في عام 1987.. عندما كنا في الدولة الأميركية اللاتينية «تشيلي» ضمن بعثة المنتخب السعودي للشباب، المشارك في نهائيات كأس العالم هناك.. كانت ذات المنطقة اللاتينية، وتحديدا مقاطعة روساريو «سانتافيا» في الأرجنتين تعرف الصرخات الأولى للمولود «الموهوب» الصغير.. «ليونيل ميسي»!
وعلى الرغم من أن المباراة النهائية لتلك البطولة العالمية، التي تقام «للمرة الأولى» على أرض لاتينية، جمعت بين يوغسلافيا وألمانيا الغريبة.. إلا أن تلك الأرض اللاتينية كانت تعرف ولادة موهبة «عالمية» فطرية اسمها ميسي!
هذا الـميسي الله يمسّيه بما هو أهل له من موهبة وعملقة تعجبني فيه (على الرغم من عدم افتتاني بالأندية والنجوم العالميين) صفاته الشخصية الميدانية وخارجها.. كونه -حتى اليوم على الأقل كنجم نجوم- لا يدخن.. ولا يتعاطى الكحول.. ولا يسهر.. قمة في الوفاء مع مشجعيه.. مدربيه.. وناديه.. وقبل هذه وتلك وفيا جدا مع أسرته؟!
قبل نحو سنوات عشر.. بل أقل.. عندما كان في الثالثة عشرة.. غادر مع والديه من الأرجنتين إلى إسبانيا.. ولكنه ظل وفيا لدولته باللعب لمنتخب الأرجنتين، لا منتخب إسبانيا.. هذا غير وفائه لأفراد أسرته كافة الذين يحيطون به في كل مكان!
النجم الصغير حجما.. العملاق أداء وفعلا.. شتان بينه (تصرفا وسلوكا) وبين النجم الأرجنتيني العالمي دييغو أرماندو مارادونا، الذي أحبه لعبا، ولا أطيقه سلوكا وتصرفات! هذا المذهل ميسي المولود في عام 1987 في الرابع والعشرين من يونيو (حزيران).. لا يتجاوز طوله مترا وسبعين سنتيمترا.. (القصر ما هو عيب).. ولا يهمك من قال «الطول عز.. ولو في الخشب»! أقول أخشى على هذا الفتى من الغرور والطيش «والفتنة النسائية».. كيف لا؟! وهو الذي جمع المجد في عام 2009 كما لم يجمعه أحد قبله؟!
نعم لقد أحرز ستة ألقاب.. كل المسابقات والمشاركات التي خاضها فريق برشلونة الإسباني في عام 2009.. بطولة الدوري الإسباني.. مسابقة كأس إسبانيا.. مسابقة السوبر الإسبانية.. بطولة دوري أبطال أوروبا.. مسابقة كأس السوبر الأوروبية.. بطولة كأس العالم للأندية.. هذه فضلا عن البطولات التي حازها ميسي في سنوات أخرى مع برشلونة ومنتخبات الأرجنتين!
محايدون (مثل كاتب السطور) يرون فوز الثلاثي البرشلوني.. ميسي.. ووصيفيه.. أنيستا وتشافي.. بالأفضلية العالمية.. بطولة سابعة للفريق الكتالوني في عام 2009!
بقي القول.. شكرا للمدرب «الشاب» غوارديولا على ما قدمه من عمل مثمر ولا أروع (أثمار) -وعقبال التجارة والعقار- في العام الجاري، ولعمري إنه عمل «نادرا» ما يتكرر حتى من قبل ذات النادي والمدرب معا!
بالمناسبة:
* كاتب هذه السطور يقف على الحياد.. حتى بين مان يونايتد وتشيلسي.. برشلونة والريال.. الزمالك والأهلي.. النصر والهلال.. لكن ذلك لا يمنع من إنصاف ميسي!
* من حق مدرب فرنسا ريمون دومنيك ترشيح من يرى للأفضلية على حساب ميسي.. لكنه كالعادة «حادرن له وادي»!
* مدربو وقادة 147 دولة صوتوا لانتخاب أفضل لاعب في العالم.. (1073 نقطة) لميسي و(352) للبرتغالي رونالدو.. مدرب وقائد الأخضر من رشحا؟!
* ميسي أفضل لاعب في العالم وفقا لاستفتاء مجلة «فرانس فوتبول» وأفضل لاعب في العالم بحسب استفتاء «فيفا» وهداف دوري أبطال أوروبا 2009.
* النجم الأرجنتيني الأفضل في العالم دائما ما يشد على وفائه لبلاده بالحرص على تمثيل منتخب التانغو عكس زميله إبراهيموفيتش المتنكر لمنتخب بلاده في تصرف وضيع لا يشجع عليه سوى الخونة!