يحق لك يا نواف

عبد العزيز الغيامة

TT

في ليلة الخميس الماضي احتفل السعوديون كلهم باعتزال حمزة إدريس أحد أبرز هدافي كرة بلادهم في التسعينات الماضية وجزء من العقد الحالي، وكانت وللحق وداعية لا تنسى، فقد تجلت مهاراته وقدراته أمام نجوم اليوفي من خلال لمساته السحرية وانطلاقاته السريعة رغم أن سنين عمره قد قاربت الأربعين عاما..!

أمثال حمزة لا يتكررون، ونجوميتهم الكروية التي رسخوها في أذهان عشاقهم في كل مكان من هذا البلاد تبدو طبيعية ما دام المتابعون لا يعشقون سوى الهدافين وصناع الفوز على أرض الميدان..!

اليوم في الرياض تحتفل الجماهير السعودية بوداع نجم ذهبي عُرف بدماثة خلقه وانضباطيته الاحترافية قبل أن يعرف بموهبته على ارض الملعب. نواف التمياط الذي سيعلق قميصه رقم 11 في غرف ملابس فريقه مبدع، ماهر، خلاق للفرص، يجيد التهديف كما صناعته للألعاب التي تفرح الجماهير أيا كانت ميولها..!

كان عام 2000 الماضي ذهبيا كما هو لقب هذا الفتى الذي أسر قلوب جماهيره في كل الأندية وليس جماهير ناديه فقط.. من الصعب جدا أن تأسر قلوب كل الجماهير، لكن نواف استطاع ذلك بثقافته وإجادته التعامل مع كل الأطياف وكل الألوان، وهكذا هم النجوم.

بصراحة أجد نفسي تفتخر وأنا أشاهد مثل هذا الرجل وهو يحلل فنيا مباريات عالمية في قناة «الجزيرة الرياضية».. يثيرك بحدسه وقدرته على وضع الأمور في نصابها وهو يمعن النظر في رؤيته الفنية لأي مباراة كانت.

يقول رأيه في معرض التحليل عبر قناة «الجزيرة الرياضية» فتجد تشيزاري مالديني مثلا يحدق بعينيه في وجه السعودي نواف التمياط سعيدا بقدرة هذا الأخير على فهم عالم الكرة الفني والأساليب التي تعتمد عليها أثناء خوض المباريات.

يكفيه فخرا أنه حظي بانفراد وبتميز وهو يجد نفسه واقفا أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، ممثلا لكل زملائه اللاعبين، وهو يستمع لتوجيهات ونصائح الرجل الأول في البلاد. يحق لك يا نواف أن تتفاخر بسؤال والد الجميع عن الإصابات التي لحقت بك طيلة السنوات التي عشتها في عالم كرة القدم.. إنه اطمئنان الأب على أبنائه في كل مكان من هذه الأرض.

لن تفتقدك كرة القدم السعودية يا نواف لأنك ستكون قريبا منها بأفكارك وآرائك ومقترحاتك ونصائحك التي تنثرها إبداعا عبر القناة التي نجحت في استقطابك لتنضم إلى كوكبة من المحللين العالميين أمثال فينغر وتشيزاري مالديني والعمالقة الآخرين.

لن أتحدث عن المهرجان الاحتفائي اليوم واقتصرت فقط في الحديث عنك لأن لدي رؤية حول هذه المهرجانات على اعتبار أنني أريدها للفقراء لا للأغنياء، أما الجماهير السعودية فهي اليوم معنية ومطالبة بالحضور للاستمتاع بإبداعات مايكون وزانيتي وإيتو كما استمتعت الأربعاء الماضي في وداعية حمزة «قول» وهي تشاهده يركض كابن العشرين عاما أمام نجوم اليوفي.

[email protected]