نقاد النصر.. والحقيقة!

مسلي آل معمر

TT

كل الفرق الجماهيرية في العالم تمر بمراحل انتقالية، وقد تتراوح مدد هذه المراحل ما بين السنتين والخمس، وذلك حسب قدرات وإمكانات مديري العمل، وفي النصر طالت مدة المرحلة الانتقالية عن المعتاد؛ بسبب غياب الرؤية وكثرة الضغوط، وقيادة الجماهير لإدارات النادي التي أعقبت إدارة الأمير عبد الرحمن بن سعود، رحمه الله، لذا مر على النصر 14 مدربا خلال أربع سنوات، وفي كل عام يتغير 80% من العناصر الأساسية في الفريق في محاولات لإرضاء الجماهير والنقاد والمحللين. ولو لاحظنا بدقة لوجدنا أن البدلاء في كل مرة لا يختلفون كثيرا عمن سبقهم، بل إن هناك مواهب لم يتم تعويضها مثل إبراهيم ماطر وعلي يزيد، هذا طبعا إذا استثنيت حسين عبد الغني من القائمة. المهم في الأمر أن مرحلة كهذه يجب على أي إدارة أن تدرك أنها بحاجة إلى الإمساك بزمام المبادرة لقيادة الجمهور، وليس العكس، خصوصا في ناد كنادي النصر الذي لا يزال يفتقد إلى الأشخاص (على كافة المستويات) القادرين على تشكيل الذائقة ورسم الخطوط العريضة للرأي العام النصراوي بعد رحيل الرمز

وفي بداية هذا الموسم شن المحللون والنقاد حملة شرسة ضد مدرب الفريق منذ الجولة الثالثة في الدوري وطالبوا بإقالته، رغم أن المنطق يقول إنه من الظلم أن تحكم على مدرب لم يمض إلا ثلاث جولات في الدوري، وهذه الجولات الثلاث ليست كافية للتعرف على لاعبيه، فكيف بالفرق المنافسة؟

والحقيقة أن إدارة النادي قد انساقت خلف هذه الآراء، ولو أنها وجدت البديل صاحب الاسم الجيد لقضى ديسلفا إجازة الكريسماس في الأورغواي، لكنه قد يكون حسن حظ النصر الذي جعل ديسلفا ولاعبيه يقدمون أداء مبهرا في المباراتين الحساستين أمام الشباب والهلال، مما قد يقيض للنصر الاستقرار على مدرب واحد للمرة الأولى منذ موسم 2005 مع البلغاري ديمتروف، والذي كانت نتائجه جيدة آنذاك رغم الظروف السيئة، وبالمناسبة فإن المواسم التي تلت ذلك الموسم كانت تشهد تغيير من ثلاثة إلى أربعة مدربين كل سنة، عدا موسم 2007 الذي اكتفوا فيه بمدربين فقط هما فوكي بوي ودانييل أسد، وحقق الفريق كاس الأمير فيصل بعد غياب تسع سنوات عن البطولات!

في الأخير.. يجب أن يعي النصراويون أن الاستقرار على الجهاز التدريبي والعناصري يرفع من المستوى الفني للفريق، والهلال والشباب والاتحاد خير شاهد، وأن «التكحيل» أحيانا قد يعمي العين، فإذا أردت أن تغير عنصرا أجنبيا يجب أن تتأكد عشر مرات أنك ستحضر الأفضل وانك قد منحت الموجود الفرصة الكافية (كما تفعل إدارة الهلال)،وإلا فإن توفير الأموال أجدى، أما المحللون والنقاد فمن المفترض أن يتعامل معهم الجميع كجماهير وإدارة على أنهم استقطبوا من قبل وسائل الإعلام ليبدوا آراءهم ويجب أن تحترم، لكن بالتأكيد لا أحد منهم يملك الحقيقة المطلقة حتى ولو كان الأسطورة ماجد عبد الله !