أكثر من نصر..!

منيف الحربي

TT

الواقع أن فوز النصر على غريمه التقليدي جاء منطقيا ومستحقا، سواء حسب المعطيات التي تجسدت خلال المواجهة أو تلك التي سبقتها، أعني تشكل هوية الفريق، وتجانس عناصره، واستقرار مدربه على عناصر محددة وتكتيك معين.

البعض قالوا إن نجوم الأزرق لعبوا بثقة مفرطة، وهذا ليس حقيقيا؛ فالمشرف على الفريق الكابتن سامي الجابر تحدث قبل المباراة بوعيه المعهود، وشدد على تطور الأداء الأصفر، وخطورة العالمي، فيما تسلم لاعبو الهلال ليلة اللقاء مكافآت ورواتب تحفيزية لتعزيز الناحية المعنوية.

آخرون قارنوا فوز النصر بفوز أم أصلال، في إسقاط واضح مع الفوارق الكبيرة بين الحالتين، والتي يعرفها أصغر مشجع، فأم أصلال قبل مواجهة الهلال بأيام خسر من العميد بسباعية، بينما كان النصر يعيش مرحلة تقدم واضحة، في مستواه ونتائجه، خصوصا وهو يحرج الشباب رغم الظروف الصعبة، إضافة بالطبع لما يعرفه الجميع عن تاريخ التفوق النصراوي طوال عقود وبالأرقام!

عموما، الهلال يظل فريقا كبيرا والنصر كذلك، والانتصار الأخير شمل أكثر من فوز؛ فهو قد أعاد للمنافسة شيئا من إثارتها. و أكد سلامة النهج التطويري الأصفر، الذي اعتمد على منح الشباب فرصتهم الكاملة ليثبتوا أنهم أهل للثقة، ويكفي أن نرى المستقبل المشرق من خلال أسماء كالسهلاوي، وغالب، وعباس، وعبد الله القرني، وعبد الله العنزي، وريان والزيلعي ممن لا يتجاوز متوسط أعمارهم الـ21 سنة، والذين سيعيدون ترتيب أوراق كثيرة ويثرون الكرة السعودية بالفن الحقيقي والنتائج المبهجة، إذا ما استمروا بهذا العطاء!

أخيرا، ينبغي التذكير بنقطة روتينية.. الفوز على فريق كالمتصدر له قيمته النوعية، لكنه في ميزان البطولات يعد «لا شيء» ، لذا يجب أن يكون الطموح أكبر؛ فالبطولات فقط هي ما سيجعل ذاكرة الرياضة تحفظ أسماء هؤلاء الشباب، وتطرز سيرتهم بالذهب، إن أرادوا ذلك!

إيقاف رادوي

ربما يكون لاعبو الهلال تعرضوا لعنف في لقاءات سابقة، ولم يتم إنصافهم ، لكن هذا لا يعني أن رادوي لا يستحق الإيقاف إثر عنفه المتزايد من مباراة لأخرى. رادوي نموذج للنجم المحترف المفيد، وهو بصدق لاعب كبير يؤدي بشكل رائع وممتع، لكنه وبكل أمانة يمارس ألعابا خشنة تشوه أداءه، وتلحق بالآخرين ضررا بالغا. فهل ننتظر حتى يكون هناك ضحية كسعد الحارثي الذي نجا من مقصلة حسن معاذ وكاد رادوي أن يعيده لها من جديد وبتعمد مشين؟

نعم هناك لاعبون آخرون من أندية مختلفة قاموا بألعاب عنيفة، لكنها لم تصل لمستوى ما شاهدناه من الروماني الصلب، إضافة إلى أن تخبطات لجنة الانضباط لا تبرر الغضب منها عندما تتخذ قرارا صائبا!