تعاسة الرئيس

مصطفى الآغا

TT

صدفة التقيت برئيسي واحد من أهم أندية العالم خلال فترة لا تزيد عن الشهر الواحد.. والرئيسان؛ واحد حالي والثاني سابق، وهما فلورينتيو بيريز رئيس ريال مدريد الحالي والتقيته في العاصمة الإسبانية خلال الإعلان عن الشراكة الجديدة مع شركة الاتصالات السعودية (STC) ولم تكن الفترة هي الأحلى التي يعيشها بعدما دفع «دم قلبه وقلب ناديه» لشراء عمالقة لاعبي العالم مثل كريستيانو رونالدو وكاكا وبن زيمة، ومع هذا خسر في كأس الملك مع فريق مغمور وصغير وعمره لا يتجاوز 38 سنة يدعى آلكوركون وبرباعية هزت عرش بيريز ولم تسقطه وأحرجت النادي الملكي الذي اعتقد محبوه أن كل ألقاب الكرة الأرضية ستكون ملك أيديهم بوجود كل العمالقة لديهم وهو ما لم يحدث حتى الآن.

أما رامون كالديرون الذي أزاحه بيريز فالتقيته في العاصمة أبوظبي خلال كأس العالم للأندية وأخذته في سيارتي في جولة إجبارية بعدما أضعت الطريق إلى مبنى تلفزيون أبوظبي حيث سأحضر أنا وهو جوائز «سوبر» وخلال ساعة كاملة عرفت منه أن رئيس أي ناد كبير مثل ريال مدريد أو برشلونة يستحق بكل جدارة لقب «تعاسة الرئيس» بدل «سعادة الرئيس» لأنه يعيش 24 ساعة على أعصابه ويمشي بين حقول من الألغام لأن الكثيرين يريدون «الجلوس مكانه» وهو يتصدى للهجمات الإعلامية المنظمة والعشوائية، وقال لي جملة بالإنجليزية هي سبب مقالتي وهي: «When we win، I feel relief but never happy».

والترجمة للجملة تقول: «إننا عندما نفوز أشعر بالارتياح، ولكن قطعا ليس بالسعادة» لأن الفوز أمر بديهي بالنسبة لفريق مثل ريال مدريد أو الهلال أو الأهلي أو النصر أو الاتحاد، والخسارة هي غير المقبولة وغير الواردة في قواميس المشجعين، لهذا يشعر رئيس هذا النادي بالارتياح لأنه أنجز فوزا جديدا وهرب من مشكلة لا بد أن تنشأ مع الخسارة.

الكلام لكالديرون وليس لي، وأنا حضرت معه جوائز «سوبر» التي كانت سوبر في حضورها ابتداء برعاية وحضور الشيخ هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني في الإمارات ورئيس مجلس أبوظبي الرياضي ورئيس «جمهورية الفيفا» سيب بلاتر ومعه رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني الذي لم ينظر ولا مرة في عيني بلاتر وأعتقد أنه يخطط للجلوس مكانه إضافة لوجود رئيس الاتحاد الأفريقي عيسى حياتو ومعظم الوجوه الإعلامية العربية المعروفة... والطريف أنهم جميعا يتحاربون فيما بينهم بشكل أو بآخر ويجيّشون الرأي العام العربي «البسيط والعاطفي»، ومع هذا يتعانقون و«يتعابطون» بين بعضهم بعضا وكأن شيئا لم يكن.

في هذه الجائزة، وبعد تتويجه أفضل لاعب سعودي حسب تصويت الجمهور، وجه محمد نور قائد الاتحاد كلمة «ناضجة جدا» لجماهير فريقه مفادها أن اللاعبين بحاجة للدعم وقت الشدة وليس وقت الفرح فقط، لا بل هم أحوج ما يكون للمؤازرة وقت الأزمات بعيدا عن الانفعال العاطفي للجماهير «والشبط باللاعبين والإدارة» وهو وعد أن يكون هناك بداية جديدة في مباراة القادسية الذي هزمه العميد بالسبعة ذهابا، وشتان بين الذهاب والإياب، إذ كاد الاتحاد أن يخسر أمام فريق لم يفز سوى بمباراة واحدة واهتزت شباكه 3 مرات واهتزت أعصاب محبّيه بخروج الرهيب بالحمراء، وقبلها شاهدنا الشرميطي يخرج مطرودا في مباراة الأهلي، ونور وكريري بالحمراء في مباراة الاتفاق، و17 صفراء في 11 مباراة، وهناك من يزيد نار أزمته اشتعالا والكثير يمارس لعبة عض الأصابع ومن سيقول «آي» أولا هو الذي سيخسر.