نجومنا «الاعتزالات».. شكرا للقناة الرياضية!

هيا الغامدي

TT

اللافت للانتباه التقارب الزمني لمهرجاني اعتزال اثنين من أكثر نجوم الكرة السعودية حضورا وإنتاجية بملاعب كرة القدم باختلافها، فضلا عن الرؤية الفنية الذهنية كفكر وممارسة للاثنين! فحمزة بموقعه الفني مع الاتحاد، ونواف بعقليته التحليلية التصويرية كناقد تلفزيوني بقنوات «الجزيرة الرياضية» اتجاهان يحاول من خلالهما هذان الرياضيان تفعيل خبرتهما بأرض الواقع عمليا وهذا جيد! بالنسبة للفريقين المقابلين (الإنتر – اليوفي) برأيي أحسنت اللجنة المنظمة صنعا بتواجدهما بما يضمان من أسماء ذات ثقل دوليا تكريما للنجمين، «فالكرة الإيطالية» معروف عنها الاتجاه للمدرسة الدفاعية البحتة «الكاتانيشو»، صحيح أن مباريات كهذه يفترض أن تصب بخانة الاحتفالية أكثر، غير أن توقيت كهذا (مزدحم) بالمشاركات المحلية المختلفة يصبح (إيجابيا) أكثر متى اعتبرناها رسمية كاستفادة (ميدانية)، حتى على مستوى فكر النجم الأوروبي (كمحاكاة)،وعلى صعيد الانتقالات(فرص الاحتراف) المستقبلية، تصبح أكثر تسارعا متى ما تركنا لدى الآخر (الزائر) انطباعا فنيا حسنا!

أكيد أن أحداثا كهذه تحظى باهتمام ومتابعة الإعلام الإيطالي والعالمي ككرنفال احتفالي، ولا يخلو الحال من وجود عيون راصدة (سماسرة)، فلماذا لا نتفاعل أكثر مع تلك المناسبات بالخروج عن النمط المعتاد بمشاركة أسماء (فاقدة للياقة) وبعيدة عن الميدان الرياضي سنوات، وبالتالي انحسار جدوى المشاركة في خانة «المجاملات»، وجبر الخواطر، أو بالأحرى (النفاق الرياضي)!

أتساءل: لماذا لا تعطى الفرصة أكثر للمواهب الجديدة لنجوم الفريق بغية خلق نويات احترافية مستقبلية لهم بالفرق الأوروبية والإيطالية المعروفة؟! فتلك المهرجانات لرياضيينا تعتبر فرصة للظهور على مسرح الأحداث العالمية وبخاصة بعد أن فقدنا فرصة المشاركة بالمونديال القادم! فلماذا لا تكون تلك المناسبات (بطاقة تعريف) بالمواهب السعودية الجديدة حتى المعاصرة بدلا من انحسارها داخل سياج (المجاملات)؟!

أتساءل عن «الجدوى الفنية» من مهرجانات كهذه ما لم تعد بعائد فني إيجابي «للمضيف» باعتبارها فرصة للمناورة الساخنة مع أسماء كبيرة!

* إنسانيا.. اجتماعيا.. خيريا.. كم هو رائع لو حددت جزئية من العائدات المادية الكبيرة المتوقعة كتفاعل مع الأحداث الجارية، ولعل أهمها وآخرها «كارثة متضرري السيول بجدة»!.. تلك الجوانب التضامنية من قبل رياضيينا بالرغم من الجزاء الكبير والمثوبة من رب العالمين، فإنها لفتة حانية وكريمة من نجمين عُرف عنهما الخلق الحميد ومشاعر العطف والمواساة لإخوانهم المسلمين، ليس تمنيا بقدر ما هو واجب وطني وإنساني يصب بخانة الوفاء والولاء التقديري لنجمين خلوقين.

* خطوة غير مألوفة لكنها (غير مستغربة) تلك التي أقدمت عليها «القناة الرياضية السعودية» كناقل حصري لمباراتي اعتزال النجمين الجماهيريين (حمزة - نواف)، فبعد أن اعتاد المتابع الرياضي على بقاء أحداث كهذه بخانة الاحتكارية (ادفع لتشاهد)، والتي لم تكن لتصنع فرص مشاهدة أكبر وأعم وأشمل، فإن المسيرة الجديدة للقناة التي يشرف عليها فكر إداري وعقلية تنفيذية «تفاعلية» تجاه بلورة العمل الإعلامي الاحترافي كسمو الأمير (تركي بن سلطان) تجعلها في مصاف قنوات السبق الإعلامي العربي بخطوات سريعة ومتلاحقة. يقيني أن خطوة كهذه ليست سوى استهلال لقصيد من الأحداث الرياضية المقبلة!.. (فالدعم المادي) المبذول عزز من حضور القناة كثيرا، وسيكون دافعا أكبر لمزيد من النجاحات والتألق والحضور بإذن الله.