» مع الصديق «السائل» أسماء لاعبي النصر، ثم أجبت بأنني بالفعل لا أجد «النجم» المؤهل من اللاعبين السعوديين باستثناء الواعد القادم من القادسية محمد السهلاوي، وحتى هذا الهداف الواعد قد لا يكون أفضل ممن هم في هجوم الشباب.. ولا الهلال.. ولا الاتحاد.

أعرف أن إدارة النصر الحالية قد تحركت أفضل من سابقاتها، بذلت الكثير واجتهدت وصرفت الأموال الطائلة لكنها في النهاية لم تحقق الهدف المنشود.

مشكلة النصر «الفنية» تمثلت في عدم استقطاب نجوم من فئة الطراز الثقيل «السوبر ستارز» وإن كان استقطاب السهلاوي حالفه التوفيق وهذا الهداف الواعد يحتاج للوقت لكن الفريق بشكل عام ليس مؤهلا لمقارعة ومنافسة «الثلاثي» الأقوى هذه الأيام.

قد يملك النصر قاعدة لا بأس بها من الصغار، لكننا نحكم على من يمثل النصر من الكبار في الوقت الراهن.

أستغرب، عندما أسمع من يوجه الانتقاد للمدرب وحده، وأسأل بدوري: ماذا يصنع «أي مدرب» وهو لا يملك العناصر القادرة على أن تكون في مستوى من يلعبون للهلال أو الشباب أو الاتحاد؟!

ماذا لو انتقل لاعبو الشباب للهلال؟

بالتأكيد سنجد عدة أسماء تستحق أن تقفز للمراكز الأساسية، والعكس صحيح. ولذلك لا يستغرب المرء عندما يجد أن تشكيلة المنتخب تضم عناصر من الفرق الثلاثة «الأقوى» بالإضافة إلى عناصر أهلاوية.. وحتى اتحادية واتفاقية.

إذن.. المشكلة الفنية في النصر.. تتمثل في الجانب «العناصري» قبل أن تكون مشكلة إدارية أو تدريبية أو حتى نفسية وذهنية.

قلت منذ فترة طويلة: إن النصر لم يستطع أن يحسم مسألة «إعادة» الفريق للمنافسة.

لم يستقطب أسماء من الوزن الثقيل، ولم يوفق في اكتشاف أسماء من القاعدة النصراوية تستطيع أن تشق طريقها بنجاح.

لم يفلح أسلوب «الترقيع» وأخطأ النصراويون بالتركيز على «الكم» أكثر من «الكيف» ولم يكن النصر أبدا فريق «الكواليتي» كما يقول الإنجليز.

لا بد أن تقدم «كواليتي فوتبول» إن أردت النجاح، لا بد أن تقدم فريقا يتميز «بالشخصية» المميزة والمهارات الفردية العالية والكفاءة والمقدرة العناصرية قبل أن تبحث عن الجوانب الأخرى «المكملة».

مراكز النصر مليئة بالثغرات والعيوب، وزاد الطين بلة عدم تميز اللاعبين الأجانب، ولذلك النصر فريق عادي يصعب أن يجاري بقية الكبار الذين كان يقف في صف واحد معهم.

[email protected]