تعلموا من الهلال

مسلي آل معمر

TT

ليس غريبا أن يبدع الهلال ويمتع ويهزم أقوى منافسيه على الدوري بالخمسة، بل الغريب هو ألا يكون الهلال هكذا، فالأزرق هو الضلع الثابت في المنافسة منذ ما لا يقل عن خمسة وثلاثين عاما، لما يتميز به عن غيره من الأندية الأخرى من استقرار شرفي قبل أن نقول إداري أو فني، فالاستقراران الفني والإداري لا يمكن أن يتحققا إذا كان شرفيو النادي يتصارعون، وكل طرف يريد أن يثبت أنه «الصح» عن طريق إفشال عمل الآخر وإسقاطه. والهلال تتوفر لديه جميع العوامل التي تكفل له استمرارية الحضور المبهر، وهذه العوامل هي: الرجال المخلصون، الجماهيرية، العناصر المميزة، والدعم الإعلامي. وعندما أبدأ العوامل الأربعة بالرجال المخلصين فأنا أعني أن رجالات الهلال لديهم من الوعي والفكر والإخلاص ما يحفظ توازن الهلال عند تعرضه لأي هزة، فالهلاليون يتركون رسم السياسات المستقبلية للعقلاء والمؤثرين منهم، ويسلمون العمل الإداري للأنسب والأقدر ماليا، فيما يتفرغ البقية لدعم ومساندة الهلال كل على طريقته ومقدرته.

أقول: هل سمعتم خلافا هلاليا على رسوم عضوية الشرف؟ هل شاهدتم سباقا هلاليا في الانتخابات التي تحكمها لائحة شرعت في عصر الهواية؟

هؤلاء هم الهلاليون، لا يثبتون حبهم لناديهم برسم عضوية الشرف أو تقديم تذاكر مجانية للجماهير، ولا يصوت أحد منهم على رئيس غير مناسب، يجتمع كبارهم ويبحثون عن رئيس مقتدر ثم يزفونه إلى كرسي الرئاسة ويدعمه الجميع ماديا ولوجيستيا وإعلاميا و(صمتيا)!

رأى الهلاليون أن تولي الأمير عبد الرحمن بن مساعد للرئاسة من مصلحة النادي، فأجمعوا على تنصيبه رئيسا، وتنازل الأمير بندر بن محمد عن ترشيحه في موقف يؤكد أن مصلحة الهلال فوق كل اعتبار. كانت النتيجة أن قابل الأمير عبد الرحمن الثقة بالوفاء، فوقع صفقات مع لاعبين أجانب ومدرب لا تقل تكاليفها الإجمالية عن ربع مليار ريال، وهذا السخاء لم يسبقه إليه رئيس ناد من قبل سوى منصور البلوي حتى وإن تعكر مزاج الهلاليين!

ثبات الهلال في العقود الماضية وعدم ابتعاده عن القمة أشبه بثبات إيه سي ميلان الإيطالي، وإذا كان سر ميلان مع برلسكوني، فإن سر الزعيم محفوظ مع شرفييه الكبار، لذا ليس لي إلا أن أقول للجميع: من أراد أن يبقى في القمة فليتعلم من الهلال.