الإفلاس

مساعد العصيمي

TT

وقف الحمل على صخرة منيعة ومن ثم شتم الحمل الذئب، فقال الذئب للحمل: أنت لم تشتمني، بل شتمني المكان الذي أنت فيه!

ها هو عامنا الجديد قد أطل وهو يحمل بوادر تفاؤل ترتكز على إيجابيات وأفعال.. عام بدأناه باحتفالية مثلما ختمنا سابقه بمثلها، كلتاهما قدمتا لنا تصورا أنه سيكون أفضل حالا وأكثر إنجازا.. ومنه ولأجله سنتجاوز، بل سنتعامى عن إسقاطات وإفرازات سابقة، حتى إن كان بعض منها عصيا على النسيان كما كان وقع إخفاقنا الكروي على كل المستويات.. سنحاول، لأن في النسيان نعمة، لأن هذا هو التعامل الأمثل مع المنافسة والمتنافسين.. لكن ما لا نستطع تجاوزه خص إرهاصات المفلسين وعبارات المتشدقين بالحرص على فرقهم.. إذ أحسب أنها تجاوزت حدود المنطق والعقل.. نعم، فقد عانينا في عامنا المنتهي من إفلاس في الحوار والتحاور.. إفلاس في التعامل مع المنافسين.. ضيق في الأفق.. بل هو إفلاس في تجسيد معنى المنافسة الحقة، وكأن من بيننا من أخطأ العنوان وهو يدلف من باب الرياضة.

عموما، لن نندب حظنا كثيرا، لأن فينا ما يكفينا من الإفلاس من فرط جعلنا للرياضة قاسية حد التلاسن الذي بلغ درجة التشاتم.. وبما جعلنا نفكر: هل حقا نحن غير قادرين على إدارة رياضتنا التنافسية؟ لنكن أكثر دقة في الوصف والتحليل، فبعض لجان اتحادنا تجسد ذلك، وبعضها ما زال يغط في سبات عميق ولا يعنيها إن نسيت أو تناست أنها معنية بالموضوعية والحيادية لا تغفل ولا تكل.. تمنع كل متجاوز، وتقف أمام أي مرجف، وتردع كل مسيء.. ولا بأس بعد ذلك لأنها لم تعلم أن إيطاليا وقفت كلها ضد ناد أصدر بعض مشجعيه عبارات عنصرية ضد لاعب أفريقي.. ولدينا هي غير مسؤولة إلا حينما تفيق وضد من تراه هدفا مناسبا.

في عامنا الجديد نتمنى احترافية في العمل والتعامل، لدى المسؤول والإداري في النادي والاتحاد، عمل لا يستطع أن يقفز من فوقه أحد ولا يبخس حق أحد.. وما نتمناه أكثر أن يرزقنا الله مسيرين لأندية محملين بالكفاف.. بما يعني أن يرتكز همهم على أنديتهم والاعتناء بها وتطويرها وبما يشغلهم عن الآخرين.. وأحسب إن هم فعلوا ذلك فستجد أنديتهم متسعا للتطور ومن ثم القدرة على الإنجاز والتفوق.. لكن هيهات أن يحدث مثل ذلك خلال أمدنا القريب، والسبب أن للظهور ثمنا وللتعصب تقديرا.. لكن عند من؟ بكل تأكيد عند أولئك الذين اختاروا الباب الخاطئ ليدلفوا «وهم غير مصدقين» إلى الرياضة التنافسية.

[email protected]