«ART» وخروجها من السباق الرياضي

موفق النويصر

TT

كثر الحديث مؤخرا عن ملامح النقل التلفزيوني في المرحلة المقبلة، خصوصا بعد خروج شبكة راديو وتلفزيون العرب من السباق الفضائي الرياضي، ببيعها لجميع الحقوق الحصرية للبطولات التي كانت تمتلكها لصالح قناة «الجزيرة الرياضية».

فما بين سعيد بهذا الخروج وآخر يرى فيه صفعة مباشرة للإعلام الرياضي السعودي، تتبادر للذهن أسئلة عدة حول النقل التلفزيوني للأحداث الرياضية، وهل من المفيد احتكار البطولات العالمية والقارية والمحلية في جهة واحدة؟ وأين أخطأت «ART» لتترجل من السباق الفضائي بعد سنوات من الريادة؟ وهل عانت من مشكلة تسويق قنواتها فلجأت إلى البيع؟ وأخيرا هل النجاح في المجال الرياضي مرهون بـ«التشفير»؟

في ظني أن احتكار البطولات من جهة واحدة أمر غير صحي، بدليل أن «الفيفا» تراجع عن فكرة بيع البث التلفزيوني لبطولاته العالمية لجهة واحدة بعد المشكلة التي واجهها أثناء كاس العالم في ألمانيا 2006، وهو ما حاول إصلاحه في البطولة ما بعد المقبلة في 2014.

أما ما يتعلق بـ«ART» فأعتقد أن إفراطها في شراء حقوق النقل التلفزيوني للبطولات والدوريات العربية، بدعوى أن القناة «لكل العرب»، ناسية أو متناسية الاختلافات الجوهرية للأجهزة الإعلامية والرياضية العربية، إضافة إلى تباين القدرة الشرائية لكل بلد، أفقدها التركيز على البطولات ذات العائد المجزي لها، فتعثرت في الوفاء بالتزاماتها المالية.

وما يؤكد ذلك، ما قاله الدكتور حافظ المدلج، عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، قبل أيام من توقيع صفقة (الجزيرة ـ ART) عبر أحد البرامج الرياضية على قناة «دبي» الفضائية، من أن شبكة راديو وتلفزيون العرب لم تسدد مبلغ 100 أو 150 مليون ريال مستحقة عليها من العام الماضي، كما أنها لم تبدأ بعد في سداد مبالغ العام الحالي، وأن العمل جار مع القناة على جدولة هذه المبالغ لاستيفائها. أما القول بأن هناك أزمة في تسويق الاشتراكات في ظل انتشار أجهزة فك التشفير، مع عدم تطبيق قانون صارم ضد منتهكي الحقوق، هو ما دعا «ART» إلى مغادرة المجال الرياضي، فأعتقد أن هذا الحديث غير دقيق، بدليل أن «الجزيرة الرياضية» ستقوم بتسويق قنواتها الحالية، بالإضافة إلى الدوريات والبطولات التي اشترتها من «ART» في نفس المنطقة الجغرافية التي خرجت منها «ART»، ما يعني أنها درست جيدا السلبيات التي وقعت فيها الأولى وتملكت فقط البطولات التي ستعود عليها بالنفع مستقبلا، وبالتالي استغنت عن الأخرى التي لن تعود عليها بعائد مالي مقبول.

الأمر الآخر، هل خروج «ART» من السباق الفضائي وتعهدها بعدم العودة إليه كما ذكر محمد البدر مدير الإدارة الفنية في قناة «الجزيرة»: «لا يحق لشبكة راديو وتلفزيون العرب إطلاق قنوات بديلة في الفترة المقبلة، بعد صفقة الاستحواذ التي أبرمت بين الطرفين» (الاقتصادية 25/11/2009)، سيكون مغريا لبعض الفضائيات «غير الشفرة» لطرق هذا المجال وتقديم رؤيتها له، والعمل على تغيير مفهوم النجاح في تسويق البطولات الرياضية بعيدا عن «التشفير»، خاصة بعد النجاحات التي حققتها هذه القنوات في قطاعات «الدراما» و«الأفلام» و«الأغاني» و«الترفيه»؟.

[email protected]