فك الارتباط بين المباريات وصلاة العشاء

موفق النويصر

TT

خيرا فعل التلفزيون السعودي ممثلا في قناته «الرياضية»، حينما ظفر بحقوق النقل التلفزيوني لمباراتي اعتزال نجمي المنتخب السعودي السابقين حمزة إدريس يوم الأربعاء الماضي ونواف التمياط اليوم السبت.

هذه الخطوة غير المسبوقة من قبل «الرياضية» السعودية تجعلنا نتفاءل بقادم الأيام في ما يخص النقل التلفزيوني للبطولات المحلية والقارية التي تشارك فيها الأندية أو المنتخبات السعودية. وأعتقد أنه من المهم جدا أن يبدأ الآن مسؤولو الاتحاد السعودي لكرة القدم، بالبحث عن آلية جديدة تضمن تحقيق أفضل عائد مالي للأندية السعودية من النقل التلفزيوني لمباريات البطولات المحلية على اختلافها، وتحديدا قبل انتهاء العقد مع «ART» في 2011، وبخاصة أن لجنة المسابقات حريصة على إقامة جميع مباريات الأسبوع الواحد من بطولة الدوري خلال يوم واحد أو يومين، لتحقيق مبدأ العدالة بين الفرق.

وما يحدث حاليا أن المتابع للنشاط الكروي المحلي لا يستطيع مشاهدة أكثر من مباراة واحدة في اليوم، لكون جميع المباريات تقام بعد صلاة العشاء في مكة المكرمة، وهو توقيت يحرم المشاهد فرصة متابعة أكثر من مباراة في اليوم، لأنه سيكون مهتما بمتابعة مباراة فريقه فقط.

وحقيقة لا أعلم لماذا الإصرار على إقامة جميع المباريات في مختلف المدن السعودية في هذا التوقيت، رغم التباين الشاسع بين موعد صلاة العشاء في هذه المناطق ومكة المكرمة، حيث إن هذا الوضع وإن كان مبرَّرا له في السابق، عندما كانت القناة الأولى هي المعنية بنقل وقائع الأنشطة الرياضية، ولمنع تعارض ذلك مع موعد أداء الصلاة تم اللجوء إلى هذا الإجراء، غير أن تغير الوضع الحالي بوجود قنوات متخصصة لنقل الفعاليات الرياضية، جعل من غير المبرر عدم فك هذا الارتباط.

وكخطوة أولى أقترح أن يتم تثبيت مباريات الدوري في نهاية كل الأسبوع (الخميس والجمعة)، على أن تقام مباريات البطولات الأخرى المتزامنة معها، في وسط الأسبوع (الأحد والاثنين)، مع ضرورة توزيع مباريات اليوم الواحد على ثلاث فترات مختلفة، بحيث تكون المباراة الأولى في الساعة الرابعة عصرا، والثانية في السادسة، ومباراة السهرة في الثامنة، وفي أيام الصيف يتم زيادة ساعة واحدة على جميع المباريات.

ومن شأن هذا الإجراء أن يزيد مساحة مشاهدة المباريات المنقولة تلفزيونيا، بخلاف ما يحدث الآن، حيث تقوم القنوات الناقلة للمباريات وهي «الرياضية السعودية» و«ART 7» و«الجزيرة الرياضية» بنقل مباريات الدوري المقامة في الوقت ذاته على قنواتها، وفي أحيان كثيرة تشترك جميعها في نقل مباراة واحدة، مما يحرم عموم الجماهير من متابعة باقي المباريات.

وسيسهل الإجراء الجديد عملية تسويق مباريات الدوري على أكثر من قناة فضائية، كما هو معمول به في الدوري الإنجليزي، الذي فرضت فيه «رابطة الدوري» عدم بيع البث الحصري لجميع المباريات لمحطة واحدة فقط، فتجد مثلا مباراة مانشستر يونايتد مع فولهام منقولة حصريا على قناة «سكاي سبورت»، ومباراة تشيلسي وليفربول على قناة «ESPN»، والأرسنال مع ويستهام على «يورو سبورت 2».

ومعروف أن «رابطة الدوري الإنجليزي»، وهي هيئة مستقلة مكونة من ممثلين عن أندية الدرجة الممتازة، ولها رئيس منتخب، مسؤوليتها بيع مباريات الدوري على القنوات المسموح لها بالبث داخل المملكة المتحدة، وكذلك للفضائيات الأجنبية الراغبة في نقل مبارياتها لباقي قارات العالم، وتوزيع المبالغ المحصلة مباشرة للأندية بعد استقطاع حصة اتحاد الكرة.

وأعتقد أننا بحاجة إلى مثل هذه «الرابطة» لتسويق مباريات الدوري بالشكل الذي يعود بأفضل عائد مالي للأندية، من خلال بيع حقوق بث المباريات، إما بشكل مفرد لكل مباراة بحسب أهميتها «حصريا» لقنوات معينة، وإما ببيعها لكامل مباريات أندية معينة لفضائيات أخرى، مما يزيد من حدة المنافسة بين هذه الفضائيات للظفر بهذه المباراة أو تلك، بما يعود بالفائدة على الأندية المنضوية تحت مظلة «الرابطة».

كما سيمنح هذا التوجه الجديد للشركات الراغبة في رعاية هذه المباريات فرصة الترويج لمنتجاتها بشكل حصري على القنوات الناقلة، وصولا إلى أعرض شريحة من المشاهدين خلف الشاشات وفي أوقات مختلفة من اليوم.