الإدارة النصراوية مرة أخرى

موفق النويصر

TT

احتج على مقالي السابق «رعونة العمل النصراوي» عدد من الجماهير النصراوية، التي أكن لها كل الاحترام والتقدير، والتي يبدو أنها لم تستوعب جزءا مما ذكرت، حين عددت القضايا والملفات التي انزلقت فيها إدارة الأمير فيصل بن تركي، خلال فترة عملها، فشغلتها عن هدفها الصحيح.

البعض استغرب المقارنة بين إدارة الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود والإدارة الحالية، رافضة مبدأ المقارنة بين الزمنين، كون الأولى كانت الرياضة فيها تخضع للهواة، أما الآن فنعيش في زمن الاحتراف، فيما طالب آخرون بذكر محاسن هذه الإدارة ومآثرها، كما تم تسليط الضوء على سلبياتها، أما الفئة الثالثة فقد حملت الإعلام الرياضي ما يتعرض له «العالمي» من ضغوطات وانكسارات.

ولهؤلاء جميعا أقول إن الأمير عبد الرحمن بن سعود (رحمه الله) نجح خلال سنوات عمله الطويلة في رسم منهجية إدارية واءمت المرحلة التي كان فيها، ولو أن الاحتراف بشكله وظروفه الحالية كان على زمنه لتمكن من التعامل معه بالشكل الأمثل.

والجميع يتذكر كيف نجح الأمير عبد الرحمن في وضع الفريق النصراوي على سلم البطولات والإنجازات، حتى أصبح أحد أعمدة الرياضة السعودية، والعنصر شبه الثابت في جميع المناسبات، ليس في كرة القدم فحسب، بل في معظم الرياضات التي تنتسب للنادي.

ولكن ما يحدث اليوم أن الإدارة الحالية، وإن يبدُ أنها مشغولة بالفريق الأول لكرة القدم، فإنها لم تحقق له شيئا، بخلاف الأسماء التي جلبتها، والتي بدورها لم تقدم ما يشفع لها بارتداء الشعار النصراوي، فالأخطاء نفسها تتكرر في كل مباراة، حتى بطولة الأمير فيصل بن فهد، التي حققها الفريق في الموسم الماضي، خسر التأهل لأدوارها النهائية هذا الموسم. والنجاح الوحيد الذي تحقق لفريق درجة الشباب، وإن سُجل باسم هذه الإدارة، إلا أن الجميع يعلم أن عملا كهذا هو عمل تراكمي من الإدارات السابقة، وبالإمكان اعتبار هذه الإدارة ناجحة في هذه الدرجة، إن استطاعت أن تحافظ على المكتسب في المواسم القادمة.

أمر آخر، يؤكد حاجة الإدارة الحالية للمساعدة والعون من ذوي الخبرة في البيت النصراوي، حيث إن غياب الألعاب الأخرى عن الحضور الجيد، ناهيك عن منصات التتويج، مؤشر واضح وصريح على أن هناك خللا ما في عملها، فالنصر ليس كرة قدم فقط، إذا ما سلمنا بجماهيرية هذه اللعبة، إلا أن الأنشطة الأخرى لها عشاقها ومتابعوها أيضا.

أما إلقاء اللوم على الإعلام الرياضي فيما يتعرض له الكيان النصراوي من انتكاسات، ففيه مغالطة للواقع، لأن الإعلام كما هو معلوم ناقل للحدث أكثر من كونه صانعا له، فعندما حقق فريق درجة الشباب بطولة الدوري، تغنى الإعلام بالمنجز الذي تحقق، وعندما أخفق في الفوز بمباريات الدوري، أو حتى عندما خرج من بطولة الأمير فيصل، فلا يستطيع أحد أن يطالب الإعلام بغض الطرف عن الإخفاق بدعوى عدم المساس بعمل الإدارة.

والمتتبع لمسيرة الفريق النصراوي في مباريات الدوري، يلحظ أن أداء الفريق في المباريات الجماهيرية يكون في أفضل حالاته، وإن لم يحقق الفوز، في حين أن مستواه يصبح عاديا أو أقل من ذلك في اللقاءات الأخرى، مما يعني أن الفريق تنقصه التهيئة النفسية اللازمة لضمان استمراره على وتيرة الفوز، وهذه إحدى مهام الإدارة.

أخيرا، ينبغي على إدارة الأمير فيصل بن تركي، أن تعلم أن لها محبين وكارهين من داخل الوسط النصراوي وخارجه، وأن هناك أطرافا تعمل على صرفها عن مهامها الموكلة بها، لذلك إن أرادت أن تسجل اسمها في السجل الشرفي النصراوي، فعليها أن تتفرغ للعمل الجاد، بعيدا عن المهاترات الإعلامية التي تنشغل بها بين الحين والآخر، مع ضرورة تخصيص متحدث رسمي للنادي يرد بالنيابة عنها ضد كل ما يستحق الرد، فكلمة رئيس النادي لها ثقلها ووزنها، وعجزه عن الإيفاء بهذه الكلمة في بعض الأحيان، سيكون لها تأثيرها السلبي ليس على شخص الرئيس فقط، بل على الكيان نفسه.

[email protected]